كيف تم تسمية سور القرآن

كتابة:
كيف تم تسمية سور القرآن

كيف تم تسمية سور القرآن الكريم؟

تنوّعت آراء أهل العلم حول كيفية تسمية سور القرآن الكريم إلى قولين:[١]

  • القول الأول: أسماء السور في القرآن توقيفية؛ حيث ثبتت أسماء السور في السنة النبوية، وما أُثر عن الصحابة، وهذا ما ذهب إليه السيوطي -رحمه الله-.
  • القول الثاني: أسماء السور توفيقية؛ أي أنها من إجتهاد الصحابة والسلف الصالح، وقد استبعد الزركشي -رحمه الله- هذا القول.


وممّا يجدر الإشارة إليه أنّ السورة القرآنية الواحدة قد تُخصّص باسم واحد، أو قد يكون لها أكثر من اسم، ومن السور التي اختصّت باسم واحد سورة النساء، وطه، والأعراف، والشورى، ومريم، والمدثر، والأنعام.[٢]


ومن السور القرآنية التي كان لها أكثر من اسم، سورة الفاتحة، حيث ذكر العلماء لها عدّة أسماء، كفاتحة الكتاب، وأم القرآن، والأساس، وأمّ الكتاب، والسبع المثاني، والكافية، والشافية، بل وقد أوصلها بعض أهل العلم إلى خمس وعشرين اسم.[٢]


ومن السور أيضاً التي عُرفت بأكثر من اسمٍ سورة التوبة؛ فهي سورة البَحوث، والفاضحة، والمنقرة، وقد عدّ لها السيوطي -رحمه الله- عشرة أسماء، وسور الإسراء أيضاً من السور التي لها أكثر من اسم؛ فقد عُرِفت بسورة سبحان، وسورة بني إسرائيل.[٢]


تقسيم القرآن الكريم إلى سور

اتّفق أهل العلم على أنّ ترتيب الآيات في السورة الواحدة في القرآن كان بأمرٍ من الله - تعالى-؛ حيث جاء ترتيبه ترتيباً توقيفياً دون اجتهاد أو رأي من أحد.[٣]


وقد كان جبريل -عليه السلام- يتنزل بالآيات على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ويطلب منه وضعها في المكان المخصّص لها في السورة، وبعد ذلك يُبلّغها رسول الله إلى أصحابه تالياً عليهم ما نَزَل بالترتيب الذي أُمر به، فيكتب كتّاب الوحي تلك الآيات بترتيبها الذي وصلهم من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وبهذا الترتيب تواتر إلى الناس، فكان معلومٌ لهم بأيّ آية تُبتدأ السورة وبأيّ آية تُختتم.[٣]


وقد ورد عن الإمام مالك أنّه قال: "إنما أُلِّفَ القرآن على ما كانوا يسمعونه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-".[٤]


كيف تم ترتيب سور القرآن الكريم؟

امتاز ترتيب القرآن الكريم بآياته وسوره بنسقٍ موضوعي مُميّز، إلّا أنّ أراء العلماء تعدّدت في أصل ترتيب السور فيه، وكان لهم في ذلك ثلاثة آراء، وفيما يأتي ذكرها:[٥]


  • الرأي الأول: ترتيب السور كان توفيقياً باجتهاد الصحابة أنفسهم، وقد استدلّ أصحاب هذا الرأي على رأيهم بأنّ مصاحف الصحابة مختلفة الترتيب؛ فمصحف الصحابي عليّ -كرّم الله وجهه- كانت السور فيه مرتبةً على حسب النزول، وأوّل سورة فيه العلق، فالمدثر، فسورة ق، فالمزمل، فتبت، فالتكوير، أمّا مصحف ابن مسعود -رضي الله عنه- فكانت أوّل سورة فيه البقرة، ثمّ النساء، ثمّ آل عمران، وقد ضعّف بعض العلماء هذا الرأي حيث إنّ الصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا يكتبون القرآن لأنفسهم لا للأمّة، فلا يلزم من ذلك التّعميم، بل إجماعهم جميعاً -رضي الله عنهم- جاء على ترتيب مصحف أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-.


  • الرأي الثاني: جزء من سور القرآن ترتيبه توقيفي؛ وهو ما ورد فيه نصٌّ على ذلك والآخرترتيبه توفيقي، وقد استدلّ أصحاب هذا الرأي ببعض الأحاديث التي ورد فيها ترتيب أو ذكر للسور بالتوالي، كقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ).[٦]


  • الرأي الثالث: ترتيب جميع سورالقرآن الكريم توقيفيٌ بأمر من الله -تعالى-، وهو ما نزل به جبريل -عليه السلام- على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.


سبب تسمية سور القرآن الكريم بالسور

نورد فيما يأتي بعض المعلومات المتعلقة بسور القرآن الكريم:


معنى سورة

لكلمة (سورة) في اللغة شكلان، الأول بالهمزة فتكون "سؤرة"، والشكل الثاني بلا همزة، فتكون "سورة" وهي ما تعارف عليها أهل قريش في لُغتهم، وجمعها سور، كما جاء في قول الله -تعالى-: (فَأتوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ)،[٧] ويأتي معنى كلمة سورة من الإبانة والارتفاع، ومن الإحاطة، وفيها معنى التمام.[٨]


سبب التسمية

ذهب بعض أهل العلم إلى أنّ إطلاق مصطلح سورة على سور القرآن الكريم كان لعلو شأنها وارتفاع مكانتها، ومنها ارتفاع سور المدينة مثلاً، وقيل سُمِّيت سورة لأنَّها قطعة من القرآن وجُزء منه، كما قيل أيضاً لتمامها وكمالها؛ لأنّ العرب يُسمُّون الناقة التامّة سورة، ورأي آخر يقول إنّ سبب التسمية مأخوذ من الإحاطة والجمع لآياتها.[٩]


الخلاصة: تنوعت آراء العلماء في كيفية تسمية سور القرآن الكريم إلى عدة آراء، كما تعرض المقال أيضاً إلى ذكر الكيفية التي تم بناء عليها ترتيب سور القرآن الكريم، وإلى سبب تسمية سور القرآن الكريم بهذا الاسم.


المراجع

  1. فهد الرومي، كتاب دراسات في علوم القرآن، صفحة 106. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت محمد أبو شهبة، كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم، صفحة 320. بتصرّف.
  3. ^ أ ب فهد الرومي، كتاب دراسات في علوم القرآن، صفحة 117. بتصرّف.
  4. أحمد حسن فرحات، كتاب مناسبات الآيات والسور، صفحة 53. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة القرآنية المتخصصة، صفحة 224-227. بتصرّف.
  6. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:804، حديث صحيح.
  7. سورة هود، آية:13
  8. سليمان اللاحم، اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب، صفحة 206. بتصرّف.
  9. عبد العزيز الراجحي، شرح تفسير ابن كثير، صفحة 5. بتصرّف.
3954 مشاهدة
للأعلى للسفل
×