كيف ارفع نسبه الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم

ما هو المستوى الطبيعي لكل من الصوديوم والبوتاسيوم؟

البوتاسيوم والصوديوم؛ عبارة عن مواد كهرليَّة متواجدة داخل أجسامنا، فهي تساعد الجسم على تنظيم كميَّة الماء داخل الخلايا وخارجها، كما أنَّها تلعب دورًا هامًّا في الحفاظ على الوظائف الأساسيَّة للعضلات والأعصاب، وأعضاء الجسم المُختلفة. ويُشار إلى أنَّ المستوى الطبيعي من البوتاسيوم يتراوح بين 3.6-5.2 (مل مول/لتر)، أمَّا المستوى الطبيعي من الصوديوم فهو يتراوح بين 135-145 (ميلي مكافئ/لتر)، ولكنْ، يحدث في بعض الأحيان أنْ تنخفض مستويات الصوديوم والبوتاسيوم عن حدودها الطبيعيّة، ممَّا يتسبَّب في اختلال بعض الوظائف في الجسم، لذا، سنتطرق في هذا المقال إلى الطرق التي يُمكنها أنْ تساهم في رفع مستويات كلًّا من الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم.^[١][٢]

كيف يمكن رفع مستوى الصوديوم في الدم؟

يحدث نقص صوديوم الدم (Hyponatremia) أحيانًا جرَّاء الإصابة بمشكلات صحيّة معيَّنة، أو تناول بعض الأدوية، أو حتى نتيجة شرب كميَّات كبيرة من الماء، وارتفاع مستوياتها في الجسم، الأمر الذي قد يسفر عنه انتفاخ الخلايا، والمعاناة من مشكلات عديدة، بعضها خفيف ويسهل التعامل معه، وبعضها خطير وقد يهدِّد الحياة.^[٣]

ويُشار إلى أنَّ انخفاض الصوديوم يعني انخفاض مستوياته عن 135 (ميلي مكافئ/لتر)، وهنا يعدّ الطبيب الشخص المخوَّل بتحديد ما إنْ كان مستوى الصوديوم منخفضًا بشِدّة في الجسم، وآلية التعامل الملائمة مع المشكلة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه الحالة قد لا تكون مصحوبة بظهور أيَّة أعراض في حال كان انخفاض الصوديوم خفيفًا، إلَّا أنَّ الأعراض عادةً ما تبدأ بالظهور في حال انخفض الصوديوم بصورة مفاجئة، والتي قد تكون على صورة إصابة بالصداع أو الارتباك، أو الغثيان المصحوب بالتقيؤ، والهياج وعدم الهدوء، والتقلصات أو تشنجات العضلات، وربما أعراض أخرى غير مذكورة هنا.^[٣]ولرفع مستويات الصوديوم في الجسم، قد ينصح الطبيب باتباع واحدة أو أكثر من الطرق المذكورة في الآتي:

تناول أطعمة غنية بالصوديوم

ثمّة أنواع معينة من الأطعمة التي تحتوي على نسب جيدة من الصوديوم، والتي قد يساهم تناولها في تعزيز مستويات الصوديوم في الجسم، بعيدًا عن تناول الأطعمة الضارة والتي قد تحمل آثار سلبية تنعكس على صحة الجسم؛ كالأطعمة السريعة، وملح الطعام، واللحوم المُعالَجة، واللحوم المعلبة، وغيرها، مع التأكيد على أنَّ كمية الصوديوم المُستهلكة خلال اليوم تختلف من شخص لآخر بالاعتماد على مستويات الصوديوم في دمه، غير أنَّ الاحتياج الطبيعي للشخص البالغ من الصوديوم الموجود في الغذاء فهو يعادل 2.3 غرام (نصف ملعقة صغيرة) يوميًّا.^[٤]

نذكر في الآتي بعض من الأطعمة التي يُمكنها أنْ تساهم في تعزيز مستويات الصوديوم في الجسم، مع ذكر محتواها من الصوديوم:

