كيف يمكن تمييز مصدر الألم الصدر أم الظهر؟

كتابة:
كيف يمكن تمييز مصدر الألم الصدر أم الظهر؟

آلام الصدر والظهر

لا بد أن الجميع واجه الشعور بآلام مزعجة في منطقتي الصدر والظهر، لا سيّما آلام الظهر التي تحدث لأسباب عديدة، كالتعب الجسدي والإرهاق، والتعرّض لحوادث، أو تحريك عضلات الظهر حركة سريعة بطريقة خاطئة، ولكن قد يشعر البعض في بعض الأحيان بآلام شديدة في الصدر، وقد تمتد إلى الظهر، أو بآلام لا يستطيع تمييز بأنها في الصدر أو الظهر، فما سبب الشعور بهذه الآلام؟ وهل هي بسيطة، أم أنّها تدل على وجود مشكلة صحية خطيرة؟ وكيف يمكن التعامل مع مثل هذه الحالات؟ جميع هذه الأسئلة سيتم الإجابة عنها في هذا المقال.[١][٢]


كيف أميز مصدر الألم؛ الصدر أم الظهر؟

عادةً ما يكون من الصعب تميز مصدر الألم، هل هو الصدر أو الظهر، فغالبًا ما يبدأ هذا النوع من الألم في منطقة الصدر ليمتد حتى يصل أعلى الظهر؛ وذلك بسبب تقارب منطقتي الصدر والظهر من بعضهما البعض، واشتراكهما بمجموعة من الأضلاع التي تساعد على حماية نفس الأعضاء الداخلية الحيوية، وقد يبدأ هذا الألم تدريجيًا ويزداد سوءًا على مدى فترة طويلة من الزمن، أو يمكن أن يبدأ فجأةً دون أي أعراض سابقة، كما يمكن أن يظهر دون أي تفسير أو بعد التعرّض للإصابة، وعادةً ما يكون هذا الألم أكثر حدّة في جانب واحد من العمود الفقري، ولكن يمكن الشعور به في كلا الجانبين في بعض الحالات.

وغالبًا ما يتزامن ألم الصدر مع ألم الظهر، إذ لا يستطيع المصاب تمييز مكان الألم، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ ألم الصدر الذي يمتد إلى الجزء العلوي من الظهر يمكن أن يكون مثيرًا للقلق؛ إذ إنّه قد يشمل الأعضاء الحيوية المتواجدة في تلك المنطقة، مثل القلب، فيمكن أن يكون هذا الألم دلالة على الإصابة بنوبة قلبية، وهي من الحالات الصحية الخطيرة والطارئة، والتي تستدعي تدخلًا طبيًا فوريًا.[٣][٢]


ما هي الأعراض التي ترافق الألم الذي يمتد من الصدر باتجاه الظهر؟

غالبًا ما يُعاني الأشخاص المصابون بآلام الصدر التي تمتد إلى أعلى الظهر والصدر من واحد أو أكثر من الأعراض التالية:[٣]

  • ألم خفيف في الصدر وأعلى الظهر، وغالبًا ما يكون هذا الألم من جانب واحد فقط، وقد يمتد إلى منطقة الكتف.
  • ألم حارق أو حاد أو شبيه بالكهرباء، وقد يتفاقم مع الحركة.
  • انتشار الألم على طول الضلع من أعلى الظهر إلى منطقة الصدر.
  • تصلّب الكتف والصدر، مع الجزء العلوي من الظهر؛ نتيجةً للألم وتيبس العضلات، وغالبًا ما يُؤثر ذلك في قدرة المصاب على أداء المهام الأساسية، مثل ارتداء الملابس أو القيادة.
  • الشعور بوخز أو خدر على طول الضلع الممتد من الصدر إلى أعلى الظهر، كما يمكن أن يمتد هذا الشعور ليشمل أضلاعًا أخرى أو أجزاء أخرى من الصدر أو الظهر.
  • الشعور بضغط أو امتلاء، وعدم راحة في منطقة الصدر بدلًا من الألم.
  • تفاقم الألم أثناء التنفس، أو الشعور بصعوبة التنفس.
  • انتشار الألم إلى الرقبة أو الذراع، والذي يمكن أن يتراوح في شدّته من خفيف إلى حاد.

