كيف اتثقف في ديني

كتابة:
كيف اتثقف في ديني

كيفية التثقف في الدين

إن طلب العلم والتثقف دينيًا من أهمّ ما يجب على المسلم أن يعتني به، خاصة أنّ هناك قدرًا من العلم لا يصلح دين المسلم إلا بتحصيله، لذلك قرر العلماء أن طلب العلم واجب على كل مسلم بقدر ما يتحقق به صلاح دينه، وهذا الأمر يشمل الرجال والنساء على حدّ سواء، فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يخصص للنساء يومًا ليعلمهن أمور دينهن، كما كان يعلم الرجال أيضًا.[١]

وأمّا العلم الذي يجب على المسلم أن يتعلمه فهو معرفة ما أمر الله -تعالى- به، وذلك من الصلاة والصيام والفروض إجمالًا، مع ما يتعلق بكيفية أدائها، وأيضًا معرفة ما نهى الله -تعالى- عنه، بحيث يتحقق له معرفة أصول دينه، وما زاد عن هذا القدر؛ فإنّ تعلمه يكون من باب الاستحباب،[٢] ويكفيه أن يستفتي أهل العلم فيما تبقى من أمور إن أشكل عليه شيء منها.[٣]

ومن المسلمين من يحبُّ أم يتثقف في دينه، وأن يجمع أكبر قدر من المعلومات العامة والجميلة عن هذا الدين العظيم، ومن أهم الأمور التي تعين على التثقف دينيًا ما يلي:

حضور مجالس العلم

إن لمجالس العلم فضلًا كبيرًا لا بدّ للمسلم أن يغتنمه، وهذه المجالس من أفضل مصادر العلم الديني، خاصة إن كان يعطيها شخص معروف عنه التبحر في العلم الشرعي، كما أن العلماء كثيرًا ما يحثون على حضور مجالس العلم التي تقام في المساجد أو بعض المعاهد وما إلى ذلك، كما أن حضور هذه المجالس سبب من أسباب فلاح المسلم.[٤]

كما أن بعض العلماء بينوا أن حضور مجالس العلم أفضل من صلاة النافلة، وهذا مما يدل على عظم هذه المجالس وأهميتها،[٥] وقد جاء في الحديث الشريف في فضل مجالس العلم، قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما اجتمَعَ قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللَّهِ يتلونَ كتابَ اللَّهِ، ويتدارسونَهُ فيما بينَهم إلَّا نزلَت عليهِم السَّكينةُ، وغشِيَتهُمُ الرَّحمةُ، وحفَّتهُمُ الملائكَةُ، وذكرَهُمُ اللَّهُ فيمَن عندَهُ).[٦]

قراءة الكتب الدينية

إن العلم الشرعي في الأصل يستمد من القرآن والسنة، ولكن يستعان على فهمهما ومعرفة ما جاء بهما من معانٍ بقراءة الكتب التي بيّن فيها العلماء تفسير القرآن وشروحات السنة النبوية، وكذلك كتب الفقه الإسلامي، والكتب التي بيّنت أهمّ ما يتعلق بالعقيدة الإسلامية؛ وإن هذه الكتب هي الطريق لفهم الكتاب والسنة النبوية، فلا بدّ أن يحرص المسلم على قراءة الكتب النافعة ليتثقف دينيًا.[٧]

ومن الكتب التي يمكن قراءتها من قبل المبتدئين أو العامة للتثقف دينيًا ما يلي:

  • كتاب تعريف عام بدين الإسلام للشيخ علي الطنطاوي.
  • كتاب الطريق إلى القرآن للشيخ إبراهيم السكران.
  • كتاب عليون للشيخ صالح الخزيم.
  • كتاب جدد حياتك للشيخ محمد الغزالي.

قراءة المقالات الموثوقة في الإنترنت

إن من الأمور التي تعين أيضًا على التثقف دينيًا عند المسلم أن يقوم بقراءة المقالات الدينية التي تكون موجودة على مواقع الإنترنت أو مواقع التواصل، ولكن بشرط أن يتحقق من موثوقية الموقع أو الشخص الذي يقدّم المعلومات الدينية، وقد كان محمد بن سيرين يقول في أهمية التحقق ممن نأخذ عنه العلم الشرعي: (إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون العلم).[٨]

المراجع

  1. شحاتة محمد صقر (2011)، الاختلاط بين الرجال والنساء (الطبعة 1)، صفحة 435، جزء 2. بتصرّف.
  2. أبو عبد الرحمن محمود بن محمد الملاح (2010)، فتح الرحمن في بيان هجر القرآن (الطبعة 1)، الرياض:دار ابن خزيمة للنشر والتوزيع، صفحة 47. بتصرّف.
  3. تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني، المستدرك على مجموع الفتاوى (الطبعة 1)، صفحة 280، جزء 2. بتصرّف.
  4. أبو محمد عبد الله بن مانع بن غلاب الغبيوي الروقي العتيبي (2014)، فقه عمل اليوم والليلة (الطبعة 1)، الرياض:دار التدمرية، صفحة 12. بتصرّف.
  5. عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (1974)، تحذير الخواص من أكاذيب القصاص (الطبعة 2)، بيروت:المكتب الإسلامي ، صفحة 215. بتصرّف.
  6. رواه النووي ، في التبيان، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:128 ، رواه مسلم وأبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم.
  7. صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الملخص الفقهي (الطبعة 1)، الرياض:دار العاصمة، صفحة 10، جزء 1. بتصرّف.
  8. أبو أحمد بن عدي الجرجاني (1997)، الكامل في ضعفاء الرجال (الطبعة 1)، بيروت:الكتب العلمية، صفحة 254، جزء 1.
4586 مشاهدة
للأعلى للسفل
×