كيف اعرف ان الجنين ولد

وقت ظهور الأعضاء التناسلية للجنين

تسمّى العملية التي يُحدَّد فيها جنس المولود بالتمييز الجنسيّ البشري، ولن يُكتشَف جنس الجنين إلّا بعد مرور بضعة أشهر على الحمل، لكن يكون جنس الجنين قد حُدِّد منذ لحظة حدوث الحمل، كما تُحدّد جينات جنس الجنين، إذ تحمل جميع البويضات الأنثوية الكرموسوم X، بينما تحمل الحيوانات المنوية الكروموسومات X أو Y، وإذا خُصّبت البويضة بحيوان منوي يحمل الكرموسوم X فإنّ الجنين الذي يحمل الكروموسومين X X يكون أنثى، أمّا إذا لُقّحت البويضة بحيوان منوي يحمل الكروموسوم Y فإنّ الجنين X Y يكون ذكرًا.

في البداية تبدو جميع الأجنّة متشابهةً بغضّ النّظر عن جنسها، إذ إنّه بسبب عدم وجود هرمون التستوستيرون تكون لدى جميع الأجنّة سمات أنثوية، وفي الأسبوع السابع من الحمل تبدأ بنية الحرف التناسلي (Genital ridge) لدى الجنين، بعد ذلك على مدار الأسابيع الخمسة التالية يبدأ الطفل بإنتاج الهرمونات التي تحفّز نمو أعضائه التناسلية، وتظهر جميع الأعضاء التناسلية للأطفال من الحرف التناسلي وتكون متشابهةً في البداية، إذ تتكون الأعضاء التناسلية الأنثوية والأعضاء التناسلية الذكرية من نفس الخلايا، لذلك بمجرّد أن يبدأ إفراز الهرمونات في جسم الطفل تبدأ الأعضاء التناسليّة بالاختلاف عن بعضها في البنية والشّكل.

لدى الذّكور تطول سلسلة الحرف التناسلي لتتحوّل إلى قضيب في نهاية الأسبوع التّاسع، وتتشكّل البراعم الصّغيرة للبروستاتا في الأسبوع العاشر من الحمل، ويتكوّن الجهاز البولي في الأسبوع الرّابع عشر من الحمل، وتنزل الخصيتان إلى كيس الصفن في الأسبوع السادس والعشرين من الحمل، ويستمرّ قضيب الطّفل بالنّمو خلال الثلث الثالث من الحمل، أمّا لدى الفتيات تنمو المبايض بين الأسبوع 11-12 وتمتلئ بملايين البويضات البدائيّة، وتقلّ كميّة هذه البويضات في مبيض الطّفلة مع مرور الوقت حتى الولادة، وتولد الطّفلة مع وجود ما يقارب 2 مليون بويضة في مبيضها، وينمو الرحم لديها خلال الشهر الثالث من الحمل، ويفتح المهبل في الأسبوع 22 من الحمل.^[١]

معرفة أنّ الجنين ولد

تتنبأ العديد من الخرافات بجنس المولود قبل الولادة، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ جميع الطرق المتبعة لمعرفة جنس الجنين هي مجرّد خرافات لا تستند إلى الواقع، ومن الطّرق التي تدّعي التنبؤ بجنس الجنين ما يأتي:^[٢]

• غثيان الصّباح: قد تكون سمعت أي امرأة حامل أنّ شدّة غثيان الصباح تدلّ على جنس الجنين، فعندما يكون الجنين أنثى يكون غثيان الصباح شديدًا؛ لأنّ مستوى الهرمونات أعلى، أمّا عندما يكون الجنين ذكرًا فيكون غثيان الصّبح أقلّ شدّةً، وفي الواقع إنّ غثيان الصباح يختلف من امرأة إلى أخرى ومن حمل إلى آخر، وكشفت دراسات أنّ النساء اللواتي يعانين من غثيان الصّباح الحادّ يكنّ أكثر عُرضةً لإنجاب الفتيات، لكن لا توجد أدلّة علمية كافية تدعم هذه الفكرة.
• حالة الجلد: يعتقد بعض الأشخاص أنّ الطّفلة تسرق جمال أمها، وأنّ الولد لن يسبّب ظهور البثور على وجه أمّه، وتوجد خرافة أخرى تدور حول نمو الشّعر، وأنّ الحمل بذكر سيزيد من طول الشّعر ولمعانه، وعند الحمل بأنثى سيكون الشعر متعرّجًا وباهتًا، لكن كلتا الفكرتين غير صحيحتين؛ لأنّ الهرمونات أثناء الحمل تؤثّر بصورة مختلفة على أي امرأة عن الأخرى، ويمكن أن تسبّب كثرة غسل الوجه صفاء الوجه.
• نوع الطعام: تقول الخرافة إنّه عند الحمل بذكر تزداد شهية الأم للأطعمة المالحة، مثل: المخلّلات، والشيبس، وعند الحمل بفتاة تزداد شهية الأم للأطعمة الحلوة والشوكولاتة، وفي الحقيقة لا توجد دراسات تثبت بصورة قاطعة ارتباط الشّهية لنوع معين من الطعام بجنس الجنين، وربما تكون للرّغبة بنوع معيّن من الأطعمة علاقة باحتياجات جسم الحامل الغذائية المتغيّرة.
• معدّل ضربات القلب: تدور أكثر الأساطير شيوعًا حول معدّل ضربات قلب الطفل، فإذا كانت نبضات قلب الجنين أقلّ من 140 نبضةً في الدّقيقة فإنّ الجنين ولد، وإذا كانت ضربات قلب الجنين أكثر من 140 نبضةً في الدّقيقة فإنّ الجنين فتاة، لكن لسوء الحظ وعلى الرّغم من أن هذا يبدو علميًا لكن لا يوجد دليل قويّ خلف هذه الفكرة، وقد كشفت دراسة نشرت حول تشخيص جنس الجنين أنّه لا يوجد فرق ذو مغزى بين معدّل ضربات قلب الولد والبنت في مراحل الحمل المبكّرة.
• موقع البطن: إذا كان بطن الحمل منخفضًا فإنّ الجنين ذكر، وإذا كان بطن الحمل مرتفعًا فإنّ الجنين أنثى، لكن في الواقع إن شكل بطن الحمل وموقعه ليس له علاقة بجنس الجنين، لكن يعتمد على شكل الرحم، ونوع الجسم، وعضلات البطن.

