محتويات
كيف يمكنك التأثير في الآخرين؟
يُعد التأثير في الآخرين أحد المهارات القيادية الأساسية، كما يُعد مفتاحًا لحل العديد من المشكلات، وفيما يتعلّق بالأعمال، فإنّ التأثير في الآخرين يُساعد على إحداث التغييرات وتنفيذ القرارات الرئيسية التي يريد الشخص تغييرها أو تنفيذها، فيما يأتي طرق التعامل مع الآخرين للتأثير فيهم:
استخدام أسلوب التنظيم الذكي
يتمتع المؤثرون بالذكاء التنظيمي، إذ يفهمون كيفية إنجاز المهام باستخدام أسلوب تنظيمٍ ذكيّ، ولديهم القدرة على فهم سياسة المؤسسة والعمل بما يتناسب معها، لتطوير عمل الأفراد والارتقاء في سوق العمل.[١]
تمتلك جميع المنظمات عمومًا جانبين للتنظيم: الجانب الرسمي الموضّح في المخطط التنظيمي، والهيكل غير الرسمي، والذي يُمثّل في كثير من الأحيان الكيفية الحقيقية لإنجاز الأشياء، ومن الجدير بالذكر أنّ القادة المتمرسين سياسيًا يفهمون كليهما، كما يستخدمون كليهما لتحقيق الأهداف التنظيمية، والتي من ضمنها ترك انطباع جيد عند الناس.[١]
تسويق الذات
يُنظر إلى تسويق الذات على أنّه تفاخر أو أنانية أحيانًا، إلا أنّ القادة المؤثريون يعرفون أنّ من خلال التسويق لأنفسهم بشكل صحيح، ولأسبابٍ صحيحة يمكنهم الارتقاء بمسيرتهم المهنية، بالإضافة إلى توفير الرؤية والفرص لتقاريرهم وأعمالهم، وتعزيز التعاون والتوافق مع الآخرين؛ وبالتالي التأثير فيهم.[١]
وهناك استراتيجيات عدّة لتسويق الذات، منها محاولة جمع جمهور والطلب من الأشخاص أن يكونوا جزءًا من فريق أو مبادرة أو عملية لحل مشكلة، وعادة ما يستخدم هذه الاستراتيجية القادة المتميزون، أو يُمكن إيجاد طرق للدخول إلى دائرة الضوء في الأحداث والاجتماعات المختلفة، وفي بعض الأحيان يمكن أيضًا إنشاء أحداث خاصة بالشخص.[١]
بناء علاقات مبنية على الثقة
يتطلّب التأثير بالآخرين بناء علاقات معهم مبنية على الثقة، ومن إحدى طرق بناء الثقة هي الوعد بتنفيذ شيء والوفاء بهذا الوعد، ويجب أن يكون هذا الأمر مستمرًا، وليس فقط عند وجود مصلحة يُراد تحقيقها.[٢]
كما أنّ بناء الثقة والحفاظ عليها ضروريًا للقادة والمؤثرين، فمن دون الثقة، قد يكونون قادرين على إجبار الناس على الامتثال، لكنّهم لن يحصلوا على الالتزام الكامل، ولن يتمكنوا من إظهار القدرات والإبداعات التي يمكن أن يُقدّمها الأفراد.[١]
وتتضمّن الثقة توازنًا دقيقًا بين مساعدة الأشخاص لتطوير أنفسهم عبر دفعهم خارج منطقة راحتهم المعتادة، والاستماع باهتمام إلى مخاوفهم وتعليقاتهم في الوقت ذاته.[١]
استغلال العلاقات بشكل إيجابي
يستغل القادة والمؤثرون علاقاتهم بشكل إيجابي، إذ يعتمدون على قوة شبكات علاقاتهم عند التأثير على الآخرين، كما أنّهم يدركون أنّ المنظمات متغيّرة بشكل مستمر؛ وتبعًا لذلك يجب أنّ تكون شبكات علاقاتهم قابلة للتغيّر.[١]
وبالتالي يعملون على تنمية وتعزير شبكة علاقاتهم باستمرار، كما يُطبّقون استراتيجية ذكية تُحدّد وقت اختيار هذه الشبكات، وكيفية الاستفادة منها،[١] ويكون تكوين العلاقات مع الأشخاص وتعزيزها عن طريق البدء بتكوين علاقة جيدة معهم أولًا.[٣]
إذ إنّ أحد الأسباب التي تجعل الآخرين يقومون بشيء من أجل شخص ما أو دعم فكرته أو الموافقة على آرائه، هو حبهم لهم أو تمتعهم بعلاقة جيّدة معه؛ لذلك يجب محاولة تنمية العلاقت الشخصية مع زملاء العمل، والسماح لهم بالتعرف على مكنونات الشخص حتى لا يُساء فهم نواياه أو دوافعه.[٣]
اقناع الآخرين بالتدريج
يُعد التأثير أكثر بكثير من مجرّد كونه إقناعًا، إذ إنّه يمثّل ناتج عملية إقناع مستمرة، وتتضمن عملية التأثير على الأشخاص فهم وجهات نظرهم لاستخدامها في عملية الحوار والإقناع، وبالتالي يجب تخصيص وقت للتعرف على الأشخاص أولًا، والانتباه لما يهتمون به، وترك إنطباع جيد عندهم.[٢]
