كيف عالج الإسلام قضية العادة السرية

كتابة:
كيف عالج الإسلام قضية العادة السرية

مفهوم العادة السرية

العادة السرية مصطلح مرادف لكلمة استمناء، والاستمناء مصدر الفعل استمنى، ومعناه: إخراج المني بغير جماع، كإخراجه باليد أو النظر أو التفكير أو غير ذلك، والاستمناء موجب للاغتسال، وللاستمناء آثار متعددة على العبادات في الشريعة الإسلامية، فقد يبطل الاستمناء العبادة، فالاستمناء يبطل الصوم سواء كان ذلك أثناء صيام شهر رمضان أو أثناء صيام التطوع، وكذلك الاستمناء باليد يُبطل الاعتكاف عند جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، والاستمناء باليد يفسد الحج عند المالكية، وعليه القضاء والهدي حتى ولو كان ناسيًا،[١] أما عند الحنفية والشافعية والحنابلة على أنّ الاستمناء باليد لا يفسد الحج، لكن يجب عليه ذبح الدم؛ لأنه بمثابة المباشرة فيما دون الفرج.[٢]

حكم العادة السرية

قد يتسائل البعض عن حكم العادة السرية، والجواب على ذلك أنّ العادة السرية مُحرمة في الإسلام، والدليل على ذلك قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}،[٣] فقد حصر الله -تعالى- الاستمتاع بالزوجة، وقد وصف سبحانه الاستمتاع بغير هذه الطريقة بالاعتداء، ولفظ الاعتداء لا يمكن أنّ يشير إلّا على التحريم، ويستدل أيضًا على تحريم العادة السرية الحديث المروي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ"،[٤] فقد حثّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على الزواج، وبيّن أنّ من لا يستطيع الزواج فعليه بالصوم؛ لأنه بمثابة الوقاية من الفتن والوقوع في الحرام، ولو كان الاستمناء جائزًا لبيّنه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ولما حث الشباب على الصوم بدلًا من الاستمناء، كما أكد أهل الاختصاص من الأطباء مدى ضرر العادة السرية وما تسببه من أمراض وأضرار صحية، ومعلومٌ في الإسلام أنّ ما يثبت ضرره يكونُ محرمًا.[٥]

كيف عالج الإسلام قضية العادة السرية

بعد الحديث عن حكم العادة السرية، من الجدير الحديث عن كيفية العلاج من العادة السرية وما سُبل الوقاية منها، ففي البداية لا بُدّ من أنّ يكون المرءُ صادقًا وعازمًا على ترك هذه العادة، وعليه أنّ يقوي علاقته بالله تعالى، وأول ذلك الالتزام بالصلوات الخمس في أوقاتها، فالصلاة تدفع العبد إلى مراقبة الله -تعالى- واجتناب المحرمات، فقد قال سبحانه: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}،[٦] وكذلك يجب الحرص على الدعاء في كل يوم، وكذلك المحافظة على أذكار الصباح والمساء، والحرص على اختيار الصحبة الصالحة التي تُذكر بالله تعالى، وكذلك لا بُدّ من أنّ يُشغل المرء نفسه على الدوام في الأمور النافعة في دنياه وآخرته، فلا تكون هنالك أوقات فراغ في حياته، وكذلك على العبد أنّ يُكثر من الصيام ويلتزم بغض البصر، ويحرص على الزواج عند تمكنه من ذلك.[٧]

المراجع

  1. "أَثَرُ الاِسْتِمْنَاءِ فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-03. بتصرّف.
  2. "استمناء"، al-maktaba.org، 2020-05-17، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-17. بتصرّف.
  3. سورة المؤمنون، آية:5-7
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1400، حديث صحيح.
  5. "حكم العادة السرية"، aliftaa.jo، 2020-05-17، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-17. بتصرّف.
  6. سورة العنكبوت، آية:45
  7. "الانتصار على العادة السرية وسائل عملية للوقاية والعلاج منها"، www.saaid.net، 2020-05-17، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-17. بتصرّف.
4457 مشاهدة
للأعلى للسفل
×