كيف يمكن الحمل

كتابة:

ما قبل الحمل

الإباضة هي العملية التي تطلق فيها البويضة الناضجة من المبيض إلى قناة فالوب، والأيام الستة للخصوبة مهمة؛ لأنّ إخصاب البويضة يحدث بعد 12-24 ساعة من إطلاقها من المبيض فقط، بالإضافة إلى ذلك تبقى الحيوانات المنوية حية داخل جهاز التناسلي للأنثى بعد ممارسة الجنس لمدة خمسة أيام إذا كانت الظروف مناسبة، وتزداد الفرصة في حدوث الحمل عندما تكون الحيوانات المنوية موجودة في قناة فالوب، لذا فإن الأيام الستة للخصوبة -الأيا التي تزداد فيها فرصة حدوث الحمل- هي الخمسة أيام التي تسبق الإباضة ويوم الإباضة.

إنّ متوسط عدد أيام الدورة الشهرية هو 28 يومًا، وتحدث الإباضة في اليوم الرابع عشر قبل موعد الحيض التالي المثتوقَع، لكن لدى معظم النساء تحدث الإباضة في الأيام الأربعة قبل منتصف الدورة الشهرية أو الأيام الأربعة بعد منتصف الدورة الشهرية، وتتسبب الإباضة في ظهور بعض الأعراض على المرأة التي قد تساعدها على تحديد موعدها، ومنها: تغيُّر طبيعة إفرازات المهبل، فقبل الإباضة قد تلاحظ المرأة تغيرًا في إفرازات المهبل؛ مثل: زيادة إفرازات المهبل الصافية والرطبة، وقلة سماكتها، وبعد الإباضة مباشرة يزداد سمك إفرازات المهبل وتصبح غائمة غير صافية، بالإضافة إلى التغير في درجة حرارة الجسم، إذ تزداد درجة حرارة الجسم القاعدية -حرارة الجسم بوضع الراحة- ببطء أثناء الإباضة، وباستخدام ميزان حرارة مصمم خصيصًا لقياس درجة حرارة الجسم القاعدية يمكن قياس درجة حرارة الجسم ، ويجب أخذ درجة حرارة الجسم صباحًا قبل النهوض من السرير وتسجيل درجات الحرارة، إذ يكون الجسم أكثر خصوبة خلال يوم أو يومين قبل ارتفاع درجة الحرارة، كما يمكن اللجوء إلى استخدام جهاز فحص الإباضة الذي يمكن الحصول عليه دون وصفة طبية، وهو جهاز يقيس التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم نتيجة الإباضة عن طريق البول، مما يساعد في تحديد الوقت المحتمل للإباضة.[١]


كيفية حدوث الحمل

يحدث الحمل عندما يسبح حيوان منوي من الرجل خلال المهبل إلى رحم المرأة أثناء الجماع، ثم يخصب هذا الحيوان المنوي البويضة في قناة فالوب، ثم تتنتقَل هذه البويضة في حال إخصابها من قناة فالوب إلى الرحم، ومع استمرار حركة البويضة المخصبة في قناة فالوب تُقسّم لتكوّن خليتين ثم أربعة خلايا، ويزيد انقسام الخلايا مع مرور الوقت، وبعد أسبوع من تخصيب الحيوان المنوي للبويضة تُنقَل البويضة المخصبة للرحم، وتصبح كتلة متنامية تتألف مما يقارب 100 خلية تسمى كيس الأريمية.

يزرع كيس الأريمية في بطانة الرحم وتسمى هذه العملية الزرع، وتسبب هذه العملية إطلاق هرمونَي الأستروجين والبروجيستيرون المساعدان على زيادة سمك بطانة الرحم، مما يوفر العناصر الغذائية التي يحتاجها كيس الأريمية لينمو إلى طفل في النهاية، بينما تستمر الخلايا في الانقسام فإنّ بعض هذه الخلايا تتطور لتصبح جنينًا وبعضها يشكل المشيمة التي تزود الطفل بالغذاء والأكسجين، ثم تطلق المشيمة هرمونات تشير إلى نمو الطفل داخل الرحم، كما تعطي هذه الهرمونات الإشارة إلى الرحم ليحافظ على بطانته بدلًا من أن يتخلص منها في شكل حيض، وهذا يعني عدم نزول الحيض في ذلك الشهر وهي أول علامة من علامات الحمل،[٢] ويستمر في المتوسط لمدة أربعين أسبوعًا.[٣]


