كيف تتكون البراكين

كتابة:
كيف تتكون البراكين

البركان

يعرف البركان على إنه عبارةٌ عن شقٍ أو تنفيسٍ أو تمزقٍ في القشرة الأرضية، ومن خلال هذه الشقوق أو المنافس، تنفجر البراكين مطلقةً الحمم البركانية، والصخور الذائبة أو الصلبة، إضافةً إلى الرماد والغازات، حيث يشكل تراكم هذه المواد المندفعة ما يعرف بفوهة البركان؛ على مدار تاريخ الأرض الطويل كانت البراكين مسؤولةً عن الكثير من الكوارث الطبيعية، فهي ضمن هذا مسؤولةٌ عن أكبر انقراضٍ جماعيٍ شهدته الأرض من قبل، وهو الانقراض الحاصل قبل حوالي 250 مليون سنةٍ، ما يعني أن البراكين يجب أن تولى اهتمامًا خاصًا، لما لها من إسهاماتٍ على الأرض ومن فيها، ومن هذا المنطلق يجيب المقال سؤالًا مهمًا مفاده: "كيف تتكون البراكين؟"[١].

علم البراكين

هو العلم الذي يدرس العلوم الجيولوجية المرتبطة من قريبٍ أو بعيدٍ بالبراكين والأنشطة البركانية، فيقوم علم البراكين بتصنيف البراكين، ويدرس انتشارها وآليات توزيعها، كما يهتم علم البراكين بدراسة الكيفية التي تتكون بها البراكين، فهو على هذا مسؤولًا عن إجابة السؤال المعنون رأس المقال ومفاده: "كيف تتكون البراكين؟" إضافةً إلى دراسة تكويناتها، والمواد المنبعثة منها أثناء انفجارها، ومن أهم مجالات علم البراكين هو البحث في الأسباب والعوامل التي تقف وراء انفجارها، وكيفية حدوثها، وذلك في سبيل التنبوء بها قبل وقوعها، لما لذلك من أثرٍ إيجابيٍ في الحد من الكوارث التي قد تسببها الانفجارات البركانية.[٢]

كيف تتكون البراكين

إذا كان من المعلوم بأن سماكة القشرة الأرضية تتراوح بين 5 إلى 60 كيلومترًا، فإنه من الضروري معرفة أن تلك القشرة يتم تقسيمها إلى سبع قطعٍ كبيرةٍ، وهذه الكبيرة تنقسم بدورها إلى 152 قطعةٍ أصغر، تعرف جميعها باسم الصفائح التكتونية[١]، على إن هذه الصفائح التكتونية قد تكون 17 عشر صفيحةً رئيسةً، بينما تكون الباقيات صفائحٌ غير رئيسة.
كان الكلام أعلاه مدخلًا مهمًا للتعرف على إجابة سؤال: "كيف تتكون البراكين؟"، حيث تكون الصفائح التكتونية المذكورة طافيةٌ على طبقةٍ لينةٍ حارةٍ، تعرف بالصهارة، وتعرف الصهارة بأنها مزيج الصخور السائلةِ أو شبه السائلة، والغازات الذائبة فيها، وعادةً ما تتواجد هذه الصهارة عند حدود الصفائح التكتونية.[٣]
تكون الصفائح التكتونية العائمة على طبقة الصهارة والتي هي كما تقدم مزيج الصخور المصهورة والغازات معرضةٌ للحركة، وبالتالي فقد تبتعد عن بعضها البعض، ما يفتح المجال أمام الصهارة، والتي تعتبر أخف وزنًا وكثافةً من محيطها الصخري، للحركة، ثم تسير مع الشقوق والصدوع وفتحات التهوية، وكذلك الحال مع الصفائح التكتونية المتقاربة، فإن تقاربها يشكل ضغطًا على الصهارة، ما يجعلها تتدفق هي الأخرى في هذه الحالة، وبالتالي فإن هذه الحركة من الصهارة وتدفقها عبر الشقوق والصدوع يجعلها تصل إلى سطح الأرض، فتصبح حينها حممًا بركانيةً.
وهنا يجدر الإشارة إلى إن الصفائح التكتونية المنزلقة بعضها على بعضٍ، لا تسمح بتشكل البراكين، على الرغم من أنها قد تكون المسؤولة عن كثيرٍ من الزلازل، ثم عودةً إلى السؤال الأهم :"كيف تتكون البراكين؟"، فإنه من المهم معرفة أن أغلب البراكين المتكونة موجودةٌ تحت سطح الماء، كما ينتشر البعض منها على اليابسة.[٣]

