لبنان تغرق بالنفايات والخطر يهدد صحة المواطنين

كتابة:
لبنان تغرق بالنفايات والخطر يهدد صحة المواطنين

ان مشكلة تكدس النفايات وتراكمها في لبنان يشكل تهديداً كبيراً على صحة المواطنين والبيئة، فما هو أصل هذه المشكلة وكيف تؤثر عليهم؟

كانت قد بأدت مشكلة النفايات في لبنان منذ سنوات عديدة، نظرا لارتفاع تكاليف التخلص من النفايات في مدينة بيروت ومناطق جبل لبنان، ولعدم تحمل مطمر الناعمة لمزيد من النفايات، أعلن أهالي المنطقة احتجاجهم على هذا المطمر وما يسببه من مشاكل بيئية وصحية على المواطنين هناك ليتم إغلاقه.

وعلق وزير الصحة العامة اللبناني وائل أبو فاعور في بيان نشر على موقع وزارة الصحة اللبنانية أمس على المشكلة المتفاقمة قائلاً: "أما وقد كشفت النفايات عرينا وضحالتنا وقد بات لبنان، بلد الإشعاع، يغرق بالنفايات، وبانتظار الحلول التي كان من المتوقع أن تكون في الأيام الماضية لكنها استعصت حتى اللحظة يبدو أن لا مناص من التوجه نحو البحر بما أن الأرض ضاقت بنا وبنفاياتنا، وإزاء الأخطار الصحية نتيجة تراكم أكوام النفايات في الشوارع اللبنانية". 

وناشد أبو فاعور المواطنين لاتباع بعض الإرشادات الهامة إلى حين التوصل إلى حل "نهائي أو مؤقت" للمشكلة، وتمثلت في:

  • الامتناع بشكل قطعي عن حرق النفايات، حيث يسبب ذلك انبعاث غازات خطيرة وسامة من شأنها أن تسبب الإصابة بالسرطانات المختلفة، بالإضافة إلى وجود خطر من انفجار مواد خطرة مصنعة موجودة بين أكوام النفايات، لذا تعتبر عملية حرق النفايات كما أشار أبو فاعور أشد خطورة من تكدسها بالشوارع.
  • تجنب رش المبيدات الحشرية بشكل عشوائي وغير منظم، فهو غير فعال بهذه الحالة، وقد يهدد البيئة بشكل كبير في حال تم رشها بعد حرص النفايات.
  • حث أبو فاعور على رش النفايات بالكلس وليس المبيدات الحشرية، فهو يعمل على قتل الحشرات وبعض القوارض.
  • الامتناع عن بعثرة النفايات في الشوارع والطرقات قدر المستطاع، لعدم مواجهة كارثة صحية محتملة.

نفايات متراكمة وتداعياتها الصحية 

نقوم يومياً بتجميع العديد من النفايات سواء في المنزل أو في أماكن العمل، لذا تتكون هذه النفايات من بواقي الطعام والعلب البلاستيكية والملابس والأوراق وغيرهم الكثير. بالتالي تراكم كل هذه النفايات من دون وجود طرق إدارة صحيحة لها تؤثر بشكل سلبي على الصحة والبيئة، فكيف يتم ذلك؟

  • ان القيام بطم النفايات بشكل عشوائي وبدون رقابة وتحضير لازم يرفع من خطر الإصابة بعديد من الأمراض الصحية مثل أمراض القلب والأمراض التنفسية والجلدية المختلفة والصداع وحتى الغثيان والشعور المستمر بالتعب.
  • في حين أن حرق النفايات العشوائي يتسبب في انبعاث العديد من الغازات السامة في الجو، وبالتالي رفع خطر الإصابة بالعديد من أمراض الجهاز التنفسي وحتى السرطان.
  • كما ان تكدس النفايات وتجمعها يشكل بيئة خصبة لنمو الحشرات والقوارض وتكاثرها، مما يشكل تهديداً كبيراً على الحصة من خلال نقل هذه الحشرات والقوارض الأمراض المختلفة والخطيرة إلى الانسان. 

وسنركز هنا على أثر الحشرات والقوارض التي تنتج عن تكدس النفايات على صحة الإنسان: 

  • القوارض: يتسبب وجود القوارض في تدمير الممتلكات ونشر الأمراض وحصولها على مصادر الطعام الخاصة بالإنسان. ومن أهم الأمراض التي تنقلها وتنشرها هذه القوارض بين التجمعات البشرية:

1- الطاعون
2- التيفوس المتوطن (Endemic typhus)
3- داء البريميات (leptospirosis)
4- وقس ريكتسي rickettsialpox

  • الصراصير: تتواجد الصراصير بشكل عام في معظم المنازل والأماكن، إلى أن تواجدها يزداد بشكل ملحوظ في الأماكن التي تعاني من شح في النظافة والتي تتكدس فيها النفايات. وتعمل هذه الصراصير على زيادة الحساسية لدى الإنسان بالإضافة إلى تحفيز أعراض الربو بالإضافة إلى حملها عدد كبير من أنواع البكتيريا.
  • البراغيث: وتعتبر البراغيث كائنات حية ناقلة للأمراض العديدة، كما تشكل وسيطاً للكلاب وبعض أنواع الحشرات المختلفة، لتقوم بدورها بنقل الأمراض إلى الإنسان.
  • الذباب: إن ظهور الذباب بشكل لافت يدل على الافتقار إلى النظافة، ولتواجدها بمقربة من الإنسان يرتفع خطر نقلها لعديد من الأمراض له، حيث أن كل ذبابة بإمكانها حمل ما يزيد عن مليون بكتيريا في جسدها. 
  • البعوض: ينتشر البعوض بكثرة في فصل الصيف ويتكاثر، وبالأخص في المناطق التي تكثر فيها المسطحات المائية، وينقل البعوض العديد من الأمراض الخطيرة مثل الملاريا والحمى الصفراء، ومرض لايم وحمى النيل الغربي

وفي الملخص، تكدس هذه النفايات يعد مشكلة بيئية وصحية كثيرة، حيث أنه يسهل انتقال الأمراض المعدية بين المواطنين، ويلوث الجو والهواء والماء، واضعاً حياتهم بخطر الإصابة بالعديد من الأمراض قد تصل إلى انجاب مواليد ذوي وزن منخفض أو مصابين بتشوهات مختلفة، بالإضافة إلى ارتفاع خطر الوفاة!

 

1910 مشاهدة
للأعلى للسفل
×