محتويات
فتح الأوعية اللمفاوية بالمساج
يضمّ الجهاز اللمفاوي في جسم الإنسان شبكة من الأعضاء والأنسجة والأوعية التي تعمل بعضها مع بعض لإعادة السائل اللمفي إلى الجهاز الدوراني، وتكمن مهمَّة هذا الجهاز في حماية الجسم من الأجسام الغريبة التي تغزوه، فهو جزء من النِّظام المناعي، ويساعد في امتصاص الدهون من القناه الهضميَّة، وإزالة الفضلات والخلايا غير الطبيعيَّة من السائل اللمفي، والمحافظة على ثبات مستويات السائل في الجسم، إذ يستخدم الجهاز اللمفاوي السليم والنشِط حركة العضلات الملساء الطبيعيَّة لأداء وظائفه، وفي حال تعرُّضه للانسداد أو المرض أو العدوى فإنَّ هذا قد يؤثر في مهماته الأساسيَّة في الجسم.[١][٢]
وأحيانًا تتسبَّب الجراحة أو الأمراض أو غيرهما من الأمور التي تُعرِّضه للتلف في حدوث تراكم للسائل داخل الجهاز اللمفاوي والعُقد اللمفاوية، وقد يقترح الطبيب حينها عمل مساج لتصريف السائل اللمفي، ويُستثنَى من هذا الإجراء الأشخاص الذين لديهم تاريخ للإصابة بالجلطة الدماغيَّة، أو الخثرات الدمويَّة، وفشل القلب الاحتقاني، ومشاكل الكلى والكبد، والذين يُعانون من العدوى، لكنْ يبقى من المنطقي التساؤل عن كيفيَّة ممارسة المساج لفتح الأوعية اللمفاوية، وهذا محور الحديث في هذا المقال.[١][٢]
كيفية فتح الأوعية اللمفاوية بالمساج
يُلجَأ إلى اختصاصي مدرَّب ومُحترف لإجراء المساج اللمفاوي أو تعلُّم أساسيَّات تقنيات التصريف اللمفي في المنزل، وفي كلتا الحالتين على الفرد استشارة الطبيب في ممارسة هذه التقنية،[٣] وعمومًا يجب أنْ يمرّ الشخص بمرحلتين أثناء عمل مساج يساعد في تصريف السائل من الأوعية اللمفاويَّة؛ وهما مرحلة التصفية (Clearing) ومرحلة إعادة الامتصاص (Reabsorption)، فالهدف من التصفية أو الترشيح عمل فراغ في مناطق معينة بواسطة الضغط الخفيف، فتبدو المنطقة مهيئة لاستقبال مزيد من السائل، وتُنفّذ طريقة التصفية في الجزء الداخلي من المرفق أو العقد اللمفية الإبطية التي توجد تحت الذراع والعقد اللمفية فوق الترقوة، ويوصى بعمل المساج في كلا جانبي الجسم وعدم التركيز على الجزء المصاب بالاستسقاء اللمفاوي فقط.[٢]
طريقة التصفية
توجد ثلاثة مراحل رئيسة لتنفيذ هذه الطريقة، وتبدأ المرحلة الأولى في منطقة فوق الترقوة، ثم منطقة تحت الذراع، وأخيرًا الجزء الداخلي من المرفق، مع الأخذ بعين الاعتبار استخدام الضغط الخفيف جدًّا الذي يكفي لتحريك سطح الجلد فقط. ولتصفية منطقة الترقوة يجب اتِّباع ما يأتي:[٢]
- الاستلقاء على سطح مستوٍ ومريح.
- وضع الذراعين على الصدر مع ارتكاز اليدين تحت عظم الترقوة مباشرة.
- رفع المرفقين ببطء، وينجم من ذلك ضغط كافٍ يُحضّر المنطقة لتصريف السائل اللمفاوي.
أمَّا لتصفية منطقة تحت الذراع فيوصى باتِّباع ما يأتي:[٢]
- وضع اليد فوق الرأس.
