كيف يتنفس الجنين في الرحم؟

كتابة:
كيف يتنفس الجنين في الرحم؟

هل تعرف كيف يتنفس الجنين في الرحم؟ مع أنه لا يستطيع استنشاق الهواء إلا أنه يتنفس بطرق وآليات معينة، فلنتعرف عليها في هذا المقال.

يحتاج الجنين أثناء تطوره في الرحم إلى الأكسجين ومنذ اللحظة الأولى في الحمل، ولكنه لن "يستنشق" الهواء إلا بعد الولادة، لذا فالجنين فعلياً لا يتنفس في الرحم، بل يقوم الحبل السري بتزويد الجنين باحتياجاته من الأكسجين حتى تتم عملية الولادة، إذ يستمر الحبل سري بتزويد الجنين بالأكسجين إلى أن يخرج إلى الدنيا سالماً معافى.

تبدأ عملية تطور الرئتين لدى الجنين في المراحل المبكرة من الحمل، ولكن لا يكتمل نمو الرئتين حتى الثلث الثالث من الحمل. إذ وتحديداً بين الأسابيع 24-36 من الحمل، تبدأ الحويصلات الهوائية بالتكون داخل الرئتين، وهي أكياس صغيرة لن يستطيع الطفل التقاط أي نفس قبل أن يكتمل نموها تماماً.

المرحلة الأولى: تنفس الجنين أثناء وجوده في الرحم

تلعب العديد من الأجهزة والأعضاء داخل جسم الأم والجنين دوراً فعالاً في الحفاظ على الجنين حياً معافى ويحصل على كفايته من الأكسجين، وهي:

1- الحبل السري

بعد مرور 5-6 أسابيع على الحمل، يتكون الحبل السري ويبدأ بتزويد الجنين بشكل مباشر بالأكسجين اللازم، ويتصل الحبل السري بالمشيمة، التي تتصل بدورها بالرحم. ويحتوي كل من الحبل السري والمشيمة على مجموعة من الأوعية الدموية التي تنشأ أثناء فترة الحمل مزودة الجنين بدم غني بالأكسجين اللازم لنموه.

عندما تتنفس الأم، يدخل الأكسجين إلى مجرى الدم لديها، لينتقل عبر دمها إلى جنينها، كما يتخلص الجنين من ثاني أكسيد الكربون عبر دم الأم، إذ ينتقل ثاني أكسيد الكربون إلى الدم الموجود في المشيمة ليواصل طريقه إلى دم الأم ويخرج مع زفيرها.

ومن الجدير بالذكر أن الفضلات الخارجة من الجنين والغذاء والعناصر التي يزودها به جسم الأم لينمو لا تتقاطع طرقها، فكل منها يسلك أوعية دموية مختلفة في الحبل السري.

2- تطور الرئتين عند الجنين

في العادة، يكتمل تطور رئتي الجنين في الفترة بين 35-36 أسبوع من الحمل، ولكن وفي بعض الحالات قد يختلف الأمر من جنين لآخر. وفي حالات الولادة المبكرة والأطفال الخدج، قد يستعمل الأطباء الستيرويدات لتحسين فرص نجاة الطفل بعد خروجه من الرحم.

وحتى بعد اكتمل تطور رئتي الطفل، لن يستطيع الجنين التنفس حتى تتم الولادة ويخرج من رحم الأم.

أثناء تواجد الطفل في الرحم، يكون محاطاً بالسائل الأمينوسي، كما تمتلئ رئتا الجنين بهذا السائل كذلك. وفي الثلث الأخير من الحمل يبدأ الجنين بتجربة أخذ أنفاسه، ولكن هذا الأمر يجعل الرئتين تمتلئان بالمزيد من السائل الأمينوسي، وهو أمر طبيعي لا خطورة فيه أبداً على الجنين.

وفي حال كانت هناك مشكلة في المشيمة أو الحبل السري، فلن يستطيع الجنين التنفس أو الحصول على كفايته من الأكسجين، فهذه هي مصادره الوحيدة "ليتنفس" في هذه المرحلة، وبالتالي قد يتسبب هذا الأمر بعيوب خلقية لدى الجنين وإصابات محتملة في الدماغ، أو حتى موت الجنين في الرحم.

المرحلة الثانية: تنفس الجنين أثناء الولادة وبعدها

قد يولد الجنين بحبل سري ملفوف حول رقبته، وهي مسألة تعتبر إلى حد ما شائعة، وقد تحدث في ما نسبته 12-37% من المواليد، وغالباً لا تسبب أي مشاكل تذكر، فحتى في هذه الحالة، يكون الحبل السري لا زال يقوم بوظيفته مزوداً الجنين بما يحتاج إليه، وتسمى حالة التفاف الحبل السري حول رقبة المولود بحالة الحبل القفوي (Nuchal cord).

 وفي حال كان الحبل السري ملتفاً بقوة حول عنق الجنين، فإن كمية الأكسجين في الحبل السري قد تكون محدودة.

عند ولادة الطفل، سوف تستقبل حواس الجنين مجموعة كبيرة من المتغيرات في محيطه تحفزه على أخذ نفسه الأول، مثل: تغير في درجة الحرارة، غياب السائل الأمينوسي، التعرض المباشر للهواء.

في بعض الأحيان، قد يخرج الطفل فضلاته للمرة الأولى أثناء الولادة، وقبل الخروج من الرحم، وهنا يسمى هذا النوع من الفضلات بالبراز الأولي (Meconium)، وقد يستنشق الجنين جزءاً من هذه الفضلات خطأً، الأمر الذي قد يجعله يواجه مصاعب عند محاولته التقاط أنفاسه بشكل طبيعي بعد الولادة، فيقوم الأطباء بمحاولة تدارك ما حدث عبر شفط الفضلات التي استنشقها الطفل وتزويده بالأكسجين اللازم.

كيف تؤثر الولادة في الماء على تنفس الجنين؟

نظراً لأن ولادة الطفل في الماء يجعل البيئة التي يخرج إليها الجنين لا تختلف كثيراً عن بيئة الرحم، فإنها لن تؤثر سلباً على تنفس الطفل، خاصة وأن الطفل يستمر بأخذ حاجته من الأكسجين من الحبل السري إلى أن يتم قطعه، ولكن أشارت بعض التقارير إلى أن ترك الجنين في الماء لفترة طويلة بعد الولادة قد يلحق به ضرراً كبيراً، لذا يجب توخي الحذر.

كما قد تخفف الولادة في الماء من آلام الولادة، وتزيد من استرخاء وهدوء الأم.

مشاكل في تنفس الجنين بعد الولادة

عندما لا يحصل الطفل على كفايته من الأكسجين مباشرة بعد ولادته -في حالة تسمى طبياً بنقص التأكسج (Hypoxia) يحرم فيها دماغ الطفل وجسمه من الأكسجين الضروري-، قد يتسبب هذا بمجموعة من الأضرار للجنين قد تصل الموت. وأسباب هذه الحالة الطبية كثيرة، منها:

  • مشاكل في الحبل السري، مثل وجود عيب في الحبل السري أو خلل في الأوعية الدموية المتواجدة فيه.
  • عدم تموضع الجنين بشكل صحيح في الرحم.
  • عسر الولادة بسبب الكتف، وهو أمر يحصل عندما تعلق كتفا الجنين في الداخل أثناء الولادة مؤخرة بذلك خروج الجنين لفترة بعد أن يكون رأسه قد خرج بنجاح.
  • النزيف الشديد أثناء الحمل أو الولادة.
4455 مشاهدة
للأعلى للسفل
×