كيف تصبحان الجد والجدة الأفضل لعائلتكم الكبيرة؟

كتابة:
كيف تصبحان الجد والجدة الأفضل لعائلتكم الكبيرة؟

إذا اصبحتم بالفعل أجدادا، كرسوا لحظة من وقتكم للتفكير - أي نوع من الجد والجدة أنتم؟ هل أنتم من النوع المربي؟ هل تساهمون في تربية أحفادكم؟ هل انتم أصدقاء لأحفادكم؟ موجهين؟ كل من هذه الأنواع ممكن وصحيح طالما ان نظام الأسرة العام يسير بشكل صحيح!

هل ولد لكم مؤخرا حفيد أو حفيدة ! بالطبع أنتم سعداء جدا بسبب الإضافة الجديدة للعائلة، ولكنكم تشعرون بالقلق أيضا. تشعرون بالقلق بسبب الحال العام. أنتم قلقون بشأن اذا ما كان أحفادكم سوف يتمتعون من حياة طويلة، صحية وسعيدة. أنتم تشعرون بالقلق من أن يلم بكم مكروه ولا تكونوا بالقرب منهم لرؤيتهم يكبرون. أنتم قلقون من أنه على الرغم من الجهود التي تبذلونها فلن تنجحوا في تكوين علاقة صحية ومرضية معهم.

العلاقات بين الأجيال وخاصة مع الجد والجدة يمكن أن تسبب الكثير من المتعة جنبا إلى جنب مع الكثير من الإحباط وسوء الفهم. كثيرا ما يعطي الناس الجد والجدة دورا محوريا في حياتهم، ويعاملوهم كوالدين ثانويين وأحيانا حتى كوالدين أولين. معظم الناس يضعون أجدادهم بمقام الأشخاص المهمين في حياتهم بعد الوالدين، الأشقاء، الأزواج والأصدقاء. على الرغم من أن هذا ليس فيه بالضرورة إشكالية، ولكن معظم الأجداد يرغبون بمكانه أكثر أهمية في حياة أحفادهم. بالنظر إلى أن العديد من الأجداد اليوم يملكون مهنا أو في حال كانوا متقاعدين، منشغلين بأعمال أخرى كثيرة، الأسرة، الأصدقاء والهوايات، فمن الغريب قليلا أن ينشغلوا كثيرا بجودة علاقاتهم مع أحفادهم.

لكن قد يكون ذلك ليس غريبا في نهاية المطاف. فكل منا يريد أن يكون رب أو ربة عائلة جيدا وموثوق به. فقد وجدت العديد من الدراسات أن وجود علاقة جيدة مع الجد والجدة تنطوي على العديد من الفوائد وتنعكس ايجابيا على الأحفاد. كما وجدت الدراسات انه لا يوجد تحديد للتوقعات حول دور الجد والجدة في حياتنا. مثل الأدوار الاجتماعية والأسرية الآخرى، ويتحدد دور الجد والجدة أيضا بواسطة الأعراف الاجتماعية ويعتمد على العلاقات الاجتماعية السائدة.

يجب أن نتذكر أن التغيير في طبيعة الخلية الأسرية في هذا الجيل يؤدي لتغييرات بعيدة المدى في دورالجد والجدة في حياة الأحفاد. الأسر وحيدة الوالد تتطلب المزيد من المساعدة من الأجداد للأحفاد. تأثير مماثل حدث بسبب زيادة ساعات عمل الولادين، وللتكلفة العالية لرياض الأطفال قبل سن الثالثة وللحاضات. العديد من الجدات وخاصة في السنوات الأخيرة أصبحن الحاضنات الرئيسيات لأحفادهن. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، أكثر من 7 ملايين حفيد يعيشون في المنزل مع الأجداد، ونحو مليون جد وجدة، معظمهم من الجدات، يعتنين بالأحفاد على أساس يومي .

الدراسات التطورية وجدت ان ذلك من شأنه أن يكون له تأثيرا على تاريخ البشرية. وفقا لباحثين من جامعة يوتا، فقد لعبت الجدات دورا رئيسيا في تطور العلاقات الإنسانية. على ما يبدو، فالتعاون بين الوالدين والجدات في تربية الأطفال، كان له دور رئيسي في تطور البشرية.

في دراسة سابقة أجريت في الستينات، تم فحص دور الجد والجدة في ثقافات مختلفة. وجد أن العلاقة بين الأجداد والأحفاد تغيرت تبعا لدور ومكانة المسنين في المجتمع. في الثقافات التي يحترم فيها كبار السن كثيرا، فان العلاقة مع الأحفاد كانت أكثر رسمية وبعدا. في الثقافات التي يوجد فيها بين الوالدين وأولادهم علاقة تتميز بمساواة أكثر، فالعلاقات مع الأجداد كانت أكثر دفئا ودلالا. الأجداد الأمريكيون والأوروبيون يفضلون عدم التدخل في تربية الأحفاد وعدم فرض الانضباط عليهم. في بعض الثقافات الشرقية، على سبيل المثال، فالأجداد والجدات يرون أنفسهم كمربين للأحفاد ويشعرون بمزيد من الراحة في تربية أحفادهم.

دور الجدة المؤقت تغير على مر السنين من راعية وصديقة للأحفاد الى حاضنة. في دراسة أجريت منذ بضعة عقود وصفت أنماط مختلفة من الجدات، تلك التي تبحث عن المتعة، العناية، الأمومة ومصدر للمعلومات العائلية. الثقافات والأصل تشكل شخصية الجدة كما يعبر عنها في العلاقة مع أحفادها، وفقا لدراسات أجريت في العقد الماضي في جميع أنحاء العالم حول هذا الموضوع. الجدات من أصل اسباني أو أفريقي - أمريكي، تملن إلى أن يكن أكثر تدخلا في الحياة اليومية للأحفاد وبطبيعة الحال العربيات أيضا. الجدات الأمريكيات أو الأوروبيات، من ناحية أخرى، يملن إلى اعتبار أنفسهن صديقات وموجهات للأحفاد.

بغض النظر عن الدور المفترض للجد والجدة، فهذا الدور يتطلب تشكيلا للهوية. التغيير والتكيف هو ممكن، لأن كل واحد منا يمكنه أن يتكيف مع التغيرات والاحتياجات الاجتماعية والثقافية. على الرغم من الصور النمطية حول ما يفترض أن تتصرف عليه الجدات، فقد وجدت الدراسات أن العديد من النساء استمتعن فعلا من كونهن جدات، وادعين ان المنصب الجديد جعلهن يشعرن أصغر سنا وأكثر انخراطا في الحياة. أولئك الذين تبنوا نهجا أكثر إيجابية لكونهم أجداد شعروا بتحسن كبير بالصحة النفسية والجسدية وشعورا أعمق بمعنى حياتهم .
 

اقرا المزيد:

4200 مشاهدة
للأعلى للسفل
×