كيف تتم عملية الولادة الطبيعية

كتابة:

الولادة الطبيعية

يستغرق الحمل تسعة أشهر حتّى ينمو الجنين بصورة كاملة، بينما تستغرق عملية الولادة عدّة ساعات أو أيام في الحدّ الأقصى، وهذه السّاعات هي التي تقلق الأمهات والآباء بنسبة كبيرة، ومن أهمّ العلامات التي يدلّ حدوثها على بدء الولادة زيادة الضّغط داخل الرّحم، وتغيّر مستوى طاقة الجسم وخروج إفرازات مخاطية حمراء، بينما الانقباضات المنتظمة التي تأتي على أوقات متساوية علامة بدء المخاض بالفعل.

تعاني العديد من النساء الحوامل من انقباضات غير منتظمة تبدأ بعد الأسبوع العشرين من الحمل تسمّى انقباضات براكستون هيكس أو المخاض الكاذب، وهي انقباضات غير مؤلمة لكنّها غير مريحة، ويُحفّز هذه الانقباضات زيادة نشاط الأم أو الجنين أو امتلاء المثانة، ووظيفة هذه الانقباضات غير معروفة بالتّحديد، لكن يُعتقد أنّها تحفّز تدفّق الدّم، وتحافظ على صحّة الحمل، وتحضّر الرّحم لعمليّة الولادة، لكنّ هذه الانقباضات لا تسبّب اتساع عنق الرحم، وظهور انقباضات مؤلمة منتظمة ليست انقباضات براكستون هيكس، بل هو علامة على بدء المخاض، لذا يجب حينها التوجّه للطّبيب.[١]


مراحل الولادة الطبيعية

تجرى عملية الولادة على ثلاث مراحل، وتبدو أطول في الولادة الأولى للمرأة، ثمّ تصبح أقصر في الولادات المتتالية وفق الآتي:[٢]

  • المرحلة الأولى: هي الأطول بين المراحل الثّلاثة، وقد تستمرّ حتّى عشرين ساعةً، وتبدأ باتّساع عنق الرّحم وتنتهي مع اتساعه بصورة كاملة؛ أي بمقدار 10 سم، وتُقسّم المرحلة الأولى ثلاث مراحل فرعيّة؛ أوّلها المرحلة الكامنة، التي يتّسع فيها عنق الرّحم بمقدار 3-4 سم، ويصاحب هذا الاتساع حدوث انقباضات تأتي كلّ 15-20 دقيقة، وتستمرّ لمدّة 60-90 ثانية، وتزداد قوّةً مع مرور الوقت، وتستطيع المرأة الحامل البقاء في المنزل خلال هذه المرحلة، أمّا عن المرحلة الثّانية تسمّى المرحلة النشطة، وفيها يتّسع عنق الرّحم بمقدار 4-8 سم، وتقوى الانقباضات وتحدث كلّ ثلاث دقائق، وتستمرّ لمدّة 45 ثانية، وتظهر عوارض أخرى في هذه المرحلة؛ مثل: ألم الظّهر، ونزيف المهبل، والمرأة الحامل تتّبع النصائح الآتية لمساعدتها في المرور بالمرحلة النّشطة:
    • الاتكاء على اليدين والرّكبتين، فهذا الوضع يخفّف ألام الظّهر قليلًا.
    • الجلوس في حوض استحمام ماء دافئ، أو أخذ حمّام دافئ.
    • ممارسة تمارين التنفّس والاسترخاء.

أمّا المرحلة الثّالثة تُسمّى المرحلة الانتقاليّة، وفيها يتّسع عنق الرّحم 8-10 سم، وتتمزّق جدران الكيس الأمنيوسي، وينزل ماء الجنين وتأتي الانقباضات كلّ 2-3 دقائق، وتستمرّ لمدّة دقيقة كاملة، وتشعر المرأة في هذه المرحلة بضغط على المستقيم، ويزداد ألم الظهر شدة، وتزداد حدّة نزيف المهبل.

  • المرحلة الثانية: هي مرحلة ولادة الجنين، وتبدأ مع تمدّد عنق الرّحم الكامل، وتستمرّ حتّى خروج الجنين من قناة الولادة والمهبل، وتستمرّ هذه المرحلة لمدّة ساعتين أو أكثر، وتختلف انقباضات الرّحم في هذه المرحلة عن انقباضات المرحلة الأولى؛ فتأتي كلّ 2-5 دقائق وتستمرّ لمدّة 60-90 ثانية، ويجب على المرأة الدّفع بشدّة خلال الشعور بالانقباض، والالتزام بالرّاحة بين كل انقباض وآخر، فيجب عليها ألّا تدفع إلّا عندما يطلب منها الطّبيب ذلك؛ لتجنّب تمزّق أنسجة المهبل.
  • المرحلة الثالثة: بعد ولادة الجنين تبدأ المرحلة الثّالثة، وفيها ينقبض الرّحم لتنفصل المشيمة عن جداره لتخرج عبر المهبل، وهذه أقصر مراحل الولادة وتستمرّ عدّة دقائق في الحدّ الأقصى عشرين دقيقة، وانقباضات هذه المرحلة غير مؤلمة.[٣]


