محتويات
مرض السكري
تتمثل الإصابة بداء السكري (بالإنجليزية: Diabetes) بارتفاع مستوى سكر الدم، وفي الحقيقة يُعدّ الطعام المصدر الأساسي لسكر الدم، وحتى يُستفاد منه يقوم هرمون الإنسولين بإدخاله إلى خلايا الجسم والتي بدورها تستخدمه للحصول على طاقة، وفي حال غياب هرمون الإنسولين يبقى السكر في الدم، وعندها قد يُعاني الشخص من الحالة المعروفة بمقدمات السكري (بالإنجليزية: Prediabetes) أو مرض السكري، أمّا مقدمات السكري فتُعرّف على أنّها الحالة التي تتمثل بارتفاع مستويات السكر في الدم دون الوصول إلى مدى يكفي لتشخيص الإصابة بالمرض، أمّا بالنسبة لمرض السكري فله نوعان، أما النوع الأول فيفقد فيه جسم المصاب القدرة على إنتاج هرمون الإنسولين، وأمّا السكري من النوع الثاني فيتمثل بفقد الجسم القدرة على إنتاج القدر الكافي من الإنسولين أو يفقد قدرته على الاستجابه للإنسولين المُفرز.[١]
معرفة الإصابة بالسكري
أعراض الإصابة بالسكري
هناك بعض الأعراض والعلامات التي تظهر على المصابين بمرض السكري، يمكن بيان أهمّها فيما يأتي:
- الحاجة المتكررة للتبول: يُعزى السبب وراء تكرار الحاجة للتبول إلى عدم قدرة الكليتيّن على إعادة السكر إلى مجرى الدم بعد تصفيته، ولتخفيف تركيز السكر الواصل إليهما تقوم الكليتان بسحب الماء من مجرى الدم، ممّا يؤدي إلى امتلاء المثانة وشعور مريض السكري بالحاجة المتكررة للتبول.
- كثرة الشعور بالعطش: إذ إنّ زيادة عدد مرات التبوّل عن الحدّ الطبيعي تؤدي إلى الحاجة لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل، مما يؤدي إلى شعور المريض بالعطش والحاجة الشديدة لشرب السوائل.
- تكرار الشعور بالجوع الشديد: إذ يشعر مريض السكري بالجوع بسبب عدم حصول خلايا الجسم على القدر الكافي من الطاقة بسبب غياب الإنسولين المسؤول عن إدخال السكر إلى الخلايا أو ضعف تأثيره، ممّا يؤدي إلى طلب الجسم المزيد من الطعام للحصول على الطاقة.
- تغيرات الوزن: في الحقيقة يُعد فقدان الوزن بشكل غير اعتيادي من الأعراض الشائعة لدى مرضى السكري من النمط الأول والذي يتميز بظهور أعراضه بشكلٍ مفاجىء مقارنة مع مرض السكري من النمط الثاني الذي يتمثل بظهورأعراضه بشكلٍ تدريجيّ، إذ إنّ فقدان الوزن بشكلٍ غير اعتياديّ يظهر بسبب عجز الجسم عن إفراز هرمون الإنسولين، مما يؤدي إلى عدم حصول خلايا الجسم على السكر اللازم لإنتاج الطاقة، فينتج عن ذلك بحث الجسم عن طُرقٍ أخرى للحصول على الطاقة كتكسير الأنسجة العضلية والدهنية. في حين يُعاني بعض مرضى السكري من زيادة الوزن بسبب شعورهم بالحاجة الزائدة والمُلحّة لتناول الطعام.
- الشعور بالإعياء: وذلك بسبب عدم قدرة الخلايا على الحصول على سكر الدم اللازم لإنتاج الطاقة.
- عدم وضوح الرؤية: ويحدث ذلك بسبب حدوث اضطرابات في عدسة العين، مما يُسبب فقدان العينين القدرة على تركيز الرؤية، ويمكن علاج هذه المشكلة ببعض الخيارات الملائمة، لكن من المؤسف القول إنّ الحالات المرضية الشديدة قد تؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد في الرؤية أو حتى الإصابة بالعمى.
- بطء شفاء الجروح والقروح: فقد يدلّ بطء شفاء الجروح أو القروح على ارتفاع مستوى سكر الدم، إذ يؤدي ارتفاع مستوى سكر الدم إلى إعاقة عملية التئام الجروح عامة.
- تكرار التعرض للعدوى: بما فيها العدوى البكتيرية والفطرية؛ إذ يؤدي ارتفاع مستوى سكر الدم إلى تأثر عملية الشفاء والتخلص من العدوى، ويجدر بالذكر أنّ النساء المصابات بالسكري يواجهن صعوبة في الشفاء التام من العدوى المهبلية أو عدوى المثانة.
- الإصابة بالعجز الجنسي: فقد يكون العجز الجنسي المتكرر أو المستمر لدى الرجال فوق سن الخمسين من أحد أعراض مرض السكري.
- خدر الأطراف وتنميلها: إذ إنّ الشعور بالتنميل أو الوخز في القدمين واليدين من أعراض الإصابة بمرض السكري، وذلك لأنّ ارتفاع مستوى سكر الدم يؤدي إلى إلحاق الضرر بالأعصاب والأوعية الدموية الصغيرة المُغذية للأطراف.
- التهيّج: وقد يحدث بسبب عدم قدرة الجسم على الحصول على الطاقة بشكلٍ طبيعيّ.