- استخدام الذراع الأخرى لتدليك منطقة الإبط من الأعلى لأسفل بضغط خفيف يكفي لتحريك سطح الجلد.
وفي الخطوة الأخيرة المتمثلة في تصفية منطقة الجزء الداخلي من المرفق، ويوصى باتباع ما يأتي:[٢]
- وضع الذراع جانبًا مستقيمة على جانب الجسم.
- استخدام الأصابع لليد الأخرى لسحب الجلد داخل المرفق ببطء شديد.
المساج اللمفاوي على الساقين
قد يستدعي الأمر عمل مساج لمفاوي في الساقين بهدف فتح الأوعية اللمفاوية، والسَّماح بانتقال الكمية الفائضة من السائل إلى العقد اللمفاوية الموجوده في منطقة أصل الفخذ، مع ضرورة البدء بالتدليك اللمفي في الجزء العلوي من الجسم قبل الانتقال للساقين، وإنهاء الخطوات الثلاثة السابقة في التصفية، وتحضير الأجزاء العلويَّة، وبهذا تؤكّد جاهزية النظام لتصريف السائل. ولتنفيذ المساج اللمفاوي في الساقين يوصَى باتباع ما يأتي:[٢]
- البدء بالمساج في الساقين في أبعد منطقة عن الجزء الذي يُعاني المشكلة، فعلى سبيل المثال، إذا كان التورُّم للكاحل يبدأ التدليك في الجزء العلوي من الساق.
- وضع إحدى اليدين في الجزء الداخلي من الفخذ المقابل لليد بالقرب من منطقة أصل الفخذ، ووضع اليد الأخرى على الأرداف.[٣]
- شدّ الجلد بلطف عن طريق تحريك اليد على الجلد الموجود في الجزء الداخلي من الفخذ، وتنفّذ الحركة باتجاه الخارج والأعلى.[٣]
- الانتقال إلى الأسفل وتكرار الحركات ذاتها حتى الوصول إلى الركبة.[٣]
- عند الوصول إلى الركبة يشدّ الجلد للأعلى باليد الأخرى باتجاه الإبط، وتُكرَّر الحركات 10-15 مرة.[٢]
ولإكمال طريقة مساج الجزء السفلي من الساقين يستدعي الأمر تطبيق خطوة إعادة الامتصاص للركبة والموضحة في جزء طريقة إعادة الامتصاص في ما يأتي.
طريقة إعادة الامتصاص
تُعدّ خطوة إعادة الامتصاص الجزء الثاني من التدليك اللمفاوي، ولفعل ذلك يوصى باتباع ما يأتي:[٢]
- البدء بالجزء المصاب الأبعد على جذع الجسم؛ كالبدء بأطراف أصابع اليد في حال الإصابة بالتورم اللمفاوي أو الاستسقاء اللمفاوي في اليد أو الذراع أو الكتفين.
- استخدام حركة لطيفة والقليل من الضغط الذي يكفي فقط لتحريك سطح الجلد، وهنا يبدأ المساج من طرف أصابع اليد، وينتقل إلى اليد، وبعدها إلى المرفق ثم إلى الكتف.
أمَّا لتطبيق إعادة الامتصاص في الساقين تُنفّذ حركة الدفع في منطقة خلف الركبة وفق ما يأتي:[٢][٣]
- وضع كلتا اليدين خلف الركبتين.
- دفع الجزء الخلفي من الركبتين بحركة دائرية للأعلى وتكرَّر بين 10-15 مرة.
بعد الانتهاء من إعادة الامتصاص تصبح الركبة جاهزة لاستقبال السائل من الجزء السفلي في الساق؛ لذا يُتابَع تدليك الجزء السفلي من الساقين وفق ما يأتي:[٢][٣]
- الانتقال مباشرة إلى الجزء تحت الركبة.
- وضع إحدى اليدين على الجزء العلوي من قصبة الساق، والأخرى على بطة الرجل.
- شدّ الجلد بلطف بحركة مستمرة للأعلى.
