كيف تحدث عملية الرؤية من الألف إلى الياء

كتابة:
كيف تحدث عملية الرؤية من الألف إلى الياء

العين

العين هي أحد الأجزاء الرئيسة في الإنسان، والتي تختص بعملية الرؤية، ويحيط بالعين مجموعة من الدهون والعظام لحمايتها، ويبلغ قطر العين بوصة واحدة تقريبًا، وتحتوي العين على العديد من الأجزاء لكل منها وظيفة معينة في عملية الرُّؤية، ومن أهم الأجزاء فيها؛ القرنية، والعدسة، والقزحية، والشبكية، والصلبة، وتعمل جميع هذه الأجزاء معًا لالتقاط صور الأشياء وإرسالها عبر العصب البصري إلى الجزء المعني بالرؤية في الدماغ، ويوجد داخل العين مجموعة من المُستقبِلات الضَّوئية التي تُطلق الإشارات العصبية عند التعرُّض للضوء، وهذه المستقبلات تقسم إلى قسمين؛ المخاريط التي تساعد في رؤية الألوان، والعصي التي تساعد على رؤية الصور بالأبيض والأسود، كما توجد في العين مجموعة من العضلات التي تتحرك بواسطة العصب البصري، وتساعد هذه العضلات في حركة العين للأعلى والأسفل، أو الحركة الجانبية، وفي هذا المقال سيتم الإجابة عن سؤال عن كيف تحدث عملية الرؤية من الألف إلى الياء. [١]


أجزاء العين

تُعد العين العضو المسؤول عن الرؤية وتمييز الأشكال واكتشافها، وذلك بإرسال الإشارات الكهربائية عبر العصب البصري إلى الدِّماغ ليقوم الدِّماغ بتمييز الأشكال وتفسيرها للعين، وتُعد العين من الأعضاء الأكثر تعقيدًا في الجسم، إذ تتكون من العديد من الأجزاء التي يختص كل منها بدور هام في عملية الرؤية، [٢] التي تعد من أكثر الحواس استخدامًا، ويُمكن القول أن معظم المعلومات التي يتلقَّاها الإنسان هي معلومات بصرية بنسبة 75%، وتقوم العين بجمع الضُّوء وتركيزه وإيصاله إلى خلايا متخصصة تقوم بعكس الصورة، وتتضمن أجزاء العين ووظائف الأجزاء الرئيسة ما يأتي:[٣]