- أعراض أخرى: مثل الشعور بحكة في الجلد، واحمرار اللثة وانتفاخها وانحسارها، ممّا يؤدي إلى تكشف الأسنان، هذا بالإضافة إلى تكرار إصابة اللثة بالأمراض.
تشخيص الإصابة بالسكري
يعتمد الطبيب المختص في تشخيص الإصابة بداء السكري على نتائج مجموعة من الفحوصات؛ إذ يمكن من خلال فحص دم الشخص المعنيّ إجراء مجموعة من الاختبارات التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السكري، ويجدر التنبيه إلى ضرورة إعادة إجراء كل فحص من هذه الفحوصات مرتين، أو الاعتماد على نتائج فحصين مختلفين حتى يتمّ تشخيص الإصابة بالمرض، وفيما يأتي بيان هذه الفحوصات:
- اختبار السكر الصيامي: (بالإنجليزية: Fasting plasma glucose)؛ حيث يتم إجراء هذا الفحص بعد مُضيّ فترة زمنية على صيام المريض تُقدر بثمان ساعات، وهنا يُعنى بالصيام الامتناع عن تناول الطعام والشراب باستثناء القليل من الماء، وتُشخّص الإصابة بالسكري في حال كانت نتيجة اختبار السكر الصيامي تساوي أو تزيد عن 126 ملغ/ديسيلتر.
- اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي: المعروف أيضاً باختبار خضاب الدم السكري (بالإنجليزية: Hemoglobin A1c Test)، والذي يعكس معدل السكر في الدم خلال الثلاثة أشهر الماضية.
- اختبار تحمل الجلوكوز: (بالإنجليزية: Oral glucose tolerance test)، يتمّ تشخيص الإصابة بالسكري من خلال هذا الفحص في حال كانت قراءات سكر الدم تساوي أو تزيد عن 200 ملغ/ديسيلتر بعد مضيّ ساعة أو ساعتين على شرب محلولٍ سكريّ مُرّكز.
- اختبار الغلوكور العشوائي: (بالإنجليزية: Random plasma glucose test) حيث يتم أخذ عينة دم لقياس مستوى السكر بشكلٍ عشوائي دون أخذ الوقت أو تناول الطعام في عين الاعتبار، ويتم التشخيص بداء السكري في حال كانت النتيجة تساوي أو تزيد عن 200 ملغ/ديسيلتر.
مضاعفات مرض السكري
تبدأ مضاعفات مرض السكري بالظهور بعد الإصابة بالمرض بفترة طويلة وخاصة في حال عدم السيطرة على المرض على الوجه المطلوب، ومن المؤسف القول إنّ هذه المضاعفات قد تُسبّب عجز المصاب وتعطيل قدرته على أداء مهامه وقد تُشكل تهديداً على حياة المريض، ومن هذه المضاعفات ما يلي:[٢]
- الأمراض القلبية الوعائية: (بالإنجليزية: Cardiovascular diseases)، تؤدي الإصابة بداء السكري إلى زيادة فرصة الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية ومنها: مرض القلب التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery disease)، والنوبة القلبية (بالإنجليزية: Heart attack)، والسكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke)، وتصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis).
- اعتلال الكلية: (بالإنجليزية: Nephropathy)، يؤدي داء السكري إلى تدمير نظام التصفية في الكلية، ممّا يؤدي إلى الإصابة بفشلٍ كلويّ (بالإنجليزية: Kidney failure) أو الوصول إلى المرحلة الأخيرة من مرض الكلى وذلك يستدعي اللجوء إلى الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى.
- اعتلال الشبكية: (بالإنجليزية: Retinopathy)، فقد يُصاب مريض السكري بالعديد من المشاكل على مستوى الرؤية، منها: عتامة عدسة العين والمعروفة أيضاً بالماء الأبيض أو السّاد (بالإنجليزية: Cataract)، ومن مشاكل الرؤية الناجمة عن الإصابة بمرض السكري أيضاً المياه الزرقاء (بالإنجليزية: Glaucoma).
- تلف بالقدم: يؤدي تلف الأعصاب والأوعية الدموية المغذية للقدم نتيجة الإصابة بداء السكري إلى إلحاق الضرر بالقدم، وفي حال عدم تلقّي العلاج الملائم، فإنّ الجروح أو القروح التي تُصيب القدم قد تُسفر عن المعاناة من عدوى شديدة، وغالباً ما يكون الشفاء من هذه العدوى صعباً، وقد يتطلب الأمر بتر القدم أو أجزاء منها.
- مشاكل جلدية: كزيادة خطر الإصابة بعدوى بكتيرية أو فطرية.
- مرض ألزهايمر: (بالإنجليزية: Alzheimer's disease)، إذ إنّ مرضى السكري من النمط الثاني مُعرّضون لخطر الإصابة بالخرف (بالإنجليزية: Dementia) بأنواعه، وكلما قلّت السيطرة على مستويات السكر في الدم زاد خطر الإصابة.
- مضاعفات أخرى: كالاكتئاب، ومشاكل على مستوى السمع، واعتلال الأعصاب (بالإنجليزية: Neuropathy).
المراجع
- ↑ "Diabetes", medlineplus.gov, Retrieved 2/9/2018. Edited.
- ↑ "Diabetes"، www.mayoclinic.org, Retrieved 8/9/2018. Edited.