كيف تكون صاحب شخصية قوية

كتابة:
كيف تكون صاحب شخصية قوية

مفهوم الشخصية القوية

يعرّف الكثيرون صاحب الشخصية القويّة بأنّه هو الشخص الذي يَستطيع أن يُسيطِر على الآخرين بأفعالهِ وأقوالهِ؛ فمن يَمتلكُ مصنعاً وجميع العاملين فيه يُطيعونه يُطلق عليه بأنّه ذو شخصيةٍ قويةٍ بنظرهم، والصّحيح أنَّ صاحبَ الشخصيّة القوية كما عرّفه علماء النفس بأنّه هُو من يَمتلك المهارات العالية الجسمية والفكريّة والنفسية، ويُوظّف هذهِ المَهارات في تحقيق ما يُريد، وما يَطمح إليهِ من نجاح، فيَصنع التّغيير الذي يُميّزه عن غيره.[١]


أهمية الشخصية القوية

تنعكس الشخصية القوية على صاحبها من خلال الآثار والفوائد التي تتركها؛ فصاحب الشخصيّةِ القويّة والإرادة الجادة يكون النجاح حليفه في كل خطوةٍ يخطوها، فهي تدفع صاحبها إلى العمل بعزيمةٍ وقوّةٍ، وتحقيق ما هو مُقتنعٌ به، فيكون نجاحه فاصلاً بينه وبين الكثيرين ممّن يَمتلكون أفكاراً جميلةً، ويُفكّرون في التغيير والإصلاح والارتقاء نحو الأفضل، فهم يَملكون هذا الفِكر الجميل، لكنهم لا يَستطيعون تنفيذ هذه الأفكار لضعف قوة الإرادة والعزيمة لديهم، ولضعف شخصيتهم وضعف تصميمهم على النجاح، وتتملّكهم رهبةُ الإقدام والسّير في طريق النجاح.[٢]


كيف تكون ذا شخصية قوية

يستطيع أيّ شخصٍ أن يَتميز بشخصيةٍ قويةٍ إذا اتّبع الإرشادات الآتية وأحسَنَ تطبيقها، وهي كالآتي:[٣][٤][٥]

  • السعي نحو التغيير والتقدم للأفضل، وذلك لأنّ أمورَ الحياة في تغييرٍ مستمرٍ، وتطوّرٍ سريعٍ، ومن أرادَ التغيير والنجاح عليه أن يكون له دورٌ ريادي في شؤون الحياة، وأن يكون عُنصراً فعّالاً في إدارة عجلة الحياة، وقيادة المُستقبل، وأن يكون رقماً صعباً ذا قيمةٍ لا يُستهان به؛ فإذا اجتمَعَت هذه الأمور في الشخص الواحد كان صاحب إرادةٍ قويّة، وشخصيّةٍ فذّة تستطيع تحقيق ما تريد، وتُترجِم أفكارَها على أرض الواقع.
  • التركيز على الأمور الإيجابيّة والبُعد عن الأمورِ السلبيّة التي تُحيط به، وهذا يشمل الأشخاص والأشياء؛ فكُلّ أمرٍ سلبيّ يبتعد عنه لأنّه يمتص الطاقة الإيجابية منه، ويؤثر عليه مستقبلاً، فمصاحبة الأشخاص الإيجابيين الناجحين في حياتهم تُضيف نجاحاً له، وتزيد من مُحصّلة خبراته وتجاربه، وفي المُقابل نجد من يصاحب التُعساء ومن يُعانون من الصعاب في حياتهم يتقمّص أحزانهم من شدّة تعاطفه معهم.
  • تكوين علاقات مع أشخاص يُتقنون مهاراتٍ تتوافق مع مهارات الفرد وقدراته؛ فالفردُ يحتاج إلى الآخرين من أجل تحقيق ما لا يستطيع تحقيقه بنفسه بشكلٍ منفردٍ؛ فإذا توافرت القدرات والمهارات المُشتركة، وحصل التوافق كانت النتائج مُثيرةً، والنّجاح مميّزاً؛ فصاحب الشخصية القوية عليه أن يُجيد التّعامل مع الآخرين، وأن يُوظّف قُدراتهم ومهاراتهم لصالحه؛ حيث يقول جون دون (لا يستطيع أيّ إنسان أن يعيش مُنعزلاً عن العالم، فهو جزءٌ لا يتجزّأ منه).


تُضيف دونا واتسون أنَّ الثقة بالنفس تجعلُ من الإنسان شخصاً مميّزاً ذا شخصيّةٍ قويّة فهو يَستطيع أن يفعل ما لا يَقدر عليه الآخرون، كما أنّه يَستطيع التأثير بمن حوله بطَريقةٍ تنمُّ عن ذكاءٍ لا يُتقنه غيره، فالشكّ لا يَتبادر إلى ذهن الواثق من نفسه يَختفي وتختفي معه كُلّ مَظاهر التردّد.[٦]