الطريقة الصحيحة لمعرفة جنس الجنين

يمكن للنساء الحوامل تحديد جنس الجنين إذا كان ذكرًا أم أنثى من خلال اللجوء إلى إحدى الطرق الآتية:

• الموجات فوق الصوتية: التي يمكن إجراؤها في منتصف الحمل، وعادةً ما تُجرى بين الأسبوعين 16 و20 من الحمل، وعلى الرّغم من أنّ القضيب أو الفرج يبدأ بالتكوّن عند الأسبوع السادس، إلّا أنّ الجنين الذكر والجنين الأنثى يبدوان متشابهين للغاية في الموجات فوق الصوتية حتّى الأسبوع 14، وقد يكون من الصّعب التفريق بينهما لعدة أسابيع بعد ذلك، ويمكن لفنّي الموجات فوق الصوتية تحديد جنس الجنين مع حلول الأسبوع 18 في حال كان في وضعية تمكن الفنّي من مشاهدة الأعضاء التناسلية.^[٣]
• التشخيص الوراثي الذي يسبق الانغراس: في حال خضعت المرأة لاختبارات وراثية تسبق الانغراس فيمكنها معرفة إذا ما كانت حاملًا بذكر أو أنثى، لكن منع العديد من الأطباء المتخصّصين هذا الاختبار بهدف تحديد جنس المولود، لكن يمكن استخدامه لتجنّب العيوب الوراثية المرتبطة بالجنس مثل الهيموفيليا، ويُجرى الاختبار عن طريق إزالة خلية من الجنين قبل أن تنغرس البويضة في الرحم، ويتمّ إجراء تقييمٍ مجهري للكروموسومات لهذه الخلية، والتي تُظهر إذا ما كان الطفل ذكرًا أم أنثى، ثمّ تُزرع الأجنّة من الجنس المطلوب في الرحم.^[٤]
• فحص بزل السائل الأمنيوسي أو أخذ عينات من الزغابات المشيمية: في فحص بزل السائل الأمنيوسي يؤخذ السائل من كيس يحيط بالطفل باستخدام حقنة، كما يتضمّن فحص الزغابات المشيمية أخذ الخلايا من المشيمة بإبرة، وعلى الرّغم من أنّ كلا الطريقتين تنطويان على مخاطر إلّا أنّهما دقيقتان للغاية، ويمكنهما تحديد النتيجة في وقت مبكر من الحمل، فيمكن تحديده في الأسبوع 11 في فحص الزغابات المشيمية، والأسبوع 15 في فحص بزل السائل الأمنيوسي.^[٥]
• الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد: من الممكن أن يكشف استخدام الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد عن جنس الطفل حتى قبل استخدام الموجات فوق الصوتية التقليدية ثنائية الأبعاد، فوفقًا لدراسة نشرت في المجلة البريطانية لعلم الأشعة فإنّ ما بين 150 امرأةً أجرت فحص الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد في الثلث الأول من الحمل 128 امرأةً كانت التوقعات لها صحيحة، وأُجريت هذه التوقعات بين الأسبوعين 11-14 من الحمل، ممّا يدلّ على أنّ الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد يمكن أن تكون فعّالةً لتحديد جنس الطفل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.^[٤]

المراجع

1. ↑ "Boy or Girl? Early Signs of Your Baby’s Sex", flo.health, Retrieved 31-5-2019.
2. ↑ Ashley Marcin, "Myths vs. Facts: Signs You're Having a Baby Boy"، healthline, Retrieved 31-5-2019.
3. ↑ "When and how can I find out my baby's sex?", www.babycenter.com, Retrieved 20-8-2019. Edited.
4. ^ ^{أ ب} CHRISTINA MCDONALD, "How Early Can You Tell the Gender of a Baby?"، www.livestrong.com, Retrieved 20-8-2019. Edited.
5. ↑ Robin Elise Weiss (18-7-2019), "How to Tell a Baby's Gender on the Ultrasound"، www.verywellfamily.com, Retrieved 20-8-2019. Edited.