وتجدر الإشارة هنا، إلى أن بعض الأعراض المذكوره أعلاه قد تدل على الإصابة بحالة طبية خطيرة تحتاج إلى الرعاية الطبية الفورية، لذلك يجب دائمًا استشارة الطبيب لمعرفة سبب هذا الألم والحصول على العلاج المناسب.


ما هي أسباب الألم الذي يمتد من الصدر باتجاه الظهر؟

يوجد مجموعة واسعة من الأسباب والحالات المرضية التي قد تتسبّب بآلام الصدر التي تمتد إلى أعلى الظهر، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:[٤][٢]

  • الشدّ العضلي: تُستخدم عدّة عضلات في الصدر وأعلى الظهر معًا أثناء أداء العديد من الأنشطة، مثل التجديف، ورفع الأثقال، وطلاء الجدران، وغيرها، ومن الممكن أن تتعرّض هذه العضلات للإجهاد؛ نتيجةً للإفراط في الاستخدام، أو رفع شيء ثقيل جدًا، مسببة لآلام وشدّ في منطقتي الصدر والظهر.
  • داء الفقار الصدري (Thoracic spondylosis): وهي مجموعة من الحالات المرضية التي تُصيب عظام القفص الصدري، مثل حالات التهاب المفاصل الصدري التنكسي (Thoracic osteoarthritis)، ومرض القرص التنكسي الصدري (Thoracic degenerative disc disease)، وحالات اهتراء وتمزق العمود الفقري الصدري، وهذه الحالات غالبًا ما تُصيب كبار السن، نتيجةً لضعف العمود الفقري الذي يحدث مع تقدم العمر، وجميع هذه الحالات تتسبّب بانتشار الألم من العمود الفقري في الجزء العلوي من الظهر على طول الضلع إلى الصدر.
  • متلازمة انزلاق الضلع (Slipping rib syndrome): تتمثّل هذه الحالة بإزاحة الضلع من موضع اتصاله بالعمود الفقري عند المفاصل الضلعية في الجزء العلوي من الظهر، والتي قد تحدث نتيجةً للتعرّض للاصطدام أو السقوط، وغالبًا ما تتسبّب هذه الحالة بآلامًا حادة وحارقة تنتشر على طول مسار الضلع من العمود الفقري إلى الجزء العلوي من البطن أو الصدر.
  • أمراض القلب: يمكن أن يحدث ألم الصدر والظهر نتيجةً للإصابة بأمراض القلب المتنوعة، بما في ذلك:
    • النوبة القلبية: تحدث النوبة القلبية عندما يتوقف تدفق الدم إلى أنسجة القلب نتيجةً لتجلّط الدم، أو تراكم الترسبات على جدران الشرايين، مما يتسبّب بالشعور بألم في الصدر، والذي يمكن أنّ ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، كالظهر والكتفين والرقبة.
    • الذبحة الصدرية: تحدث هذه الحالة عند عدم حصول أنسجة القلب على كمياتٍ كافيةٍ من الدم؛ نتيجةً لتراكم الترسبات على جدران الشرايين التاجية، وغالبًا ما تتسبّب الذبحة الصدرية بألم في الصدر ينتشر إلى الظهر والكتفين والرقبة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الذبحة الصدرية يمكن أن تكون علامة تحذيرية على التعرّض لخطر متزايد للإصابة بنوبة قلبية.
    • التهاب التامور: التامور هو الغشاء المملوء بالسوائل الذي يحيط بالقلب، وقد يتعرّض للإصابة بالاتهابات التي غالبًا ما تنتج عن الحالات الالتهابية المتنوعة في الجسم، وأمراض المناعة الذاتية، كما يمكن أن يحدث بعد الإصابة بنوبة قلبية، أو بعد جراحة القلب، ويتسبّب التهاب التامور بشعور مؤلم في الصدر ويمتد إلى الظهر والكتف الأيسر والرقبة، ويحدث هذا الألم بسبب احتكاك أنسجة القلب بغشاء التامور الملتهب.
  • أمراض الرئة: قد تسبب بعض أمراض الرئة ألمًا في أعلى الصدر والظهر، بما في ذلك:
    • التهاب بطانات غشاء الجنب في الرئتين وجدار الصدر (Pleurisy).
    • سرطان الرئة.
  • حالات أخرى: يوجد العديد من الحالات المتنوعة التي تسبّب آلام الصدر والظهر، بما في ذلك:
    • حرقة المعدة: وهي الحموضة والشعور الحارق الذي يبدأ في الصدر وقد يمتد إلى الظهر؛ نتيجةً لارتداد حمض المعدة إلى المريء.
    • القرحة الهضمية: وهي التقرحات والجروح التي يمكن أن تتواجد في بطانة المعدة، أو الأمعاء الدقيقة، أو المريء، والتي تتسبّب بألم في البطن، وحرقة في الصدر، وقد ينتشر الألم إلى الظهر.
    • حصوات المرارة: غالبًا ما يكون الألم الناجم عن حصوات المرارة في الجانب الأيمن من الجذع، وقد ينتشر إلى الظهر والكتفين.
    • التهاب البنكرياس: يحدث التهاب البنكرياس عندما تنشط الإنزيمات الهضمية في البنكرياس، مما يتسبّب بتهيجه والتهابه، مسببًا لآلام في البطن، ولكن يمكن أن ينتشر أيضًا إلى الصدر والظهر.


