دباغة الجلود
هِي العَملِيّةُ الَّتي يَتمُ فِيها تَغيير جلد الحَيوان بعدَ نَزعِهِ عن اللَّحم وتَحويله إلى مُنتج نافع، حيثُ تكمّنّ أهمِّيَّة هذه العَملِيَّة بِأنّها تقيّ الجلد من التَّلف والعُفُونةِ وتَمنحهُ اللُّيُونة والصّلابة[١]، فقد نشأت هذه العمليَّة مُنذُ القدمِ، حيثُ عمِل المصرِيُّونَ القُدماء على دبّاغة الجَلُود الَّتي تتحمّل هذه العمليّة، وكذلِك شارك كُلُّ من الأغريق والرومان في علم دبَّاغة الجلود[٢]، يتمُ استِخدام العديدِ من جلُود الحيوانات لِهذه العمليّة لكنَّ جُلُودِ المَاشية تُعدُ الأَبرَز استخدامًا، كذلك يتم استِخدام جلود الغزال والغنم والماعز وجلود التّماسيح وأسماك القرش، والثَّعابين، حيثُ تدخُّل هذه الجَلُود في صناعة الأحذية والحقائب وغيرها[٣]، وفي هذا المقال سوف يتمُّ تَوضيح كيفَ تتِمُّ عملِيّة دبّاغة الجلُود.
أنواع الجلود المدبوغة
يتِمُّ استخدام الكثير من أنواعِ الجَلُودِ لِهذه العَمَليَّة، حيثُ تُستخدم جلُود الماشية الثَّخينة وجُلود الحيوانات كبيرة الحجم في تصنيع جلود النّعل [٣]، فقد تمَّ تقسيم أنواعُ الجلُود إلى ثلاثةِ أقسامٍ وهي جلدُ طبقة سّطحِ الحذّاء الشامواه والجلود النّاعمة وجلد نعلِ الحذّاء، حيثُ أنَّ الطّبقة السّطحيَّة للأحذية تُستخدم من الجلُود النَّاعمة للماعز والعجل الصَّغير، أو من خلال تقطيع الجلُود السَّميكة إلى طبقاتٍ ناعمةٍ[١]، بينما تَنشأُ الجُلُود الملساءُ والنَّاعمةُ من الطَّبقة الَّتي تكوّن في داخل فَرو البقر بعدَ أن يتمّ سلخُها، وفي القدم استعملت هذه الأنواع من الجلُود؛ لأنّها من الجلُود الَّتي تَمتازُ بِالدفئ وبأنها مضادة لاختراق المياه[٣]، حيثُ تستخدمُ هذه الأصناف من الجَلُود في إنتاج المَعاطف والفساتين، وفي هذا المقالِ سوفَ يتمُّ تَفصيل كيف تتمُّ عملِيّةُ دبّاغة الجلود[١].
كيف تتم عملية دباغة الجلود
تتمُّ عمليّةُ دبّاغةُ الجَلُود بعدَ أن يتمّ سلخُ الجَلد عن العظمِ وإزالة الشّعر، حيثُ تُصبّح الجلُود بعدَ ذلك جاهزةٍ لِلدَّبَّاغة، وتتمُّ عمليّة دبّاغة الجلُود بواسطة العديد من الطُّرُق ومنها[٢]:
- الدّبّاغُة النَّباتيّةُ: حيثُ تحدُّث هذه العَمليّة في أحواض ضخمة تمتلِئُ بِمحاليل الدَّبَّاغة الَّتي تتكوّنُ من الماء ومادّة التّانين الّتي تُعرّف بِأنّها مادّةٌ مُرّة تُستخلصُ من الأشجار منها البَلُّوط، حيثُ يُتم زيادة تَركيز المَحاليلِ وفّقًا لِوقتِ إبقاء الجلد فيه، وتتراوحُ مُدّة هذهِ العمليَّة من شهر إلى ثلاثةِ أشهرٍ، لِتُصبح الجلود أكثر قوّةٍ ومنعةٍ لِدُخُول المياه.[٣]
- الدّبّاغةُ بِالكُرُوم: يُستعمل هذا النّوع من أنواع الدَّبَّاغة المَعدنيَّة بِشكلٍ واسعٌ، حيثُ تُترك الجلودُ في محلُولُ الملحِ والكِبريتيك إلى أن تصل إلى درجة الحُمُوضة المَطلُوبة، ثمّ تُشطف الجلود وتُوضعُ في اسطوانات تحتوي على الماء وكبريتات الكُرُومِ، حيثُ تُصبُّح الجُلود في هذه العملِيّة ذاتُ مُقاومةٍ لِلحرارة وَالخُدُوش.[٢]
- الدَّبَّاغةُ بِالزُّيوت: والّتي تُستعمل في تَصنيع جلدِ الشامواه بَعدَ أن يتمُّ نزعُ الصُّوف من جلد المَاشية ثُمّ يُقطع الجلد إلى عدَّة طبقاتٍ، ثمَّ تُستعمل الطَّبقة القريبة من اللّحم في ذلِك، حيثُ تتمُّ دبّاغة جلُود السَرج بِهذه الطَّريقة.[١]
- الدَّبَّاغة المُختلطةُ: يدخلُ فِي هذهِ العملية نوعيّن مِن أنواع الدَّبَّاغة، حيثُ تبدأ بِالدَّبَّاغةُ بالكُرُوم دبّاغة كاملة أو كَبِداية أوّليَّة قبلَ الدَّبَّاغَةِ النّباتيَّة، والّتي تُعطي الجلد المَدبُوغ نباتِيًّا لُيُونةٍ بِشكلٍ أكبرّ.[٢]