- الاستمرار على هذه الحركة والنزول نحو الكاحل ومقدمة القدم، فيبدو التمسيد دائمًا نحو الأعلى.
- استخدام الإبهام والسبابة لتدليك أصابع القدمين وتوجيه السائل من أصابع القدم نحو القدم نفسها.
ما فوائد مساج التصريف اللمفاوي؟
ربما كانت لهذه الطريقة فوائد علاجية للمصابين بعدد من الأمراض، ويُذكَر منها ما يأتي:[٤]
- الوذمة اللمفية أو الاستسقاء اللمفي (Lymphedema): بيَّن تقرير نشرته قاعدة بيانات كوكرين لعام 2015 أنَّ طريقة التصريف اللمفي اليدوية آمنة للأشخاص الذين يعانون من الوذمة اللمفيَّة، وقد تحقّق فائدة إضافية لاستخدام الضمادات الضاغطة بهدف تقليل التورم، خاصةً في حالات النِّساء اللواتي يعانين من التورم اللمفي الخفيف إلى المتوسط بعد الخضوع لجراحة سرطان الثدي، وتشير أبحاث أخرى إلى أنَّ التصريف اللمفاوي قد يبدو مشابهًا لتأثير ضمادات الضغط أو التمرين.
- جراحات العظام وإصاباتها: قد يساعد مساج تصريف اللمف في تخفيف الألم لدى بعض الأفراد بعد الخضوع لجراحة استبدال مفصل الركبة، لكنْ لم يلحظ أيّ تأثير في التورم أو غيرها من المشكلات.
- الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia): وجدت الدراسات أنَّ طريقة مساج التصريف اللمفي فعَّالة في تخفيف الأعراض، وتحسين نوعية الحياة للمصابين بالألم العضلي الليفي،[٤] فقد توصلت دراسة نُشِرت عام 2015 م إلى أنَّ المساج اللمفي قد يبدو أكثر فاعليَّة من مساج النسيج الضام في تخفيف أعراض التيبس والاكتئاب لدى الأفراد الذين يعانون من الألم العضلي الليفي.[٥]
- مشكلات أخرى: قد يستخدم التصريف اللمفي في حالة الأشخاص الذين يعانون من التصلب المجموعي ( Systemic sclerosis)، أو القصور الوريدي المزمن، أو التورم والإعياء الذي تعاني منه النساء في سنّ اليأس،[٤] وقد يفيد أيضًا في حالات التوتر، والتهاب المفاصل، ونوبات الشقيقة، ومشكلات الهضم، والأرق.[٣]
هل مساج التصريف اللمفاوي علاج فعّال؟
قد تساعد طريقة مساج التصريف اللمفاوي في تخفيف التورم، حتى وإنْ لم تبدُ فعَّالة في ذلك، فهي لا تسبِّب تفاقم التورم، لكنْ يجب على الأشخاص الذين يعانون من الاستسقاء الليمفاوي الاستمرار في استخدام الجوارب الضاغطة لمنع حدوث الانتفاخ، ولتعزيز عمل الجهاز اللمفاوي في تخلُّصِه من الفضلات يجب على الفرد اتِّباع النصائح الموضَّحة في ما يأتي:[٣]
- الحرص على ممارسة النشاط الجسدي والرياضة.
- الحدّ من تناول الأطعمة المُعالَجة.
- شرب كميات كافية من الماء.
- تناول الخضروات والفواكه.
المراجع
- ^ أ ب "Lymphatic System", clevelandclinic, Retrieved 16-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز Elea Carey , "How to Perform Lymphatic Drainage Massage"، healthline, Retrieved 16-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د Jamie Eske (22-2-2019), "How to perform a lymphatic drainage massage"، medicalnewstoday, Retrieved 16-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Cathy Wong , "The Benefits of Lymphatic Drainage"، verywellhealth, Retrieved 16-7-2020. Edited.
- ↑ "Effectiveness of different styles of massage therapy in fibromyalgia: A systematic review and meta-analysis", sciencedirect, Retrieved 16-7-2020. Edited.