يذكر عبد الكريم بكار في كتابه أنّ النّجاح والتَقدُّم الشّخصي يَحتاجُ من الفرد إلى الاهتمامِ الدقيق بالوقت، ومحاولة استِغلاله والاستفادة منه قدر المستطاع؛ لتحقيق الهدف المطلوب الذي يسعى إليه، وكان يَقول أحد الصّالحين لطلابه: إنّ العاقل عليه أن يُغيّر العدّاد الذي يقوم بعدّ أيام حياته، ليُسجل فقط الأيام والشهور التي يزداد فيها المرء قرباً من الله سبحانه وتعالى، أما الأوقات التي لم تُستغل وضاعت دون فائدة فينبغي ألا تُحتسب من حياته، وكثير من النابغين والعظماء أصحاب الشأن الكبير يُرجعون الفضل بعد الله تعالى في نجاحهم وما توصّلوا إليه من إنجازاتٍ مميزةٍ تحدّث عنها الكثيرون إلى الفراغ الذي أحسنوا استثماره، وتوظيفه في تَحقيق أهدافهم، وبُلوغ أمنِياتهم.[٧]


صفات الشخصية القوية

يتميّز صاحب الشخصية القويّة بالعَديد من الصفات، التي تجعله قياديّاً ناجحاً، ومن هذه الصفات:[١]

  • تطوير الذات: فمن يَتميّز بشخصيّةٍ قويّةٍ يُطوّر من ذاته باستمرار في جميع المجالات العلميّة والاجتماعية والشخصية؛ فهو إنسانٌ طموح يسعى إلى التطوير والتميُّز.
  • الهدوء عند الأزمات؛ حيث يَتحكّم بغَضبه، ولا يُصدر أحكاماً مُتسرّعةً، مَصدرها العواطف المُندفعة، وإنما يُصدِر أحكامه ويتّخذ قراراته بعقلانيةٍ ورؤيةٍ واضحةٍ.
  • الالتزام بالأخلاق النبيلة؛ فهو يتّصف بالأمانة في مُعاملاته، وبالصدق في أقواله، وبالتواضع في علاقاته.
  • احترام الآخرين وتقبّل آرائهم ومُقترحاتهم، وإن كانت تُعارض آراءه يسعى إلى إقناع الآخرين بما يُفكر فيه.
  • ذو إرادةٍ قويّةٍ، وإصرارٍ على النجاح ، ومَقدرةٍ على مُجابهة الإخفاقاتِ التي تَعترضه.
  • وضوح الرّؤية؛ فهو يَضع أهدافاً واضِحةً أمامه، ويَسعى لتَحقيق هذه الأهداف بكُلّ هدوءٍ وثباتٍ، على عكس الكثيرين الذين يَضعون أهدافاً، ثم بعد ذلك يُحقّقونها بكُلّ عشوائيّةٍ وبُعدٍ عن التَّنظيم المَدروس.
  • الاستِفادة من خِبرات الآخرين وتَجاربهم السابقة، ومُحاولة التقرّب منهم لإيجادِ المُساندة والعون في أعمالِه.


الدافع للشخصية القوية

يَضع صاحب الشخصيّة القوية أمامه أمثلةً لأناس نَجحوا في حياتهم ليقتدي بهم، ويكونوا السبب الرئيسي لوقوفه من جديد إن تعثّر في خُطواته نحو المجد، فيَتذكَّر أقوالهم في مَسيرته، ومن هذه الأقوال:[٨]

  • هنري فان ديك: بعض الناس ينجحون لأنهم مَحظوظون، ولكنّ مُعظم الناجحين قد نجحوا لأنّهم كانوا مُصمّمين على ذلك.
  • جوجريين: لا تنتظر الظروف المُناسبة، فأنت من يجب أن يَصنع الظروف.
  • توماس أديسون: ضعفنا الأكبر يكمُن في الاستسلام، وأكثر الطرق المؤكّدة للنّجاح هي أن تُحاول مرّةً أخرى.
  • الملكة فكتوريا: نحن لا نُفكّر في احتمالات الهزيمة بل في النّصر.
  • تشرشل: النجاح هو القُدرة على الانتقال من فشلٍ إلى فشلٍ دون أن تفقدَ حماسك.


المراجع

  1. ^ أ ب أماني سعيد (17-9- 2013م)، "الشخصية القوية _ كيف أقوي شخصيتي"، تسعة، اطّلع عليه بتاريخ 8- 6- 2017م. بتصرّف.
  2. عبد الكريم بكار (2010م)، من أجل النجاح (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار السلام، صفحة 47 - 48، جزء 1. بتصرّف.
  3. جوديث برايت، الثقة تصنع النجاح (الطبعة الثانية)، الرياض: العبيكان، صفحة 41 - 43، جزء 1. بتصرّف.
  4. وليد فتحي (2011م)، قررت أن أغير حياتي (الطبعة الثالثة)، صفحة 59 - 60، جزء 1. بتصرّف.
  5. إبراهيم الفقي (2007م)، الثقة والاعتزاز بالنفس (الطبعة الولى)، صفحة 84، جزء 1. بتصرّف.
  6. دونا واتسون (2007م)، 101 طريقة بسيطة لتكون ناجحاً مع نفسك (الطبعة الأولى )، الرياض: العبيكان، صفحة 15، جزء 1. بتصرّف.
  7. عبد الكريم بكار (2010م)، من أجل النجاح (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار السلام، صفحة 50 - 51، جزء 1. بتصرّف.
  8. سلوى العضيدان (2014م)، استمتع بفشلك ولا تكن فاشلاً (الطبعة السابعة)، الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، صفحة 19 - 20، جزء 1. بتصرّف.
5351 مشاهدة
للأعلى للسفل
×