  • مدار العين: وهو التَّجويف العظمي للجمجمة في منطقة العين، ويتكون مدار العين من عظام الوجنة والجبهة والمعبد وجانب الأنف، وعادة ما يبطن العين من جهة المدار الخلايا الدُّهنية، ويحتوي المدار على الأعصاب والعضلات التي تتحكَّم في حركة العين، والأوعية الدَّموية التي توفر الغذاء للعين، كما يوجد في مدار العين في الجزء الخارجي من الجفن العلوي الغدد الدَّمعية المسؤولة عن إفراز الدُّموع والتي تساعد في ترطيب العين والتَّخلُّص من المواد الغريبة التي تدخل العين.
  • الجفون والرموش: تحمي الجفون من دخول المواد الغريبة إلى العين كالغُبار والأوساخ وأي ميكروبات، كما تمنع تلف العين بسبب الضُّوء السَّاطع، وعند إغلاق الجفن فإنه يساعد قي انتشار الدُّموع على سطح العين مما يساهم في الحفاظ على رطوبة العين، أما الرُّموش فإنها تُصفِّي الأجسام الغريبة والشَّوائب من الهواء وتمنع دخولها إلى العين.
  • الملتحمة: وهي طبقة شفافة ورقيقة من الأنسجة تغطي الجزء الأمامي من العين، وتكمن وظيفة الملتحمة في منع البكتيريا والأجسام الغريبة من الدخول خلف العين، وتوجد في الملتحة مجموعة من الأوعية الدَّموية التي تساهم في تغذية العين.
  • الصُّلْبَة: وهي نسيج صلب يُشبه الجلد، ويمتد حول العين ويُمكن تشبيهه بقشرة البيضة الذي يُعطي العين شكلها ويمنحها الصّلابة، ويُعد بياض العين المرئي الجزء الأمامي من الصُّلبة، وترتبط العضلات الخارجية بالصُّلبة، مما يُساعد العين في الحركة العين إلى اليمين أو اليسار، أو الأعلى والأسفل.
  • غرفة العين الأمامية: وهي المنطقة الموجودة خلف القرنية وأمام القزحية، وهي مملوءة بالسَّائل المائي الذي يساهم في تغذية القرنية وعدسة العين.
  • زاوية الغرفة الأمامية وشبكة الأنسجة: تقع هذه الزَّاوية في منطقة التقاء القرنية بالقزحية، وتقوم شبكة الأنسجة بمساعدة العين في تصريف السَّائل المائي بشكل طبيعي، ويتسبب الخلل في التصريف بتراكم السوائل مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط العين وتلف العصب البصري وفي النِّهاية احتمالية فقدان الرؤية وهذه الحالة تُدعى الجلوكوما.
  • القرنية: هي الطبقة الشّفافة في وسط العين، وتقع القرنية أمام القزحية مباشرةً، وتساعد القرنية في تركيز الضُّوء بعد دخوله إلى العين.
  • القزحية: وهي الجزء الملون من العين، وهي عبارة عن نسيج بشكل حلقة وتحتوي على فتحة في وسطها تُدعى البؤبؤ، ويوجد داخل القزحية حلقة من الألياف العضلية تتجمع حول البؤبؤ، وتسمح هذه الألياف بانقباض البؤبؤ وتقلصه عند التَّعرُّض لضوء ساطع، وتساعد في توسيع البؤبؤ فيصبح أكبر عند التَّواجد في منطقة ذات إضاءة منخفضة.
  • غرفة العين الخلفية: وهي المنطقة الموجودة خلف القزحية مباشرة وأمام العدسة، وتحتوي هذه المنطقة على السوائل المائية التي تُغذي القرنية والعدسة.
  • العدسة: تقع عدسة العين خلف القزحية والبؤبؤ مباشرة، ويُحيط بالعدسة مجموعة من الأنسجة العضلية، وتعمل العدسة مع الأنسجة العضلية على التَّحكم بتركيز الضوء عند مروره في العين، ثم تعمل العدسة مع القرنية على تركيز الضُّوء على الشبكية.
  • الجسم الزجاجي: أو الرطوبة الزجاجية، وهو التجويف الموجود خلف العدسة وأمام الشبكية، وهو مليء بسائل هلامي يساعد في الحفاظ على شكل العين.
  • الشَّبكية: تعمل الشبكية على تكوين الصُّورة، وذلك عند وصول الضوء إلى مركز الشبكية، إذ تحدث تفاعلات كيميائية من خلال الخلايا الضوئية التي تُدعى العُصي والمخاريط، تؤدي إلى تكوين إشارات كهربائية يتم نقلها عبر الخلايا العصبية إلى العصب البصري الذي ينقل هذه الإشارات إلى الدماغ، وهناك يتم تحويل الإشارات الكهربائية إلى صور يُمكن تكييزها والتعرف عليها، والفرق بين خلايا العصي والمخاريط أن العُصي أكثر حساسية للضوء مما يسمح بالرؤية في حال الإضاءة المنخفضة، أما المخاريط فتسمح بتمييز الألوان وتحتاج إلى كمية ضوء أكبر للرؤية.
  • البقعة: وهي الجزء المركزي من الشبكية الذي يسمح برؤية التفاصيل الدقيقة، وتحتوي على تركيز أعلى من المخاريط.
  • المشيمية: وهي عبارة عن غشاء رقيق من الأنسجة يقع بين الشبكية والصُلبة، وتحتوي على الأوعية الدَّموية التي تُغذِّي الشبكية.
  • العصب البصري: وهو حزمة من الألياف العصبية، وهو المسؤول عن نقل الإشارات الكهربائية من العين إلى الدِّماغ، ويوجد جزء ظاهر من العصب البصري على الشَّبكية يُدعى القرص البصري، أو رأس العصب البصري.
  • العضلات الخارجية: وهي عبارة عن ستة عضلات ترتبط بالعين، وتسمح بحركتها لليمين واليسار والأعلى والأسفل، أو دورانها بشكل دائري.

كيف تحدث عملية الرؤية

تُعد العين أو الجهاز البصري فريدًا من نوعه، وذلك بسبب حدوث الكثير من المعالجة البصرية داخل شبكية العين، إذ تقوم المُستقبلات الحساسة في العين بتحويل الضوء السَّاقط على الشبكية إلى نشاط عصبي تتشابك فيه المُستقبلات مع الخلايا العصوية المخروطية لتحديد مقدار السطوع وتباين الألوان، وتتشابك الخلايا مع رأس العصب البصري وتنتقل إلى الدِّماغ لتتم عملية المعالجة البصرية.[٤]

الرؤية من خلال الأنسجة الانكسارية

تعمل هذه الأنسجة على تركيز الضُّوء الواصل على الأنسجة الحساسة للضوء، مما يُعطي صورة واضحة وحادَّة، وفي حال كان هناك خطأ ما تُصبح الرؤية ضبابية غير واضحة، وتتشكل الأنسجة الانكسارية في كل من الحدَقة أو ما يُسمى بؤبؤ العين الذي يتوسع أو يتقلص تِبعًا لشدة سطوع الضُّوء، ففي حال كان الضوء شديد السطوع يتقلص البؤبؤ لحماية شبكية العين من التَّلف، ويتوسع في حال الظلام أو الضوء الخافت لاستيعاب وتجميع أكبر قدر من الضوء، وتتحكَّم القزحية في توسيع وتقليص البؤبؤ وكمية الضوء الواصلة للشبكية من خلال العضلات المرتبطة بها، وبمجرد مرور الضوء عبر البؤبؤ يصل إلى عدسة العين التي تقوم بتركيز الضوء على الشبكية، ويساعد في هذه العملية القرنية التي تحتوي على السوائل التي تُوفر التغذية والقوة، كما أنها مسؤولة عن قوة تركيز العين.[٥]

