يمكن أن يجلب فقدان شخص مقرب لك -أيا كان سبب موته- شعوراً بالحزن الشديد. لكن فقدان قريب بالانتحار فقد يكون له ردود فعل مختلفة! تعرف على ذلك:
ان فقدان شخص من خلال الانتحار يمكن أن يسبب ردود فعل ومشاعر تختلف عن تلك التي تلي الموت من مرض أو حادث أو لأسباب طبيعية. تثير حقيقة أن وفاة الشخص تتضمن عنصر الاختيار تساؤلات مؤلمة.
يمكن أن يكون الشعور بالصدمة والعزلة الاجتماعية والذنب أكبر عندما يكون سبب الوفاة الانتحار من ما إذا كان ناجماً عن أنواع أخرى من الموت.
أن ترى كوابيس أو صور متكررة للموت أمراً شائعاً، حتى لو لم تكن رأيته يحدث.
ويقول البروفيسور كيث هاوتون من مركز أبحاث الانتحار في جامعة أكسفورد ’’تتميز عملية الحزن بالتساؤل والبحث عن تفسير،‘‘
ساعد أستاذ هاوتون في وضع دليل لثكلى الانتحار وغيره من الموت المفاجئ والصادم بعنوان المساعدة في متناول اليد . ويقول هاوتون’’الحديث إلى أشخاص أخرين أمر بالغ الأهمية‘‘. ’’ يمكن أن تكون مشاركة مشاعرك مع الأخرين علاجية للغاية. يمكن للخوض في تفاصيل ما حدث أن يكون مفيداً.‘‘
’’يعلَق البعض في المرحلة التي يرون فيها صوراً متكررة أو كوابيس لأسباب أخرى، ربما بسبب الشعور بالذنب. ولكن يمكن للتحدث مساعدتهم على المضي قدماً.‘‘
إذا استمرت هذه الصور، ووجدت أنها تعترض حياتك، اسأل طبيبك إذا أمكنهم إحالتك إلى أخصائي يمكنه المساعدة.
البحث عن أجوبة
كثير من الثكلى حديثاً يسألون: ’’لماذا؟‘‘ ولكن ليست هناك إجابة واضحة دائماً.
ويقول هاوتون’’يملك الناس تفسيرات مختلفة‘‘. ’’هناك ميل إلى التفكير في سبب واحد لكل موت، لكن نادراً ما يكون الأمر كذلك.‘‘
’’ غالباً ما تكون الحالات معقدة. قد يكون هناك محفز للحدث، ولكن تظهر الدراسات أنه غالباً ما تكون هناك عدة عوامل. قد تكون تاريخية وعائلية ووراثية، على سبيل المثال.‘‘
يقول هاوتون أن العثور على إجابات ليس سهلاً، لأن ليست كل المعلومات في متناول اليد دائماً. يقول ’’ومع ذلك، فالبحث عن تفسير مفيد وضروري‘‘.
’’يصل الناس الى نقطة حيث يكون الموت أكثر منطقية لهم، وهذا جزء من عملية الشفاء.‘‘
تخطي ما كان يمكن فعله لإنقاذ شخص من الانتحار رد فعل طبيعي. يمكن أن يبدو كل شيء واضحاً بشكل مؤلم بالاستفادة من تجاربنا السابقة، وقد يبدو سؤال ’’ماذا لو؟‘‘ بلا نهاية.
يمكن أن تكون التغيرات في السلوك الذي يؤدي إلى الانتحار تدريجية. حتى العاملين في مجال الصحة النفسية يجدون صعوبة في معرفة الوقت الذي يكون فيه الشخص في خطر بشكل خاص.
ويقول هاوتون ’’بمجرد أن قرر شخص أن ينهي حياته، فإنه يمكن أن يذهب إلى مدى بعيد لإخفاء مخططاته.‘‘.
لوم النفس بعد انتحار
يمكن أن يسبب الانتحار بين أفراد الأسرة والأصدقاء شعوراً بالذنب الشديد، ولوم الذات واستجوابها.
ويقول هاوتون’’غالبا ما يكون هناك شعور كبير بالذنب والعار‘‘. ’’ لا يزال الانتحار موضوعاً موصوماً، إلا أن المواقف تتغير لحسن الحظ.‘‘
غالبا ما يتجنب الناس التحدث إلى شخص فقد أحد أفراد أسرته جراء الانتحار، لأنهم لا يريدون إهانته. يقول هاوتون هذا يمكن أن يعزز مشاعر الخجل والعار لدى الفقيد.
ويقول هاوتون ’’هذا التكتم يزيد شعور المكلوم بالسوء والعزلة‘‘.
يمكن أن يقود هذا المكلوم إلى الانقطاع عمن يمكنهم مساعدته، لأنه يشعر بانعدام القيمة أو يخشى مزيداً من الرفض.
وقد يكون التحدث عن مشاعرك إلى شخص تثق به أمراً مفيداً. سيساعدك التحدث عن مشاعرك على رؤيتها من منظور واقعي. إذا استمر شعورك بالذنب، قد تجد مناقشتها مع مجموعة دعم أو التحدث إلى استشاري مفيداً.
مخاوف انتحارية
يقلق ثكلى الانتحار في بعض الأحيان من أن الميول الانتحارية موروثة وأنهم قد يصبحون أكثر عرضة لأفكارهم الانتحارية.
إذا كنت تشعر بمثل هذه المشاعر، فقد تساعدك مناقشتها مع مجموعة دعم أو طبيبك.
ويقول هاوتون ’’عادة ما تمر مثل هذه الأفكار مع مرور الوقت، إلا أن طلب المساعدة المهنية إذا أصبحت قوية جداً أمر حيوي‘‘.
قد تشعر بالعزلة وكما لو أنك لم تكن قادراً على الحديث عنها، تذكر جميع جوانب حياة الشخص الذي فقدت واحتفل بها. يمكن للانضمام إلى مجموعة دعم ثكلى الانتحار المساعدة في تقليل الشعور بالعار والعزلة.
اقرأ حول: 10.000 حالة انتحار أكثر من المتوسط في العالم الغربي حدثت في سنوات الأزمة الاقتصادية