متى يجب زيارة الطبيب؟

يمكن أن تكون الآلام التي تبدأ في منطقة الصدر وتمتد لتصل إلى أعلى الظهر دلالة على الإصابة بالجلطات القلبية، لذلك يُنصح بطلب الرعاية الصحية الفورية في حال الشعور بهذه الآلام مع الأعراض التالية:[٥][٢]

  • الشعور بألم مفاجئ أو غير مبرر في الصدر، أو انتشار هذا الألم إلى أجزاء أخرى من الجسم، كالذراع أو الفك أو الرقبة.
  • الشعور بألم أو ضغط في الصدر.
  • تفاقم الألم، وعدم استجابته لمسكنات الألم.
  • صعوبة وضيق في التنفس.
  • التعب الجسدي العام، والإعياء.
  • الشعور بالدوار أو الدوخة.
  • التعرّق الشديد.
  • الغثيان.

كما تجدر الإشارة إلى أن هذا الألم قد يدل على بعض الحالات الصحية التي تحتاج إلى زيارة الطبيب، ولكن ليس زيارة فورية، لذلك يُفضل دائمًا زيارة الطبيب عند الشعور بألم في منطقة الصدر يمتد إلى الظهر مجهول السبب، وذلك للوقوف على الأسباب والحصول على العلاج المناسب، خاصةً إذا كان هذا الألم مستمرًا ولا يستجيب لمسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، أو إذا كان يؤثر في قدرة الشخص على القيام بالأنشطة اليومية.[٢]


المراجع

  1. "When Should I Call My Doctor About Back Pain?", webmd, Retrieved 2020-10-30. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "14 Causes of Chest and Back Pain", healthline, Retrieved 2020-10-30. Edited.
  3. ^ أ ب "Understanding Upper Back and Chest Pain", spine-health, Retrieved 2020-10-30. Edited.
  4. Kirk Whetstone, MD (2019-10-14), "What Causes Upper Back and Chest Pain?", spine-health, Retrieved 2020-11-02. Edited.
  5. "https://www.medicalnewstoday.com/articles/chest-and-back-pain", medicalnewstoday, Retrieved 2020-10-30. Edited.
4445 مشاهدة
للأعلى للسفل
×