الحد من شرب الماء والسوائل

في بعض الحالات يحدث انخفاض الصوديوم في الجسم جراء شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل، لذا، يجب الحرص على تناول كميات ملائمة من السوائل وعدم الإفراط في ذلك، إذْ يوصِ الخبراء بتناول الشخص الذي يزن 68 كيلو غرام 2.2 لتر من الماء يوميًّا، وتختلف هذه الكمية باختلاف الجنس، والعمر، والحالة الصحيَّة، وقد تكون لدى الجسم السليم قدرة على تحمل شرب كمية من الماء تعادل 17 لتراً في حالة تناول الماء ببطء ودون إحداث تغيير في مستويات الصوديوم في الدم. وللتأكد من حصول الجسم على ما يكفيه من السوائل دون الوصول لمرحلة الإفراط، يوصَى باتباع النصائح الآتية:^[٥]

• شرب الماء في حالة الشعور بالعطش، مع التأكد من عدم الإفراط في الكمية.
• ارتشاف الماء ببطء خلال اليوم، بدلًا من شرب كمية كبيرة دفعة واحدة، خاصةً بعد الانتهاء من التمرين، إذْ يجب مقاومة الرغبة في شرب كميات كبيرة من السوائل والماء بسرعة.
• تحديد كمية الماء المسموح بتناولها خلال اليوم.
• مراقبة أعراض شرب كميات كافية من الماء، والتي نُجمل منها:
  • القدرة على التعرق.
  • كثرة التبول.
  • مرونة البشرة الطبيعية.
  • شحوب لون البول.
  • عدم الشعور بالعطش.

كما يمكن الأخذ بعين الاعتبار شرب السوائل التي تحتوي على الكهرل المخصَّصة للرياضيين، فهي تساهم في تعويض كمية الصوديوم التي يفقدها الجسم مع التعرق، إضافةً إلى قدرتها على تعويض كمية السوائل المفقودة بسبب التقيؤ أو الإسهال.^[٦]

الحلول الطبية لنقص الصوديوم

عند كشف الطبيب عن حالة نقص الصوديوم وانخفاضها في الجسم، فإنّه يحدد طريقة حل المشكلة والتعامل معها بناءً على شدتها والأسباب الكامنة وراء حدوثها، وقد يشمل ذلك الآتي:^[٦]

• إعطاء الشخص أدوية تساهم في تخفيف شِدة الأعراض المزعجة التي يعانيها.
• علاج المشكلات الصحية الكامنة التي قد تكون هي السَّبب وراء انخفاض مستوى الصوديوم في الدم.
• تعديل الطبيب لجرعة مدرات البول للأشخاص الذين يستخدمونه.
• إعطاء الشخص محلول الصوديوم الوريدي (IV).

كيف يمكن رفع مستوى البوتاسيوم في الدم؟

يحدث انخفاض بوتاسيوم الدم في حال كانت مستوياته أقل من الحدّ الأدنى الطبيعي الذي أشرنا إليه في بداية المقال، وقد يُعزى حدوث هذه المشكلة إلى أسباب عِدة؛ كالإصابة بالإسهال، أو التقيؤ، وتناول أنواع معينة من الأدوية، والمعاناة من اضطرابات الأكل، وفرط الألدوستيرونية (Hyperaldosteronism)، وانخفاض المغنيسيوم، وفرط استخدام المسهلات، وكثرة التعرق، والإصابة بأمراض الكلى المزمنة، والمعاناة من اضطرابات جينيَّة معينة، وغير ذلك.^[٧]

وفي الحقيقة، قد يعاني الشخص في حالة انخفاض مستويات البوتاسيوم من ظهور أعراض مختلفة، منها: الإعياء، والإمساك، وتسارع نبض القلب، وتلف العضلات، والشعور بالوخز أو التنميل، والمعاناة من الضعف العضلي، وربما يعاني الشخص من أعراض أكثر خطورة في حالة حدوث انخفاض شديد في مستويات البوتاسيوم.^[٧] وفي هذا الجانب، سنذكر في الآتي مجموعة من الوسائل التي يمكنها أنْ تساعد على رفع مستويات البوتاسيوم في الجسم:

