كيف تحسن الظن بالله

كتابة:
كيف تحسن الظن بالله

كيفية إحسان الظن بالله

إن حسن الظن بالله -سبحانه وتعالى- عبادة قلبية بحتة، أي أنه ليس لها طريقة لأدائها كالصلاة والصيام وغيرهما من العبادات، ولكن هذا لا يعني بأن حسن الظن بالله يكون بلا عمل، فهذا ظنٌّ خاطئ تماماً، حيث يجب أن يقترن حسن الظن بالله جلَّ وعلا؛ بالأعمال التي يحبها الله.

حسن الظن بحدِّ ذاته ليس له طريقة أداء، وإنما تصديق جازم بالقلب، وتدبر لما جاء في القرآن من دلائل على كرم الله تعالى وجوده، بالإضافة إلى أن على العبد الذي يُحسن الظن بالله -سبحانه وتعالى- أن يقرن هذا الحُسن بالظن مع الأعمال والواجبات المطلوبة في شتى العِبادات والعادات والأخلاق التي يجب أن يتحلى بها؛ فكيف يكون مُحسِناً الظن بالله -سبحانه- وهو مبتعدٌ عنه.[١]

وقد عرَّف بعض العلماء حسن الظن بالله على أنه اعتقاد ما يليق بالله تعالى من أسماء وصفات وأفعال؛ واعتقاد ما تقتضيه من آثار جليلة، فإحسان الظن بالله يكون بالإيمان المُطلق بالله -سبحانه وتعالى- وأسمائه وصِفاته؛ وقدرته المُطلقة على كل شيء، وتجنب السيء من الأعمال والأقوال إرضاءً له -سبحانه-. [٢]

أهمية حسن الظن بالله

حسن الظن بالله من أبرز ما وصى به النبي الكريم -عليه السلام- حيث قال: (لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ باللَّهِ الظَّنَّ)،[٣]وهو من أبرز أعمال القلوب التي تدارسها الكثير من العلماء وتناولوها في كتبهم،[٤] وورد في الحديث القدسي عن الله تعالى أنه قال: (أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي).[٥]

وتظهر أهمية حسن الظن بالله أيضًا بالعديد من الجوانب الأخرى نورد أبرزها على النحو الآتي:[٤]

  • تعلق حسن الظن بالله بالكثير من الجوانب العقدية والسلوكية، حيث لا يكون صدق التوكل إلا على من هو أهل لذلك التوكل وهو الله -سبحانه-.
  • تظهر أهمية التوكل بحال المتوكل ذاته مع حسن الظن بالله، ويتجلى ذلك بما يمارسه بعض البشر من سوء عمل وفعل وبعدها يكون مسلمًا لرب العالمين متوكلًا عليه في أموره، متجاهلًا ما بدر منه.
  • يعد أثر حسن الظن على حياة المؤمن أكبر الأدلة على أهميته، سواء في حياته من البركة والخير والتوفيق، أو بعد مماته من حسن خاتمة ومقام.

ثمرات حسن الظن بالله

لإحسان الظن بالله وصدق التوكل عليه مجموعة من الثمرات يجنيها من كان اليقين والتوكل حال قلبه وهي على النحو الآتي:[٦]

  • كلما كان العبد صادق التوكل على الله تعالى مخلص الرجاء له كلما كان الله تعالى عند ظنه ولم يخيبه.
  • حسن الظن بالله تقوية للقلب على العمل والإنجاز، لمعرفة أن الله تعالى وحده باعث القوة وعالم بأحوال عباده.
  • حسن الظن بالله من الأسباب المؤدية لحسن الخاتمة، وسوء الخاتمة يأتي من إساءة الظن بالله سبحانه، وعلى المرء أن يدرك أن الله هو العدل الذي لا يظلم عنده أحد مثقال ذرة.
  • التزام طريق حسن الظن بالله ييسر معرفة الحكمة من البلاء وكل ما يقع بالإنسان، فيتجلى له الخير وموضعه.
  • حسن الظن بالله سكون وراحة وأمان لنفس الإنسان واطمئنان لقدره -سبحانه-.
  • رؤية الخير في كل الأعمال والأحداث خيرًا كانت أم شر، فحسن الظن بالله يورث حسن الإيمان بالقدر، وأن كل ما يأتي من رب العالمين ما هو إلا الخير.


المراجع

  1. مجموعة مؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 217. بتصرّف.
  2. أحمد بن عمر الحازمي، شرح كتاب التوحيد للحازمي، صفحة 9. بتصرّف.
  3. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:2877.
  4. ^ أ ب مجموعة مؤلفين، كتاب مجلة البيان، صفحة 18. بتصرّف.
  5. رواه بخاري، في صحيح بخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:7505 .
  6. خالد الحسينان، كتاب هكذا كان الصالحون، صفحة 10-11. بتصرّف.
5993 مشاهدة
للأعلى للسفل
×