كيف نطبق الأمانة؟

كتابة:
كيف نطبق الأمانة؟

مفهوم الأمانة

هي كل حق لزم العبد أداؤه وحفظه، وقيل هي التعفف عما يتصرف الإنسان فيه من مال وغيره وما يوثق به عليه من الأعراض والحرم مع القدرة عليه، ورَدُّ ما يستودع إلى مودعه، وكل ما افترض على العباد فهو أمانة كصلاة وزكاة وصيام وأداء دين وأوكدها الودائع، وأوكد الودائع كتم الأسرار.[١]

كيف نطبق الأمانة؟

الأمانة على الدين

حفظ أمانة الدين تكون بالتصديق بأخباره ووعده ووعيده، والعمل بأوامره، والانتهاء عن مناهيه، والدعوة إليه، والموالاة فيه، والمعاداة من أجله،[٢] ومعنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (احفَظِ اللهَ يحفَظْك ، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك)،[٣] أي إن حفظ دين الله -تعالى- الذي هو أمانة الله، فيه حفظ لعباد الله -تعالى- الذين حفظوا دينه.[٢]

الأمانة على الرعية

تولي شؤون العباد مسؤولية عظيمة، فعلى من يحملها أن يكون أهلا لها، وعليه أن يعلم بأنها من أمور التكليف لا التشريف للإنسان والتي سيسأل عنها يوم القيامة، وسيحاسب بسببها أشد الحساب، قال -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛ فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ).[٤]

الأمانة على الأهل والزوج والولد

والأمانة على الأهل تكون كما يلي: 
  • الأمانة على الوالدين: بأن يبرهما ويحسن إليهما ليؤدي ما عليه من حق لهما في تربيته وحفظه صغيرا.
  • الأمانة بين الزوجين: ومن أداء الأمانة حفظ الحقوق الزوجية بين الزوجين، بحسن المعاشرة والتناصح والتعاون بينهما، وعلى الزوج أداء حقوق الزوجة التي أوجبها الله -تعالى- لها عليه من النفقة والكسوة والسكن والعلاج، وعلى الزوجة حفظ حقوق زوجها في غيبته وحضوره وحسن التبعل وحفظ أسرار الزوج وممتلكاته، والنصح له وطاعته في المعروف.[٢]
  • الأمانة على الولد: أن يختار له أم صالحة، واسما جميلا وأن ينفق عليه، وبأن يحسن تربيته وتأديبه وتعليمه لأمور دينه ودنياه، وبأن يعينه على بره ويحفظه من الضياع، جاء عن النبي -عليه السلام- أنه قال: (كَفَى بالمَرْءِ إثْمًا أَنْ يَحْبِسَ عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ).[٥]

الأمانة على المال

ومن الأمانة؛ العفة عما ليس للإنسان به حق من المال، وتأدية ما عليه من حق لذويه، وتأدية ما تحت يده منه لأصحاب الحق فيه، وتدخل في البيوع والديون والمواريث والودائع والرهون والعواري والوصايا وأنواع الولايات الكبرى والصغرى وغير ذلك،[٦]قال الله -تعالى-: (وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّـهَ رَبَّهُ).[٧]

الأمانة في الشهادة

إذا دُعي المسلم للشهاد فعليه أن يشهد دون تحريف أو زيادة أو نقصان قال -تعالى-: (وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ)،[٨] فشهادة الزور تضيع الحقوق وترفع الباطل على الحق، وهو أمر محرم شرعا لذا اقتضى على الشاهد أن يتحلى بالأمانة ليتجنب الوقوع في الحرام والظلم.

الأمانة في القضاء

القاضي مؤتمن على حقوق العباد وردِّ المظالم إلى أهلها، والاقتصاص من الظالم للمظلوم وإصدار الأحكام، لذلك كانت الأمانة أمرا واجبا وضروريا في عمله، قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا).[٩]

الأمانة في النصح والمشورة

فمن جاء يسأل النصح والمشورة في أمر ما، كان من الأمانة أن يُقدم له الرأي والنصيحة بوضوح وتجرد دون أن يكون هناك غاية أو مطمح أو أية مصلحة وراء ما يُقدم له من رأي.

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، موسوعة الأخلاق الإسلامية الدرر السنية، صفحة 82. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، مجلة جامعة أم القرى، صفحة 46. بتصرّف.
  3. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:160/1، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2409، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:996 ، صحيح.
  6. مجموعة من المؤلفين، موسوعة الاخلاق الإسلامية، صفحة 88. بتصرّف.
  7. سورة البقرة، آية:283
  8. سورة البقرة، آية:283
  9. سورة النساء، آية:58
7309 مشاهدة
للأعلى للسفل
×