الرؤية من خلال الأنسجة الحساسة للضوء

النسيج الحساس للضوء في العين هو الشبكية، والتي تضُم أكثر من 120 مليون خلية مُستقبلة حساسة للضُوء، وتتكون هذه المُستقبلات من جُزيئات بروتينية حساسة للضوء، وتُقسم خلايا المُستقبلات الضَّوئية إلى العُصي والمخاريط، التي تقوم بإرسال الإشارات الكهربائية للدِّماغ، فتتواجد المخاريط في الجزء الأوسط من الشَّبكية الذي يُدعى البقعة، وتُعتبر المخاريط أكثر كثافة في مركز البقعة، وتُعد المخاريط ضرورية لتفصيل الرؤية والألوان، ويوجد ثلاثة أنواع من المخاريط وهي؛ الأزرق القصير، الأوسط الأخضر، والأحمر الطويل، أما العصي فتتواجد على حواف الشبكية وتُستخدم للرؤية أثناء رؤية الإضاءة المنخفضة، وتُعد العصي أكثر حساسية للضوء لقدرتها على اكتشاف أقل كمية متوفرة من الضوء، ويتم نقل الإشارات الكهربائية عبر الخلايا العصبية، ويوجد في شبكية العين خلايا تُدعى خلايا العقدة التي تتكون من ملايين الألياف الشبكية والتي تحمل المعلومات من الشبكية عند منطقة القرص البصري إلى الدماغ، وتتنوع الخلايا العًقدية فمنها ما هو حساس للتباين والحركة، ومنها يختص بالتفاصيل والأشكال، وتنتهي الإشارات العصبية في الدِّماغ في منطقة تُدعى القشرة البصرية والتي تختص بمعالجة المعلومات البصرية ودمج الإشارات الكهربائية لإنشاء الصور.[٥]

الرؤية من خلال الأنسجة الداعمة

توجد بعض الأنسجة في العين التي تختص وظيفتها في توفير الدَّعامة للعين ومنها منطقة الصُّلبة التي توفر الدَّم لبؤبؤ العين وتساعد في الحفاظ على شكله، أما الملتحمة فإنها تغطي معظم منطقة بياض العين وداخل الجفون مما يساعد في تليين العين وحمايتها من الجراثيم، وطبقة المشيمية الموجودة بين الشبكية والصلبة والتي تُعد غنية بالأوعية الدموية والخلايا الصَّبغية التي تُقلل الانعكاسات في الشبكية.[٥]

عملية الرؤية

تبدأ عملية الرؤية عند وصول الضُّوء إلى شبكية العين، فقد وجد العلماء أن الخلايا المُستقبلة للضوء يتم تنشيطها عند وصول الضوء إلى وسط الشبكية، ووصوله إلى المجال المناسب لموجة الضوء كالآتي:[٦]

  • يمر الضوء عبر القرنية وعدسة العين، اللتان تعملان معًا على إنتاج صورة واضحة يتم إيصالها للشبكية، ثم يتم عكس الصورة الموجودة على الشبكية وإرسالها إلى الدماغ على شكل إشارات كهربائية عبر العصب البصري.
  • تنتقل المعلومات المرئية من الشبكية إلى المنطقة المخصصة للرؤية في الدماغ الموجودة في الجزء الخلفي من الدماغ.
  • تحتوي المنطقة البصرية في الدماغ على طبقات من الخلايا والتي تستجيب للإشارات الكهربائية.
  • تتغذى الإشارات الكهربائية عند المعالجة المرئية على ثلاثة أنظمة تعالج المعلومات حسب الشكل، ثم اللون ثم الحركة والمكان.
  • تعتمد جميع الصور الواصلة من الدماغ على الحركة والعمق والحجم والتظليل والتدرج في الألوان.

المراجع

  1. "Eye", www.healthline.com, 2015-01-28, Retrieved 2020-05-20. Edited.
  2. Troy Bedinghaus, OD (2020-04-14), "Anatomy of the Eye", www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-06-02. Edited.
  3. Andrew A. Dahl, "Anatomy and Physiology of the Eye", www.emedicinehealth.com, Retrieved 2020-06-02. Edited.
  4. Valentin Dragoi, "Chapter 15: Visual Processing: Cortical Pathways", nba.uth.tmc.edu, Retrieved 2020-06-02. Edited.
  5. ^ أ ب ت Tim Newman (2018-01-12), "An introduction to eyes and how they work", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-06-02. Edited.
  6. "Vision: Processing Information", www.brainfacts.org, 2016-07-29, Retrieved 2020-06-05. Edited.
4454 مشاهدة
للأعلى للسفل
×