السور المكية
يُقسمُ القرآن الكريم إلى مجموعةٍ من السور المكيّة ومجموعةٍ من السور المدنية، والسور المكية هي التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، قبل الهجرة إلى المدينة وتأسيس دولة الإسلام في المدينة المنورة، وتركِّزُ السور المكية على الحديث عن الجنة والنار، والآخرة والعذاب والثواب وقصص الأنبياء، وتعدُّ سورة النجم من السور المكية، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول تعريف سورة النجم والإجابة عن سؤال: لماذا أقسم الله بالنجم. [١]
تعريف سورة النجم
قبلَ معرفة الإجابة عن سؤال: لماذا أقسم الله بالنجم سيُشار بشكل وجيزٍ إلى تعريف سورة النجم، فهي من السور المكية في القرآن الكريم نزلَتْ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة قبل الهجرة، عدد آياتها 62 آية في كل منها معجزة من المعجزات التي تحدَّى بها الله تعالى عباده، رقم ترتيبها في المصحف الشريف 53، وقد سُمِّيَت بسورة النجم لأنَّ الله افتتحها بالقسَم بالنجم، قال تعالى: {والنجم إذا هوى} [٢]، تتحدَّث هذه السورة عن صدق الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأنَّه هداية للناس أجمعين وحقيقة الوحي وقصة الإسراء والمعراج، وتتناول مسألة الإيمان بالوحي، كما تقوم بإظهار الفرق بين الرسالات السماوية وتُشير إلى من هلكَ من الأقوام السالفة، وتتحدث عن عبادة الأوثان في الجاهلية وفساد هذه العقيدة، وتمدحُ الذين يجتنبون الكبائر وتعاتب المُعْرِضين عن الصدقات وتبيِّنُ جزاء أعمال الناس يوم القيامة، كما تقيم الحجة على وجود الله تعالى، حيثُ تركِّز على ثلاثة محاور رئيسة تناولتها معظم السور المكية وهي: الوحي والوحدانية والآخرة، وفي نهاية السورة تأمر البشر بالانقياد والخضوع لأمر الله تعالى، قال تعالى: {فَاسْجُدُواْ للهِ وَاعْبُدُواْ} [٣]. [٤]
لماذا أقسم الله بالنجم
تعدُّ سورة النجم أوَّل سورة قرأها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جَهْرًا في الحرم المكي وكفار قريش يستمعون إليه، أمّا لماذا أقسم الله بالنجم فقد ذكر المفسرون كثيرًا من الأقوال في تفسير هذه الآية، فالله تعالى يُقسم بكلِّ آيةٍ من آياته المعجزة، والتي تحمل في طيَّاتها كثير من المعاني الخفيَّة والحقائق العلمية والكونيّة المعجزة في الكون، والتي لم يصل البشر إلى حقيقتها إلَّا في العصور الحديثة بعد الكشوفات العلمية والتقنيات الحديثة التي مكَّنت الإنسان من التأكد من هذه الحقائق بعد مئات السنين من ذكر الله تعالى لها في كتابه العزيز.
وقد أقسم الله تعالى بالنجم تعظيمًا لهذا المخلوق، وحتّى يلفتَ انتباه البشر له، فيتأملوه ويتأملوا خلقَه فيقودهم ذلك إلى معرفة الله تعالى وقدرته وعظمته ويكون من معجزات الله الخالدة وهذا هو جواب لماذا أقسم الله بالنجم، يقول ابن السعدي في تفسيره: لقد أقسم الله تعالى بالنجم عند هويه أي أثناء سقوطه في الأفق آخر الليل أي عند إدبار الليل وإقبال النهار لأنَّ في ذلكَ آيةٌ عظيمة تدلُّ على صحة ما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنه وحيٌ إلهي، وقد أظهر العلم الحديث كيف أنَّ بعض النجوم تسقط أو تتهاوى في السماء بشكلٍ مختلف عن بقيّة النجوم وربما هذا هو النجم المقصود بقوله تعالى، والله تعالى أعلم. [٥]
المراجع
- ↑ سور مكية, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-2-2019، بتصرف
- ↑ {النجم: الآية 1}
- ↑ {النجم: الآية 62}
- ↑ كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم, ، "www.al-eman.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-2-2019، بتصرف
- ↑ تفسير والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم.., ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-2-2019، بتصرف