عوارض الولادة الطبيعية

قد تبدأ عوارض الولادة قبل أيام إلى أسابيع قليلة، وتشمل ما يأتي:[٤]

  • نزول رأس الجنين إلى أسفل الحوض، يُعدّ نزول الجنين إلى أسفل الحوض علامةً على اقتراب موعد الولادة، إذ يقلّل نزوله من الضغط على الحجاب الحاجز، ويقلّل من الشّعور بضيق التنفّس، ويزيد الضّغط على المثانة، ويزيد الحاجة إلى التبوّل بصورة متكرّرة.
  • نزول المخاط، من الطّبيعي خلال الحمل وجود طبقة سميكة من المخاط في عنق الرّحم تمنع دخول البكتيريا إلى الرّحم وتحميه من العدوى، وعند بدء استرخاء عضلات الرحم ينزل المخاط، ويبدو شفّافًا أو يصاحبه بعض الدّم، وقد لا تلاحظ النساء جميعهن هذه العلامة، وقد ينزل المخاط قبل دقائق من موعد الولادة أو ساعات أو أيام.
  • نزول السائل الأمينوسي، يحدث هذا العارض في المنزل، إذ تتمزّق الأغشية ويتسرّب السائل الأمينوسي، ويتميّز بأنّه عديم الراحة، وتجب على المرأة مراجعة الطّبيب على الفور.
  • ترقّق عنق الرّحم، يبدأ عنق الرحم في الأشهر الأخيرة بالترقّق والتمدّد، ممّا يؤدّي إلى زيادة انقباضات براكستون هيكس.
  • توسّع عنق الرّحم، يُعدّ من العلامات الدالّة على اقتراب موعد الولادة، إذ يستمرّ التوسّع ليصل قطر الرحم إلى 10 سنتمترات وحدوث الولادة.


بضع الفرج

بضع الفرج أو العجان فتحة يُجريها الطّبيب في المسافة بين فتحة المهبل والشّرج؛ أي منطقة العجان، لتوسيع فتحة المهبل لتسهيل خروج رأس الجنين، وفي الحالات الطّبيعية تتمدّد أنسجة المهبل، ويساعد الطّبيب رأس الطفل وذقنه على الخروج من فتحة المهبل، وبعد خروج الرّأس تخرج الكتفان وبقية الجسم بسهولة، لكن في بعض الأحيان لا تتمدّد فتحة المهبل بالمقدار الكافي لخروج رأس الجنين، ممّا يُجبر الطّبيب على بضع الفرج أو شقّ العجان خلال المرحلة الثانية من الولادة لتسهيل خروج الجنين، وشقّ العجان بواسطة الطبيب أفضل بالطّبع من ترك أنسجة العجان تتمزّق من نفسها من الضّغط الزّائد عليها، وبعد خروج المشيمة يغلق الطبيب الجرح بالغرز الجراحيّة،[٥] وبضع الفرج أمر ضروريّ في العديد من الحالات لتجنّب حدوث التمزّق وتجنّب وقوع مضاعفات للجنين وفق الحالات الآتية:

  • عدم وصول الأكسجين بصورة كافية إلى الجنين.
  • وقوع تعقيدات خلال الولادة؛ مثل: وضع الجنين الخطأ.
  • استمرار مرحلة الدّفع لمدة طويلة.
  • الجنين حجمه كبير أو رأسه كبير.
  • الحاجة إلى الاستعانة بأدوات مساعدة لتوليد الجنين؛ مثل: الملقط أو جهاز الشفط.
  • الولادة المبكرة.
  • أسباب أخرى يراها الطّبيب خلال الولادة.

تشعر المرأة لاحقًا بعد اختفاء مفعول التخدير بألم واحتقان مكان الجرح، لذا يجب عليها اتباع تعليمات الطبيب الخاصّة بالعناية بالجرح لتجنّب إصابته بالالتهاب أو العدوى، وتستعين بالكريمات أو البخّاخات المخدّرة على تخفيف ألم الجرح في الأيام التّالية بعد الولادة.


المراجع

  1. Tracy Stickler (2018-11-5), "Labor and Delivery"، healthline, Retrieved 2019-6-5.
  2. Nivin Todd (2017-7-16), "Pregnancy and the Stages of Labor and Childbirth"، webmd, Retrieved 2019-6-5.
  3. BabyCenter Staff, "The stages of labor"، babycenter, Retrieved 2019-6-15.
  4. "Signs Of Labor", americanpregnancy.org, Retrieved 29-6-2019.
  5. "Episiotomy", hopkinsmedicine, Retrieved 2019-6-5.
6477 مشاهدة
للأعلى للسفل
×