كما يجب الأخذ بعين الاعتبار وجهات النظر المختلفة والأولويات المختلفة للأشخاص قبل اقتراح إحداث أي تغيير، ويجب التنبيه على أهمية تحلّي الشخص بالوضوح عند محاولة التأثير على الآخرين، بالإضافة إلى القدرة على توضيح الأسباب والمبررات.[٢]
وتُعد الكلمات مهمة عندما يتعلق الأمر بالتأثير، لذلك يختار الأشخاص المؤثرون كلماتهم بعناية، كما يبحثون بشكلٍ مستمر لتقديم ما هو أفضل، ويتعاونون مع الآخرين، كما أنّهم يفعلون ذلك باستمرار، ويُمارسون هذه السلوكيات بشكل منتظم ضمن روتينهم اليومي.[٤]
الاستماع للآخرين وإشعارهم بالاهتمام
يجب معرفة أنّه كلما زاد إيمان الفرد بالأشخاص من حوله، وكلّما أخذ أفكارهم بعين الاعتبار، زاد إيمانهم بأفكاره وقابليتهم للأخذ بها،[٥] فعندما يشعر الناس بأنّ أفكارهم وآرائهم مسموعة وغير مهمشة، وأنّ الطرف الآخر يوليهم اهتمامًا ويراعي مشاعرهم يكونون أكثر انفتاحًا على التأثّر به.[٢]
كما يجب طرح أسئلة مدروسة لفهم منظور الشخص الآخر، والاستماع جيدًا للإجابة، ويساعد هذا على معرفة المعلومات التي ستترك صدًا في أذهانهم، وبالتالي يمكن التأثير عليهم، ومن الجدير بالذكر أنّ تكرار الجملة الأخيرة التي قالها الشخص الآخر، أو جزء منها يساعد على إنشاء اتصال مع الشخص الآخر، حيث يشعره هذا بأنّه مسموع.[٤]
كما يُعد الاستماع للأشخاص بشكل أكثر، والتحدّث بشكل أقل أحد طرق بناء الثقة والتي من شأنها السماح للشخص بالتأثير على الآخرين كما سبق وذكر.[٦]
المرونة العالية
يجب التحلّي بالمرونة العالية عند محاولة التأثير بالآخرين، إذ إنّ الشخص الصارم فيما يتعلّق بمعتقداته وآرائه، سيراه الناس على أنّه كتلة صلبة وثابتة، وغير قادرة على تصديق أي شخص آخر غير نفسه، مما يُمكن أن يقلل من احترامهم له، وبالتالي عدم قدرته على التأثير عليهم.[٧]
لذلك فإنّ إظهار المرونة مع التمسّك بالمعتقدات هو الصحيح، وغالبًا ما تكون المفاوضات والتسويات هي أفضل الطرق للقيام بذلك، إذ يمكن أن يَثْبت الشخص على معتقداته عندما يخالفه الآخرون، ولكن يجب أن يعمل على إيجاد حل مقبول للطرفين، فعندما يعتقد الناس أنّ الشخص مرن، من المرجح أن يستمعوا إليه حتى لو كانوا ذو طبيعة عنيدة.[٧]
من جانبٍ آخر، يُدرك الأشخاص المؤثرون أنّ الأمور لا تسير دائمًا كما هو مخطط لها، لكنّهم يكونون على استعداد للبحث وإيجاد طرق جديدة لإدارة الموقف عندما يحدث غير ما هو متوقع، كما يكونون على استعداد لمشاركة الاستراتيجيات والطرق المختلفة الجديدة مع فريقهم، وهذا بالطبع من أشكال المرونة.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "4 Ways to Strengthen Your Ability to Influence Others", Center for Creative Leadership, 24/11/2020, Retrieved 26/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Five Principles To Follow If You Want To Influence Others", forbes, Retrieved 27/11/2021. Edited.
- ^ أ ب Rebecca Knight (16/2/2018), "How to Increase Your Influence at Work", Harvard Business Review, Retrieved 26/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Lois Melkonian (13/1/2021), "The secret behind how to influence people", betterup, Retrieved 26/11/2021. Edited.
- ↑ JAYSON DEMERS (15/1/2015), "7 Ways to Build Influence in the Workplace", inc, Retrieved 26/11/2021. Edited.
- ↑ Rob Jolles (11/8/2021), "6 Keys to Influencing People, Not Manipulating Them", zenbusiness, Retrieved 26/11/2021. Edited.
- ^ أ ب JAYSON DEMERS (15/1/2015), "7 Ways to Build Influence in the Workplace", inc, Retrieved 26/11/2021. Edited.