كيف مات قابيل

كتابة:
كيف مات قابيل

كيف مات قابيل

لم يرد في السيرة والأحاديث الصحيحة تفاصيل موت قابيل، أو كيف قتل قابيل أخاه هابيل، وكل ما ورد في ذلك بعض أخبار أهل الكتاب؛ عن الطريقة التي بها مات قابيل، لكن يجب التنويه على أنه كل ما يرد في أخبار أهل الكتاب من القصص لا نصدّقها ولا نكذّبها، وذلك لعدم ثبوت صحة كتبهم.[١]

وفي قصة موت قابيل بعد أن قتل أخاه هابيل، ورد بأنه فرّ هاربًا إلى بلاد اليمن، وقد عبد النار، وتناسل منه الأبناء وفعل هو ذريته المنكرات والفواحش، حتى أخذهم الطوفان في زمن نوح -عليه السلام-، هو وذريته الذين انحرفوا عن أمر الله -تعالى-، والله أعلم.[١]

قصة قابيل وهابيل

فيما يأتي بيان لقصة أبناء آدم، وقتل قابيل لهابيل:

رفض قابيل لأوامر أبيه

مما ورد حول حياة آدم -عليه السلام-، أن حواء زوجته كانت تلد في كل بطن أنثى وذكراً، وقد شُرع لهم زواج أنثى بطن ما من ذكر من بطن آخر للتكاثر، فاختلاف البطون بديل يقوم مقام اختلاف النسب.[٢]

فحين بلغ ابنا آدم؛ قابيل وهابيل سن الزواج، وقد كانت توأم قابيل جميلة، بينما كانت توأم هابيل أقل جمالًا؛ مما كانت عليه توأم قابيل، فأراد آدم -عليه السلام- تزويجهم كما هو في شريعته، فاحتج قابيل واعترض على والده بأنه أحق بأخته من هابيل، وأنه لا يقبل بالزواج من توأم هابيل.[٢]

تقديم القربان وقتل قابيل لهابيل

عرض آدم -عليه السلام- على ابنيه بأن يقربا قربانًا لله -تعالى-، والشخص الذي سيتزوج الأخت الجميلة هو الذي تقبل الله -تعالى- منه قربانه، وكان يعمل قابيل في رعي الحيوانات، بينما يعمل هابيل في الزروع، قال -تعالى-: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).[٣][٤]

فكان القربان بحسب عمل كل منهما، فنزلت نار من السماء فأخذت قربان هابيل، وفي هذا إشارة على تقبل الله -تعالى- قربان هابيل، فتأكد حق هابيل في الزواج من توأم قابيل، وأضمر قابيل الحقد في قلبه تجاه أخيه، فأقسم على أن يقتل أخاه هابيل.[٤]

ندم قابيل ودفنه لهابيل

أقدم قابيل على قتل أخيه جرّاء حقده عليه، قال -تعالى-: (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ)،[٥] وخسر نفسه حين فرط بروح أخيه، وتحيّر قابيل فيما يفعل بجثمان أخيه، فأرسل الله -تعالى- غرابًا ليعلمه كيفية الدفن، فحفر في الأرض، وقام بدفن غراب ميت فيه، فقلد قابيل الغراب ودفن أخاه تحت التراب.[٦]

وعلم قابيل عجزه عن مواراة جثمان أخيه مثلما فعل الغراب، قال -تعالى-: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ).[٧][٦]

المراجع

  1. ^ أ ب محمد علي الدرة، كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، صفحة 238. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين ، التفسير الوسيط، صفحة 1054. بتصرّف.
  3. سورة المائدة، آية:27
  4. ^ أ ب الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 152. بتصرّف.
  5. سورة المائدة، آية:30
  6. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، التفسير الوسيط، صفحة 1056. بتصرّف.
  7. سورة المائدة، آية:31
5099 مشاهدة
للأعلى للسفل
×