كيف تحافظ على صحتك بعد استئصال الطحال؟

كتابة:
كيف تحافظ على صحتك بعد استئصال الطحال؟

الطحال

يعرف الطحال بأنه عضو صغير يقع في الجانب الأيسر العلوي من البطن، ويختلف حجمه من شخص إلى آخر، لكنه عادةً يكون بحجم قبضة اليد، ويؤدّي الطحال دورًا مهمًا في الجسم؛ فهو أحد أعضاء جهاز المناعة، يساهم في محاربة العدوى وأنواع مُحددة من البكتيريا التي تسبب عدوى السّحايا والالتهاب الرئوي، كما يؤدي دورًا مهمًا في عملية تنقية الدّم والتّخلص من كُريات الدّم الحمراء التي انتهت دورة حياتها، وتخزين كرات الدم البيضاء والصفائح الدموية داخله.[١]


استئصال الطحال

على الرغم من أهمية الطحال لجسم الإنسان، إلا أن الطبيب قد يقرر استئصاله في بعض الحالات، مثل: تمزق الطحال، أوتضخم الطحال، أو الإصابة ببعض الاضطرابات الدموية، مثل: أنيميا الخلايا المنجلية (sickle cell anemia)، وفقر الدم الانحلالي (hemolytic anemia)، أو عند الإصابة بعدوى في الطحال لا تستجيب للمضادات الحيوية، وأخيرًا عند الإصابة ببعض أنواع السرطان أو بتكيسات في الطحال، ففي هذه الحالات يكون الاستئصال ضروريًا، لكنه يترك المصاب ضعيف المناعة وعرضةً للإصابة بالعدوى في أيّ وقت، مما يتطلب إجراء بعض التعديلات في نمط الحياة، وتلقّي علاجات خاصّة مدى الحياة، كبعض اللقاحات والأدوية من مُضادات حيّوية معيّنة كإجراء احترازي تحسّبًا للإصابة بأي عدوى.[٢]


كيف تحافظ على صحتك بعد استئصال الطحال؟

بعد استئصال الطحال تقوم أعضاء الجسم الأخرى بمعظم الوظائف التي كان يؤدّيها هذا العضو، لكن تقلّ قدرة الجسم على الاستجابة لأي عدوى سريعًا، مما يجعله أكثر عرضةً للإصابة بها، ومن هنا تأتي أهمية اتباع التعليمات الآتية لتقليل فرص الإصابة بالعدوى والحفاظ على الصحّة بعد الاستئصال:[٣]

الحصول على اللقاحات

يوصي الطبيب بعد استئصال الطحال بالحصول على بعض اللقاحات الإضافية التي تقي من الإصابة ببعض الأمراض التي يكون الشخص أكثر عرضةً للإصابة بها بعد الاستئصال، مثل:[٤]

  • المكورات (Pneumococcus): هي بكتيريا تسبب العدوى في الصدر، وأحيانًا قد تنتقل العدوى إلى الدم وتسبب تعفّنه؛ لذا يجب أن يحصل الشخص على جرعة محفّزة من لقاح المكورات كلّ خمس سنوات.
  • المستديمة النزلية من النوع ب (Hib): هي بكتيريا تسبب العدوى في الصدر، والتهاب السحايا، وتعفن الدم، ومن الجدير بالذّكر أنّ العديد من الأطفال يحصلون على لقاحها، لكن يجب على الشخص الخاضع لاستئصال الطحال أن يحصل عليه في حال عدم الحصول عليه في الصّغر.
  • المكورات السحائية: (Meningococcus): هي بكتيريا تسبب التهاب السحايا وتعفن الدم، وتوجد منها سلالات عديدة، ويتوفّر لقاح للوقاية من أهم أربع سلالات منها.
  • الإنفلونزا: يعدّ لقاح الإنفلونزا الموسمي الذي يؤخذ كل خريف ضروريًّا للأشخاص الخاضعين لاستئصال الطّحال، فعلى الرغم من أنّ الطحال لا يؤدّي دورًا في محاربة الإنفلونزا، إلا أن بعض مرضى الإنفلونزا تتطور حالتهم ويصابون بعدوى بكتيرية ثانوية تسبب الالتهاب الرئوي؛ لذا يفضل الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا من البداية.

الانتباه إلى أعراض العدوى

يجب أن يكون الشخص الخاضع لاستئصال الطحال على دراية تامّة بأعراض العدوى، ومراجعة الطبيب فور ظهور أي منها، وهي ارتفاع درجة حرارة الجسم عن 38 درجةً مئويّةً، والقشعريرة، والرعشة، والتقيؤ، والإسهال، والصداع.[٣]

تناول المضاد الحيوي مدى الحياة

من التّعليمات التي يوصي بها الطبيب لبعض الأشخاص بعد استئصال الطحال تناول جرعة صغيرة من المضاد الحيوي يوميًا مدى الحياة؛ للوقاية من الإصابة بأي عدوى خطيرة، وغالبًا البنسيلين (Penicillin) هو المضاد الذي يوصف في هذه الحالات، وفي حالة التحسس من البنسيلين يصف الطبيب مضادًّا حيويًّا آخر، وعادةً لن يعاني الشخص من أي أعراض جانبية من تلك الجرعة الصغيرة اليومية، كما يجب الاحتفاظ بجرعة كاملة من المضاد الحيوي في المنزل لتناولها فور الإصابة بأي عدوى أو ملاحظة أيّ من أعراضها إلى حين مراجعة الطبيب، ويجب مراجعة تاريخ صلاحية هذه الأدوية باستمرار عند الاحتفاظ بها مدّةً طويلةً.[٤]

اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند السفر

يفضل تجنب السفر ، خاصةً إلى الدول التي تنتشر فيها بعض الأمراض، إلا عند الحاجة الضرورية لذلك، فبعض الدول ينتشر فيها مرض الملاريا والتهاب السحايا وداء البابسيات (Babesiosis)، وعند الاضطرار إلى السفر يجب التأكد من الحصول على اللقاحات الضرورية، وتناول الأدوية المضادة للملاريا، واستخدام الناموسية والبخاخ الطارد للحشرات، مع الحرص على أخذ جرعة مضاد حيوي واسع المجال خلال السفر، وفي بعض الأحيان قد يضطر الشّخص إلى تغيير المضاد الحيوي اليومي الذي يستخدمه؛ لأنّ بعض الدول تكون فيها البكتيريا المُسببة لأنواع معيّنة من العدوى مُقاومة للبنسيلين، كما يجب على الشخص أن يخبر أي طبيب يتعامل معه بحالته، وأن يرتدي سوارًا أو قلادةً تحمل هذه المعلومات للتنبيه إلى حالته إذا كان مريضًا بشدّة ولا يستطيع إخبار الطبيب بنفسه.[٤]


ما هي فترة الشفاء اللازمة بعد استئصال الطحال؟

تمتدّ مدّة الشفاء التام بعد عمليةاستئصال الطحال من أربعة أسابيع إلى ستة أسابيع، ويبقى المريض بعدها عدة أيام داخل المستشفى، ثمّ يسمح له الطبيب بالمغادرة إلى المنزل مع اتباع التعليمات الآتية:[٥] [٦]

  • الالتزام بالراحة والحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • المشي يوميًا مع البدء بمسافات قصيرة وزيادتها تدريجيًا؛ لتحسين الدورة الدموية وتجنب الإصابة بالإمساك.
  • تجنب الأنشطة العنيفة، مثل: الركض، أو حمل الأغراض الثقيلة، أو ركوب الدراجة، حتى يسمح الطبيب بذلك.
  • أخذ أجازة من العمل لمدة 4-6 أسابيع، فقرار العودة إلى العمل يعتمد على نوعه والحالة الصحيّة للشخص.
  • الاستحمام بعد 24-48 ساعةً من الجراحة مع تغطية الجرح ليبقى جافًا، ويجب تجنب البقاء في ماء الاستحمام حتى مرور أسبوعين.
  • تناول وجبات صغيرة متعددة، وزيادة حجم الوجبة تدريجيًا، وعند الشعور بتهيّج المعدة يفضل تناول الأطعمة قليلة الدهون، مثل: الأرز، والدجاج المسلوق، والزباي.
  • قد يوصي الطبيب بتناولالحديد كمكمّل غذائي.
  • الإكثار من شرب السوائل؛ لتجنب الإصابة بالجفاف.
  • من الطبيعي أن تتغيّر عادات التبرز خلال الأيام الأولى من الجراحة، ولتجنب الإصابة بالإمساك يفضل الإكثار من تناول الألياف، ومراجعة الطبيب في حال عدم التبرز ليومين متتاليين لوصف دواء مُليّن مناسب.
  • الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة من قِبَل الطبيب، واستشارته عن إمكانية تناول الأدوية التي توقّف الشخص عن تناولها قبل الجراحة، مثل الأسبرين.
  • تناول المضاد الحيوي الموصوف من قِبَل الطبيب بالجرعة الكاملة، وعدم التوقف عن تناوله لمجرد الشعور بالتحسّن.
  • نقل الدم في بعض الحالات التي تعاني من انخفاض عدد كريات الدم الحمراء.
  • اتباع تعليمات الطبيب الخاصة بموعد إزالة ضمادة الجرح، والحرص على نظافة الجرح وغسل المكان بالماء والصابون يوميًا، مع الحرص على التجفيف جيدًا لكن بلطف، وعدم استخدام الكحول أو ماء الأكسجين لتطهير الجرح؛ لأنّهما قد يؤخّران التئامه.
  • الالتزام بمواعيد المتابعة التي يحددها الطبيب، والاتصال به فور الشعور بألم شديد لا يستجيب للأدوية الموصوفة، أو فور تعرض الجرح للفتح مرّةً أخرى، أو ظهور أي من أعراض العدوى، أو عدم القدرة على التبرز أو إخراج الغازات.[٣]


المراجع

  1. Matthew Hoffman (2019-05-18), "Picture of the Spleen", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-09. Edited.
  2. Mary Ellen Ellis (2012-07-03), "Spleen Removal", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-08. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Staying healthy after your spleen has been removed", www.mayoclinic.org, 2020-05-22, Retrieved 2020-08-09. Edited.
  4. ^ أ ب ت Gurvinder Rull, (2018-03-09), "Preventing Infection after Splenectomy", patient.info, Retrieved 2020-08-09. Edited.
  5. Adam Husney (2019-08-11), "Splenectomy: What to Expect at Home", myhealth.alberta.ca, Retrieved 2020-08-09. Edited.
  6. "Spleen Removal", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-10. Edited.
3683 مشاهدة
للأعلى للسفل
×