الصفائح والنشاط البركاني

كما تقدم وبناءً عليه، أصبح لدى القارئ صورةً عامةً حول إجابة سؤال: "كيف تتكون البراكين؟" وهذه هنا نظرةٌ فاحصةٌ يسلط بها المقال الضوء على دور الصفائح التكتونية في تشكيل الأنشطة البركانية المختلفة، يلخصها في ثلاثٌ نقاطٍ رئيسةٍ، وكما يأتي سيتم توضيحها والحديث حولها[٣]:

  • حدود الصفائح المتباعدة: بصورةٍ كبيرةٍ جدًا يمكن القول بأن قيعان المحيطات تملك تضاريسًا تشبه التضاريس التي يمكن أن تُرى على اليابسة، ولكون القشرة الأرضية تقسم إلى قشرةٍ قاريةٍ وأخرى محيطيةٍ، فإن تحرك الصفائح التكتونية في وسط البحار والمحيطات يجعل القشرة الأرضية المحيطية هشةً، وبناءًا على هذه الضعف فإنه وعلى نحوٍ سريع يتم تبريد الصخور المنصهرة المكشوفة لتعويض السمك المفقود من خلال هذه الحركة، ما يؤدي وعبر الانصهار الجزئي للوشاح الأرضي/ الستار، إلى تكون ما يعرف بالبراكين الغواصة.
  • حدود الصفائح المتقاربة: في الغالب تعرف المناطق التي يحدث فيها تصادم الصفائح التكتونية ببعضها بمناطق الانصهار، حيث يحدث للتصادم عادةً بين صفيحةٍ قاريةٍ وأخرى محيطيةٍ، والغالب في هذه الحالة أن الصفيحة المحيطية تنزل عميقًا تحت الصفيحة القارية، ما يشكل أفقًا ممتدًا لمياه البحر، وتدفق المياه في هذا الفراغ يجعل درجة حرارة انصهار الوشاح/الستار أقل من معدلها الطبيعي، وبالتالي يبدأ الذوبان وتتشكل الصهارة.
  • النقاط الساخنة: هي عبارةٌ عن مناطقٍ بركانيةٍ، والحال إنها تتشكل أساسًا من أعمدةٍ من المواد الساخنة، وبارتفاعها بشكلٍ عامودي، فإنها تعمل على إذابة الكثير من المواد التي تعترض طريقها.

إيجابيات البراكين

دائمًا ما يتم الحديث عن مساوئ البراكين ومخاطرها ، فتذكر فقط على إنها كارثةٌ طبيعيةٌ مدمرةٌ بشكلٍ عنيفٍ وخطيرٍ، وذلك في أي حديثٍ حول البراكين، وهو صحيحٌ في موضعه وأوانه، وتبعًا لذلك كان لا بدّ من التطرق أو الوقوف على ذكر أهم إيجابيات البراكين التي قد لا يعرفها الكثيرون، وهو ما يجعل دراسة كيفية تكون البراكين ثم انفجارها أو ثورانها أمرًا مهمًا، وهذه الإيجابيات إنما يصنعها الثوران البركاني، وأنشطته المختلفة، مقدمًا هباتٍ جميلةٍ وقيمةٍ لكوكب الأرض، ويمكن تلخيصها بما يأتي[٤]:

  • يوفر البركان وعبر المواد المقذوفة في الثورات البركانية، عناصرًا مفيدةً تؤثر إيجابًا وعلى نحوٍ كبيرٍ على خصوبة التربة في تلك المناطق التي يحصل فيها الثوران البركاني.
  • يعمل البركان على إنشاء مناظرًا كبيعيةً جميلةً، مثل الفوهات البركانية على قمم الجبال الشاهقة.
  • يمكن الحصول على العديد من الرواسب والمعادن ذات القيمة الثمينة العالية، وذلك ضمن المخلفات البركانية.
  • يعمل البركان وعبر تدفق الحمم البركانية على تعديل وتدوير ما يعرف بالطاقة الحرارية الأرضية، وذلك على امتداد الأزمنة الجيولوجية.

المراجع

  1. ^ أ ب "Volcano Facts and Types of Volcanoes", www.livescience.com, Retrieved 24-08-2019. Edited.
  2. "Volcanology", www.britannica.com, Retrieved 24-08-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Volcano", www.wikiwand.com, Retrieved 24-08-2019. Edited.
  4. "Volcano", www.britannica.com, Retrieved 24-08-2019. Edited.
5346 مشاهدة
للأعلى للسفل
×