كيف تكون داعية إسلامياً ناجحاً

كتابة:
كيف تكون داعية إسلامياً ناجحاً

ما يجعل الداعية الإسلامية ناجحًا

لا توجد مهمة على وجه الأرض أشرف وأنبل من مهمة الدعوة إلى الله تعالى، فهي دعوةٌ إلى توحيد الله، وترك الإشراك به اعتقادًا و قولًا وعملًا، فهي دعوةٌ للإيمان بما أوجب الله الإيمان به من الملائكة، والكتب السماوية، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وهي دعوةٌ إلى الخير وترك المنكر، ودعوةٌ إلى الأخلاق والتمسك بها.[١]

حتى تؤتي هذه المهمة ثمارها، ويرى الداعية آثارها، فإن ذلك يتطلب امتلاك مهاراتٍ معينة تمكنه من أن يكون داعيةً ناجحًا، فالطبيب الحاذق لا يستطيع مداواة مرضاه وتشخيص حالاتهم، وبيان الدواء الشافي لهم دون علمٍ ومهارةٍ تمكنه من ذلك، فكيف للداعية المسلم أن يكون ناجحًا في دعوته؟، سيتم الإجابة عن هذا السؤال على النحو الآتي:

معرفته الدين الصحيح

على الدعاة أن يكونون على مستوى علميٍّ ومعرفيٍّ يؤهلهم لمعرفة أحكام الدين، ومقاصد الشريعة التي ينبغي أن يوصلها للناس، فلا يُقبل من الداعية أن يكون لدية نقص أو خطأ في المعلومات الدينية التي يقوم بتعليمها للناس، ولأنّ الداعية يتعرض للكثير من الأسئلة في مسيرة دعوته، فلا بُدّ أن يكون مُلمّاً بأصول وثوابت الشريعة الإسلاميّة الصحيحة وقد لا يكون متخصصًا فيها بالضرورة، وهذا يتطلب منه معرفة ما علم من الدين بالضرورة من الأحكام والتشريعات.[٢]

أن يكون قدوة حسنة

الداعية الناجح لا بُدّ أن يكون قدوةً للناس في تطبيق ما يدعو إليه من الأخلاقيات، فعندما يدعو الناس على سبيل المثال إلى الصدق، فلا بُدّ له أن يكون صادقًا في حياته، وعندما يدعو إلى الأمانة فعليه أن يتمثل هذا الخلق الرفيع في حياته ومعاملاته، كما أن القدوة الحسنة تعطي الآخرين القناعة بأن بلوغ الفضائل والأعمال الصالحة من الأمور الممكنة.[٣]

مراعاته التفاوت بالفهم بين الناس

إن مستويات الفهم عند الناس متفاوته، فعلى الداعية أن يراعي عقلية المدعو ويأخذ بعين الاعتبار أن هناك من يحتاج للتبسيط عند طرح قضية دينية معينة بينما الآخر يحتاج إلى مستوى أعلى وهذه فروقات فردية بين الناس، كما عليه مراعات البيئات المختلفة للمدعويين عند مخاطبتهم؛ فعليه لمس مواضع العلة في نفوسهم لمعالجتها، والتخفيف من آلامهم ومعاناتهم. [٤]

أن يتحلى بالسماحة وحسن الخلق

الداعية إلى الله تعالى لا بُدّ أن يتحلى بالحكمة في الدعوة إلى الله تعالى، وأن يحرص في دعوته على الموعظة الحسنة بعيدًا عن الغلظة والشدة، فكم من داعيةٍ نفر الناس من الالتزام بسبب ما يُظهره من التشدد في أحكام الدين، والتجريح لنفوس العاصين الغافلين،فعليه أن يكون سمحًا لينًا امتثالًا لأمر الله تعالى في قوله:(وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).[٥][٦]

يقوم على تطويع الأدوات المتاحة للدعوة إلى الله

الداعية الناجح لا يترك فرصة من فرص الحياة إلا واغتنمها للدعوة إلى دين الله، ولا يترك أداةً مشروعة مؤثرة إلا واستعملها، فمن كانت الدعوة أكبر همه، وأعظم ما يشغل فكره كان داعيةً ناجحًا بلا شك، كما يمكن للداعية استخدام عدد من الوسائل التي تعينه على التوصل إلى الهدف المرجو؛ كاستخدام اللسان الفصيح القويم في مخاطبة الناس حيث يعتبر تأثيره قويًا على السامعين، والمشاركة في أعمال الخير في المجتمع، استخام الكتب والرسائل ومواكبة الطرق الحديثة في توصيل المعلومات.[٧]

المراجع

  1. محمد إمام، كلمات مضيئة في الدعوة إلي الله، صفحة 145-160. بتصرّف.
  2. عبد العزيز بن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 299. بتصرّف.
  3. سعيد القحطاني، الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 46-52. بتصرّف.
  4. غير معروف، المؤتمر العالمي لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة، صفحة 104. بتصرّف.
  5. سورة آل عمران، آية:159
  6. سعيد القحطاني، مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 327. بتصرّف.
  7. سعيد القحطاني، فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري، صفحة 1116-1120. بتصرّف.
6267 مشاهدة
للأعلى للسفل
×