هرمونات الحمل

الهرمونات هي مواد كيميائية تنتشر في دم كل من الرجل والمرأة، وتحمل هذه الهرمونات الرسائل إلى أجزاء الجسم المختلفة، وتنظم أنشطة معينة، وتتسبب في حدوث تغيرات معينة في الجسم، وتتحكم هذه الهرمونات الأنثوية التي تشمل الأستروجين والبروجيسترون بالعديد من أحداث الدورة الشهرية للمرأة؛ مثل: إطلاق البويضة من المبيض، وسماكة بطانة الرحم.

أثناء الحمل تتغير مستويات الهرمونات في الجسم، وبمجرد حدوث الحمل تزداد نسبة هرمونَي الأستروجين والبروجيستيرون في الدم، مما يسبب زيادة سمك بطانة الرحم، وزيادة التروية الدموية للرحم، بالإضافة إلى زيادة استرخاء عضلات الرحم لتوفير مساحة كافية للطفل المتنامي، وتؤثر في زيادة مستوى الهرمونات على المرأة إذ قد تسبب لها تقلبات المزاج، وسهولة البكاء أو الغضب، ولمدة من الوقت تشعر المرأة أنها قادرة على التحكم بعواطفها، لكن عادةً ما تقل هذه الأعراض بعد مضي الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.[٤]


أعراض الحمل

هناك بعض الأعراض التي يظهر بعضها قبل إجراء فحص الحمل، بينما يظهر بعضها بعد أسابيع عند تغير مستويات الهرمونات في الجسم، ومن أهم هذه الأعراض ما يلي:[٣]

  • تأخر الدورة الشهرية، فهي من أوائل الأعراض التي قد تدل على الحمل وأكثرها وضوحًا، لكنها ليست بالضرورة أن تدلّ على الحمل خاصة إذا كانت الدورة الشهرية للمرأة غير منتظمة، فهناك العديد من الحالات التي قد تؤخر الدورة الشهرية، وللتأكد من الحمل يجب إجراء فحص الحمل.
  • صداع الرأس، صداع الرأس هو أحد الأعراض الشائعة في الحمل، ويكون بسبب تغير مستويات الهرمونات وزيادة حجم الدم.
  • النزيف، بعض النساء قد تعانين من النزيف الخفيف، الذي قد يكون علامة مبكرة على الحمل، نتيجة الزرع ويحدث بعد أسبوع إلى أسبوعين من الإخصاب، وقد يشير في بعض الحالات إلى حدوث مضاعفات خطيرة للحمل؛ مثل: الإجهاض، أو الحمل خارج الرحم، أو المشيمة المنزاحة.
  • زيادة الوزن، من المتوقع أن يزيد وزن الحامل ما بين 0.5 إلى 1.8 كيلوغرام في الأشهر القليلة الأولى من الحمل، ثم تصبح زيادة الوزن أكثر وضوحًا في بداية الثلث الثاني من الحمل.
  • ارتفاع الضغط الناجم عن الحمل، يحدث أحيانًا في الحمل، وقد يزيد من خطر الإصابة به إذا كانت هناك بعض العوامل التي أهمها: التدخين، وزيادة الوزن والسمنة، ووجود تاريخ سابق أو تاريخ عائلي لارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل.
  • حرقة في المعدة، حرقة المعدة قد تؤدي الهرمونات التي تفرز خلال الحمل إلى ارتخاء الصمام الموجود بين المريء والمعدة، وهذا يؤدي إلى حدوث حرقة المعدة.
  • الإمساك، إذ إنّ التغيرات الهرمونية في مرحلة الحمل تبطئ من حركة جهاز الهضم، وهذا قد يؤدي إلى الإمساك.
  • التشنجات في الرحم، عندما تبدأ عضلات الرحم بالتمدد والتوسع نتيجة الحمل فقد تحدث تشنجات تشبه تشنجات الحيض، لكن إذا كانت مصحوبة بنزيف فقد تشير إلى إجهاض أو حمل خارج الرحم.
  • ألم في الظهر، نتيجة التغيرات الهرمونية، والضغط على العضلات الذي قد يكون بسبب زيادة الوزن، والضغط على مركز الثقل.
  • فقر الدم، تزيد احتمالية إصابة النساء الحوامل بفقر الدم، مما يؤدي إلى ظهور أعراض؛ مثل: الدوار.
  • الاكتئاب، تعاني حوالي 14 إلى 23% من النساء الحوامل بالاكتئاب خلال الحمل بسبب التغييرات البيولوجية والعاطفية التي تصيبها.
  • الأرق، هو من أهم الأعراض الشائعة خلال الحمل بسبب الإجهاد والتعب والتغيرات الهرمونية، لكن قد يساعد اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة عادات النوم الجيدة، وممارسة تمارين اليوغا على النوم بشكل أفضل.
  • تغييرات في الثدي، هي من أولى العلامات التي تدل على الحمل، فقد تشعر السيدة الحامل بألم، أو انتفاخ، أو ثقل عام، وقد تصبح الحلمات أكبر، وأكثر حساسية، وأغمق.
  • حب الشباب، بسبب زيادة هرمونات الاندروجين كثير من النساء يظهر عليهن حب الشباب في وقت مبكر من الحمل، لكنّ حب الشباب أثناء الحمل عادة ما يكون مؤقتًا وينتهي بعد ولادة الطفل.
  • التقيؤ أو ما يسمى غثيان الصباح، الذي يُعدّ أحد الأعراض الشائعة جدًا خلال الأشهر الأربعة الأولى، وقد يكون أول علامة على أنّ هناك حمل، الذي يكون بسبب التغيرات الهرمونية،[٣] ويمكن التخفيف منه أو علاجه عن طريق تناول الأطعمة الغنية بالبروتين والمنتجات التي تحتوي على الزنجبيل، وكذلك تناول الجرعة المخصصة من فيتامين ب 6، والإكثار من شرب السوائل، وعدم النهوض بشكل مفاجئ من الفراش.[٥]


