كيف تنتقل الكوليرا

كتابة:
كيف تنتقل الكوليرا

ما هي الكوليرا؟

مرض الكوليرا Cholera مرض مُعدٍ حاد تُسببه عدوى بالبكتيريا السالبة لصبغة الجرام من نوع ضمة الكوليرا Vibrio cholerae، تنتقل عن طريق الماء الملوث، وتسبب إسهالًا مائيًا شديدًا وقد يترافق مع القيء، مما يؤدي إلى جفاف الجسم الذي قد يكون مهدد للحياة في كثيرٍ من الأحيان.

وقد تفشّى مرض الكوليرا في السنوات الماضية وسبب الوفاة لآلاف الأشخاص، فما هي طرق انتقال الكوليرا؟ وكيف يُمكن تشخيصه وعلاجه؟[١]


كيف تنتقل الكوليرا؟

إنّ السبب الرئيسي للإصابة بمرض الكوليرا، تناول طعام أو شراب ملوث ببكتيريا الكوليرا، وغالبًا ما يكون السبب تلوث الماء أو الطعام ببراز وفضلات شخصٍ مصاب بالكوليرا، بسبب قلة النظافة أو التلوث بمياه الصرف الصحي[٢].

وعمومًا قد لا تسبب الإصابة بالكوليرا ظهور أعراض عند جميع المصابين، ومع ذلك فالبكتيريا موجودة في الجسم، وتُطرح عبر البراز، ويمكن أن تتلوث مصادر المياه والطعام بها، وتتضمن أبرز طرق نقل الكوليرا:[٣]

  • الخضروات والفواكه النيئة: فتناول الخضروات والفواكه النيئة غير المقشّرة مصدر العدوى في المناطق الموبوءة، كما يمكن أن يسبب تلوث مياه الري بمياه الصرف الصحي إلى نقل البكتيريا إلى الخضروات والفواكه.
  • المأكولات البحرية: يمكن أن يسبب تناول الأسماك خاصة القشرية النيئة أو غير المطبوخة جيدًا إلى الإصابة بالكوليرا.
  • مياه الآبار الملوثة: وهو من أبرز طرق نقل الكوليرا التي تؤدي إلى تفشي الوباء على نطاقٍ واسع، وغالبًا ما يؤدي العيش بالمناطق المزدحمة ذات المرافق الصحية السيئة إلى رفع خطر نقل الكوليرا بالمياه الملوثة.


كيف تُشخَّص الكوليرا؟

يعتمد الطبيب في تشخيص الإصابة بالكوليرا على الأعراض الظاهرة على المصاب، وخاصة الإسهال الذي يتميز بكونه مائي الشديد، ولتأكيد التشخيص، يُجرى فحص البراز ومن خلاله يُكشف عن وجود البكتيريا تحت المجهر الإلكتروني، كما تُفحص عينة البراز وتُعزل البكتيريا من العينة وتُزرع، وتُجرى فحوصات محددة.[٤]

ما الآلية التي يحدث بها مرض الكوليرا؟

تتميز بكتيريا الكوليرا بامتلاكها أسواط تساعدها على الحركة، فبعد وصولها إلى الأمعاء الدقيقة في الجهاز الهضمي تبدأ بالتحرك للوصول إلى جدران الأمعاء، فتبدأ البكتيريا بالتكاثر السريع وإنشاء مستعمرات بكتيرية، كما تقوم بإفراز سم يسمى toxin-coregulated pilus الذي يرتبط مع مستقبلات الغانغليوسايد في الخلايا مما يؤدي إلى زيادة مستويات أحادي فوسفات الادينوزين الحلقي ( cAMP).

نتيجة لكل هذه التغيرات تزيد الأمعاء من إفراز الكلورايد والصوديوم والبوتاسيوم والكربونات إلى داخل تجويف الأمعاء، وخروج هذه المركبات والجزيئات يؤدي إلى سحب الماء من داخل خلايا الأمعاء إلى داخل التجويف مما يؤدي إلى الإسهال.[٥]


أين تنتشر الكوليرا؟

عمومًا تنتشر الكوليرا في المناطق التي تعاني من سوء المرافق الصحية وأنظمة الصرف الصحي، كما أنّ مرض الكوليرا ينتشر في المناطق الموبوءة بسبب الزلال والفيضانات وغيرها، ومن النادر أن تنتشر في المناطق التي تتوفر فيها أنظمة صرف صحي جيدة، ومياه معقمة؛ لأنَّ الكوليرا تنتقل عن طريف المياه والطعام الملوثة بالبراز المحتوى على البكتيريا.

