محتويات
كيفية أداء تحية المسجد
المساجد من أقدس وأطهر الأماكن على الإطلاق؛ وعليه فإنّ لدخول المسجد آداباً وتعاليم يجب الالتزام بها احترامًا وإجلالًا لهذا المكان، ومن هذه الأمور أداء تحيّة المسجد.
تحيّة المسجد هي صلاة من ركعتين من غير الفريضة تؤدى بمجرد الدُّخول إلى المسجد وقبل الجلوس؛ حتى يكون أول شيء فعله الشخص عند دخوله للمسجد هو الصلاة.[١]
حيث ورد عن أبي ذر أنه قال: (إِذَا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ)،[٢]وهي في جميع المساجد تكون بهاتين الرَّكعتين ما عدا المسجد الحرام، فتحيّته بالطواف حول الكعبة المُشرفة سبعة أشواطٍ.[٣]
وتعد تحية المسجد سنّة مؤكدّة بإجماع أهل العِلم؛ وقد رأى العلماء استحباب تكرار صلاة تحيّة المسجد لمن كرّر الدخول والخروج من وإلى المسجد.
تحيّة المسجد سنّة لكل من دخل المسجد ويستثنى من هؤلاء:
حكمة مشروعيّة تحيّة المسجد
تحيّة المسجد شُرعت في الدِّين الإسلاميّ لكي يستشعر المسلم بعظمة المكان الدَّاخل إليه وقدسيته؛ فهذا بيتٌ من بيوت الله والدُّخول إلى البيوت لها حُرمتها وآدابها؛ فكيف إذا كان هذا البيت لله، ومن أدب الدُّخول إلى البيوت كما جاء في سورة النُّور هو التسليم وإلقاء التَّحية وتحية الله في بيوته تكون بالصَّلاة أو الطَّواف.[٦]
أحكام تحيّة المسجد
لتحية المسجد العديد من الأحكام التي تضبطها، وقد تدراسها الكثير من العلماء وتوسعوا فيها، وأبرز تلك الأحكام ما يأتي:[٧]
- عند دخول المصلي للمسجد، ووجد الإمام قد دخل في الصلاة، وبدأ بها فإنه يدخل مع الإمام، وتعد صلاته مجزئة عن التحية.
- لا تؤدى تحية المسجد في أوقات الشروق والغروب وأوقات الدفن.
- يكفي من تحية المسجد حصول جنس الصلاة، فأداء صلاة النفل مثلًا يجزئ عن التحية بشرط قصد النية في أن تكون نفلاً مطلقاً.[٨]
- توصل العلماء إلى كراهة الجلوس قبل تحية المسجد، وأنها لا تسقط على من لم يؤدها، فتؤدى حين تذكر.[٩]
فضل تحية المسجد
لتحية المسجد مكانة عظيمة وفضل كبير تتجلى على النحو الآتي:[٦]
- تعد تحية المسجد تحية لله -عز وجل-، وفي التحية خضوع وإذلال له -سبحانه-، وبذلك يتحقق المقصد من خلق الإنسان وهو التذلل والتقرب لله تعالى وعبادته.
- تحية المسجد عبارة عن صلاة، وهي من أعظم العبادات البدنية التي قد يمارسها الإنسان، ففيها الركوع والسجود والتحريك لأعضاء الجسد المختلفة.
- تشتمل تحية المسجد على قراءة القرآن، فيتحقق بهذه القراءة الأجر والثواب.
- احتواء تحية المسجد على الذكر، حيث يعد الذكر من أعظم القول وأرفعه مكانة.
- ينطق في التحية الشهادتين، وهي اللفظ الذي يدخل في الملة ويعصم المرء في نفسه وماله وعرضه.
- تأكيد النبي الكريم عليها وفي التأكيد استدلال على الأهمية والفضل العظيم.
المراجع
- ↑ أسامة سليمان، كتاب التعليق على العدة شرح العمدة، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح بخاري، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:1163.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 123. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز الحجيلان، كتاب خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية، صفحة 293. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن الجزيري، كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 303. بتصرّف.
- ^ أ ب صالح الصاهود، أحكام تحية المسجد، صفحة 28-32. بتصرّف.
- ↑ عبد المحسن العباد، كتاب شرح سنن أبي داود للعباد، صفحة 27-40. بتصرّف.
- ↑ ابن جبرين، كتاب شرح عمدة الأحكام لابن جبرين، صفحة 42. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 265. بتصرّف.