نصائح لزيادة الخصوبة

لزيادة الخصوبة وزيادة فرص حدوث الحمل يمكن اتباع الخطوات البسيطة التالية:[١]

  • ممارسة الجنس بانتظام، تحدث أعلى معدلات للحمل لدى الأزواج الذين يمارسون الجنس كل يوم أو كل يومين، وفي حال عد إمكانية ذلك يُمارس الجنس في محيط وقت الإباضة، إذا كانت ممارسة الجنس كل يوم غير ممكنة، يمارس الجنس كل يومين إلى ثلاثة أيام في أسبوع الإباضة، إذ تضمن هذه الطريقة ممارسة الجنس عندما يكون الجسم خصبًا وتوجد إباضة.
  • الحفاظ على الوزن الطبيعي، حيث النساء اللواتي تعانين من زيادة الوزن أو نقصان الوزن تتعرضن بشكل أكبر للإصابة باضطرابات الإباضة.

تجرى استشارة الطبيب في خصوص تخطيط ما قبل الحمل، إذ يقيم الطبيب صحة المرأة العامة، وقد يساعدها في تحديد التغيرات التي قد تحسّن من فرص حدوث الحمل، كما يوصي الطبيب بتناول حمض الفوليك قبل الحمل بأشهر قليلة للتقليل من خطر إصابة الجنين بتشقق العمود الفقري، وغيرها من تشوهات الأنبوب العصبي.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (2-11-2016), "Getting pregnant"، mayoclinic, Retrieved 30-5-2019. Edited.
  2. "Pregnancy: Ovulation, Conception & Getting Pregnant", clevelandclinic, Retrieved 30-5-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What Do You Want to Know About Pregnancy?", healthline, Retrieved 20-6-2019. Edited.
  4. "Trying to get pregnant", nhs, Retrieved 30-5-2019. Edited.
  5. "7 Common Discomforts Of Pregnancy", americanpregnancy, Retrieved 30-6-2019. Edited.
3683 مشاهدة
للأعلى للسفل
×