عمومًا تنتشر الكوليرا في العديد من المناطق حول العالم، مثل؛ آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والهند وبعض دول الشرق الأوسط، ويعدُّ انتشارها نادرًا في الدول المتقدمة.[٦]


أعراض مرض الكوليرا

في معظم الحالات قد لا تسبب الإصابة بالكوليرا أي أعراض خطيرة، إنما تتراوح شدة الأعراض بين الخفيفة إلى المتوسطة، ويعاني المصاب من الإسهال الذي توصف شدته بأنّها متوسطة إلى خفيفة، وفي نفس الوقت تظهر أعراض شديدة على مصاب واحد من بين كل عشرة مصابين، خلال يومين إلى ثلاثة أيام، وأبرز هذه الأعراض:[٧]

  • الإسهال الذي غالبًا ما يكون مفاجئًا.
  • الشعور بالغثيان.
  • القيء.
  • الجفاف الذي تتراوح شدته بين المتوسط إلى الشديد، ويسبب الجفاف العديد من الأعراض أبرزها:
    • التعب العام في الجسم.
    • جفاف الفم والشعور بالعطش الشديد.
    • انخفاض كمية البول خلال اليوم.
    • عدم انتظام ضربات القلب.
    • انخفاض ضغط الدم.
    • المزاجية الحادة.
    • تقشر الجلد.
    • العيون الغائرة.
    • تقلصات وانقباضات العضلات الشديد.
  • أعراض الكوليرا على الأطفال تتضمن بالإضافة للأعراض السابقة؛ النعاس الشديد، والحمى، والغيبوبة، والتشنجات العضلية.


ما فترة حضانة مرض الكوليرا؟

فترة الحضانة هي الوقت الزمني اللازم لظهور الأعراض بعد دخول البكتيريا إلى الجسم، وعمومًا تختلف فترة حضانة مرض الكوليرا من شخصٍ لآخر، وتتراوح ما بين عدة ساعات إلى خمسة أيام، وبمتوسط من يومين إلى ثلاثة أيام، ويجب التنويه إلى ضرورة التدخل الطبي السريع عندما تكون فترة الحضانة قصيرة وتتراوح ما بين 6-12 ساعة.[١]


ما أنواع الكوليرا؟

يوجد أنواع مختلفة أو مجموعات مصلية عدّة من بكتيريا الكوليرا، ومن ضمن أنواع الكوليرا جميعها، نوعان منها فقط إذا أنتجا السموم سيُسببان وباء الكوليرا، وباقي الأنواع تسبب أعراضًا أقل شدة ومنخفضة الخطورة.

تتضمن أنواع الكوليرا التي تسبب وباء الكوليرا؛ المجموعة المصلية كوليرا O1، والمجموعة المصلية كوليرا O139 والتي تنتشر في آسيا، وأنواع بكتيريا الكوليرا التي لا تسبب وباء الكوليرا تندرج جميعها تحت المجموعة المصلية كوليرا غير O1 وغير O139 Non-O1 and non-O139 Vibrio cholerae، وتعدُّ هذه المجموعة من المجموعات الضخمة المنتشرة من الكوليرا.[٨]


علاج الكوليرا

يجب الخضوع للعلاج فورًا وخاصة في الحالات الشديدة؛ فالتأخر في العلاج قد يُسبب الوفاة، ويتضمن العلاج:[٣]

  • تعويض السوائل المفقودة: دون تعويض السوائل التي فقدها الجسم بسبب الكوليرا يموت ما يقارب نصف المصابين، في حين تنخفض نسبة الوفاة إلى 1% عند تعويض السوائل، ويُعالج الجفاف إمّا بتعويض السوائل بمحلول يؤخذ عبر الفم بالحالات البسيطة إلى المتوسطة، أو بالمحاليل الوريدية في الحالات الشديدة.
  • العلاج بالمضادات الحيوية: وتساعد المضادات الحيوية على الحدِّ من الإسهال، وبالتالي تخفيف أعراض الإصابة، ولكن لا يعدُّ الخضوع للعلاج بالمضادات الحيوية ضروري للمصابين بالكوليرا.
  • مكملات الزنك الغذائية: إذ تُساعد في الحدِّ من الإسهال، خاصة عند الأطفال.


المراجع

  1. ^ أ ب "Cholera", www.medicinenet.com, Retrieved 23-07-2020. Edited.
  2. "Everything you need to know about cholera", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-07-2020. Edited.
  3. ^ أ ب "Cholera", www.mayoclinic.org, Retrieved 23-07-2020. Edited.
  4. "Cholera"، orpha، Retrieved 23-07-2020. Edited.
  5. "Cholera", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 23-07-2020. Edited.
  6. "Cholera", kidshealth.org, Retrieved 23-07-2020. Edited.
  7. "Cholera", www.healthline.com, Retrieved 23-07-2020. Edited.
  8. "Cholera - Vibrio cholerae infection", www.cdc.gov, Retrieved 23-07-2020. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×