تناول أطعمة غنية بالبوتاسيوم

تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم قد يساعد على علاج ومنع حدوث انخفاض في مستوى البوتاسيوم في الجسم، ونذكر في الآتي بعض الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والتي يُنصح بتناولها في هذه الحالة:^[٧][٨]

تناول مكملات البوتاسيوم

يحصل الأفراد على كميات كافية من البوتاسيوم عن طريق تناول الطعام الصحي والمتوازن، ولكنْ، في حالة انخفاض مستويات البوتاسيوم بشكلٍ واضح، قد يوصِ الطبيب أحيانًا بتناول مكملات البوتاسيوم بجرعة محدّدة، بالاعتماد على العمر والحالة الصحية، وما يراه مناسبًا بالفعل، وهنا لا بدّ من التنبيه على ضرورة استشارة الطبيب واتباع تعليماته حول كيفية تناول مكملات البوتاسيوم، كون الجرعات المرتفعة منه قد تهدّد الحياة.^[٩]

ورغم أنَّ جرعات البوتاسيوم الاعتياديَّة غالبًا ما تكون آمنة إلى حدٍّ ما وغير مصحوبة بآثار جانبية، ففي بعض الحالات قد يعاني الأشخاص من اضطراب المعدة، وربما الحساسيَّة من مكملات البوتاسيوم، أو حتى ظهور أعراض أخرى؛ كالضعف العضلي، واضطراب نظم القلب، وتسارع نبض القلب، وغير ذلك، كما نُشير إلى ضرورة الابتعاد عن استخدام مكملات البوتاسيوم في الحالات التي يعاني فيها الأفراد من قرحة المعدة، أو مشكلات القلب، أو مرض الكلى، أو مرض القلب، أو مرض السكري، أو مرض أديسون (Addison's disease)، أو غيره.^[٩]

الحلول الطبية لنقص البوتاسيوم

في الحالات الشديدة قد يوصي الأطباء بإعطاء محلول وريدي يحتوي على البوتاسيوم، أمَّا في الحالات التي يكون فيها نقص البوتاسيوم مرتبطًا بمشكلة أخرى، فإنَّ العلاج يهدف إلى حل المشكلة الكامنة، مثل مشكلة انخفاض المغنيسيوم، أو فرط نشاط الدرقية، أو غيرها.^[١٠]

وفي حال كان انخفاض البوتاسيوم في الدم مصاحبًا لتناول مدرات البول، يصِف الطبيب في هذه الحالة كميات إضافية من البوتاسيوم بجرعة يوميّة، أو يقوم بتغيير نوع مدر البول للصنف الذي يحافظ على بقاء البوتاسيوم في الجسم.^[٧]

المراجع

1. ↑ "Low potassium (hypokalemia)", mayoclinic, Retrieved 25/5/2021. Edited.
2. ↑ "Hyponatremia", mayoclinic, Retrieved 25/5/2021. Edited.
3. ^ ^{أ ب} "Hyponatremia", webmd, Retrieved 25/5/2021. Edited.
4. ↑ "SODIUM", rxlist, Retrieved 25/5/2021. Edited.
5. ↑ Sarah Garone, "Chugging Water All the Time? How to Avoid Overhydration", healthline, Retrieved 25/5/2021. Edited.
6. ^ ^{أ ب} Janelle Martel, "Low Blood Sodium (Hyponatremia)", healthline, Retrieved 25/5/2021. Edited.
7. ^ ^{أ ب ت ث} "Low blood potassium", medlineplus, Retrieved 25/5/2021. Edited.
8. ↑ Jillian Kubala, "14 Healthy Foods That Are High in Potassium", healthline, Retrieved 25/5/2021. Edited.
9. ^ ^{أ ب} "Potassium", webmd, Retrieved 25/5/2021. Edited.
10. ↑ "Low Potassium Levels in Your Blood (Hypokalemia)", clevelandclinic, Retrieved 25/5/2021. Edited.