محتويات
كيف عذب الله قوم عاد؟
سبب عذاب قوم عاد
كان قوم عاد أوّل من أعاد عبادة الأصنام بعد قوم نوحٍ -عليه السلام-؛ فصنعوها وعبدوها من دون الله -تعالى-، وبالرغم ممّا آتاهم الله تعالى من قوَّةٍ في الجسم، والخيرات والنعم التي وظّفوها في المجال الزراعي والصناعيّ والعمراني، إلّا أنّهم فسدوا في الأرض، وطغوا وبطشوا فيها؛ فأرسل الله -تعالى- فيهم نبيّه هود -عليه السلام-، ودعاهم إلى الإيمان بالله -تعالى- وحده، وترك ما هم عليه من الفساد، قال الله تعالى في قوم عاد: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ).[١][٢]
عذاب قوم عاد
رغم محاولات هود -عليه السّلام- في دعوة قومه إلى توحيد الله -تعالى- وترك ما هم عليه من عبادة الأصنام، والفساد والعدوان، إلّا أنهّم أبوا واستكبروا، واستهزؤوا به واتهموه بالكذب، قال الله تعالى: (وَإِلى عادٍ أَخاهُم هودًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ أَفَلا تَتَّقونَ* قالَ المَلَأُ الَّذينَ كَفَروا مِن قَومِهِ إِنّا لَنَراكَ في سَفاهَةٍ وَإِنّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الكاذِبينَ)،[٣] ولم يأبه قوم عاد بإنذار سيّدنا هود -عليه السّلام- وتحذيره من عذاب الله -تعالى-؛ فأرسل الله -تعالى- على عادٍ ريحًا شديدةً عاتيةً، دامت سبع ليالٍ وثمانية أيّام، أهلكتهم ودمّرت مساكنهم، ولم يستطيعوا أن يحتموا في مكانٍ من شدَّة الريح التي كانت تدخل عليهم بيوتهم ومساكنهم، وأصبحوا بعد هذه الرياح جثثًا هامدين بلا حراكٍ، قال الله تعالى في وصف ما حلّ بهم من عذاب وحالهم بعدها: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ* سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ* فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ).[٤][٥][٢]
قوم عاد ومساكنهم
قوم عادٍ هم أحد أقدم أقوام العرب البائدة، وكانوا يسكنون في الأحقاف كما جاء في قوله تعالى: (واذكر أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا الله إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)،[٦] والأحقاف مفردها حقف وهي الرّمال، والأحقاف تعني الرّمال المرتفعة عن الأرض، وقد تعدّدت روايات المؤرخين حول مكان الأحقاف، وأشهر الروايات أنّ الأحقاف التي سكنها عادٌ تقع في حضرموت جنوبيّ صحراء الربع الخالي، وكانت منطقةً ذات بساتين وأنعام وينابيع، وامتازت عن غيرها من القرى بالقصور الشّاهقة والأعمدة الضّخمة، وقد عاش قوم عاد فيها بترفٍ مطلقٍ، وكانوا معروفين بقوّتهم وبأسهم الشّديد.[٧][٨]
هود عليه السّلام
نبي الله هود بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح -عليهما السلام-، أرسله الله تعالى إلى قبيلة من القبائل العربيّة وهي قبيلة عاد ليدعوها إلى توحيد الله تعالى وعبادته، وقد حملت إحدى سور القرآن الكريم اسم سيّدنا هود، ومن المؤرّخين من قال إنّه أوّل نبيٍّ أرسله الله تعالى بعد نوحٍ -عليه السلام-، وحين لم يستجب قوم عاد لدعوته، وأصروا على الكفر؛ أرسل الله -تعالى- عليهم عذابًا، وأنجى نبيّه هود -عليه السلام- ومن آمن معه، قال الله تعالى: (وَلَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا هودًا وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَنَجَّيناهُم مِن عَذابٍ غَليظٍ).[٩][١٠]
المراجع
- ↑ سورة فصلت، آية:15
- ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 78-85. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:65-66
- ↑ سورة الحاقة، آية:6-8
- ↑ جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 69. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحقاف، آية:21
- ↑ عبد العزيز صالح، تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة، صفحة 137-138. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 56. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:58
- ↑ نشوان الحميري، ملوك حمير وأقيال اليمن وشرحها المسمى خلاصة السيرة الجامعة لعجائب الملوك التبابعة، صفحة 2. بتصرّف.