لماذا أمر الرسول بقتل الوزغ

كتابة:
لماذا أمر الرسول بقتل الوزغ

لماذا أمر الرسول بقتل الوزغ؟

يعدُ الوزغ من أنواع الحيوانات الزاحفة، وهو ما يسمى أبو بريص، وهو حيوان سام أبرص،[١] وأمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بقتله، وقد يتسائل البعض لماذا أمر الرسول - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ-بقتل الوزغ، فقيل لأنه كان ينفخ النار على النبي إبراهيم -عليه السلام- عندما أُلقيَ في النار، وذلك دليل على خبث هذا النوع من الحيوانات وفساده، وهو من الحيوانات ذات السموم المؤذية، التي تسبب الضرر للإنسان وتسبب له الأذى وقد رغّب الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بقتله.[٢]


ما هي صحة أحاديث قتل الوزغ؟

جاء في السنة النبوية أكثر من حديث عن الوزغ وما يأتي تخريج ما ورد من حديث الرسول عن الوزغ:

  • عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَمَرَ بقَتْلِ الوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا".[٣] أخرجه ابن حبان في صحيحه، برقم 5635، وهو حديث صحيح.
  • عن أم شريك -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أَمَرَ بقَتْلِ الوَزَغِ، وقالَ: كانَ يَنْفُخُ علَى إبْرَاهِيمَ عليه السَّلَامُ".[٤] أخرجه البخاري في صحيحه برقم 3359، وهو حديث صحيح.
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن قَتَلَ وزَغَةً في أوَّلِ ضَرْبَةٍ فَلَهُ كَذا وكَذا حَسَنَةً، ومَن قَتَلَها في الضَّرْبَةِ الثَّانِيَةِ فَلَهُ كَذا وكَذا حَسَنَةً، لِدُونِ الأُولَى، وإنْ قَتَلَها في الضَّرْبَةِ الثَّالِثَةِ فَلَهُ كَذا وكَذا حَسَنَةً، لِدُونِ الثَّانِيَةِ".[٥] أخرجه مسلم في صحيحه، برقم 2240، وهو حديث صحيح.
  • عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: أنَّها سُئلت عن رمحٍ موضوعةً في بيتها فقالت: "يا أمَّ المؤمنينَ ما تصنَعينَ بهذا ؟ قالت: نقتُلُ به الأوزاغَ فإنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخبَرنا أنَّ إبراهيمَ لمَّا أُلقي في النَّارِ لم يكُنْ في الأرضِ دابَّةٌ إلَّا أطفَأتِ النَّارَ عنه غيرَ الوَزَغِ فإنَّه كان ينفُخُ عليه فأمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقتلِه".[٦]أخرجه ابن حبان في صحيحه، برقم 5631، وهو حديث صحيح


قصة البرص وسيدنا إبراهيم

ماذا فعل البرص في حادثة حرق إبراهيم عليه السلام؟

لما خرجَ قوم إبراهيم - عليه السلام- في عيدٍ لهم ووضعوا قربانًا لأصنامهم، تمارض عندها نبي الله إبراهيم -عليه السلام- وأقسم ليكيدنَّ أصنامهم فحطّم الأصنام التي يعبدها قومه من دون الله تعالى، وجعلَ الفأس مُعلقةً في عنق كبير الأصنام ليخبرهم بأنّه هو من فعلها وليعلموا أن هذه الأصنام لا تنفعهم من دون الله.[٧]


ولما عرفوا ما فعله إبراهيم تآمروا عل قتله، وقاموا بحرقه في النار واختاروا ذلك ليشارك الجميع في قتله وفي إشعال النّار، فكانت جميع الكائنات تطفئ النار إلا الوزغ فقد كان ينفخ فيها؛ لتزداد اشتعالًا وهذا ما أكده النبي - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ - في أحاديثٍ عديدةٍ سبقَ ذكرها وجعل الله تعالى النار بردًا وسلامًا على خليله حيث قال تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ}.[٨][٧]


حيوانات أمر الرسول بقتلها

هل هناك حيوانات أمر رسول الله بقتلها غير الوزغ؟

وكما أمر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بقتل الوزغ أمر كذلك بقتل بعضِ الحيوانات لما فيها من ضرر للإنسان ومنها الحية والعقرب والكلب العقور والغراب والفأر وغيرها مما جاء تبيانه في السنة النبوية الشريفة، حيث روت أم المؤمنين عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ: الْحَيَّةُ، وَالْغُرَابُ الْأَبْقَعُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْحُدَيَّا"،[٩] وجاء الأمر بقتل الحية والعقرب فيما رواه أبو هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه- حيث قَالَ: "أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْأَسْوَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ: الْحَيَّةُ، وَالْعَقْرَبُ".[١٠][١١]


وجاء في شرح النووي لهذه الأحاديث أن الرسول - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ--أمر بقتل الوزغ للضرر العظيم اللذي تسببه للإنسان، حتى إن لم يؤثر في نفخه على النار إلا أنه يعد عدوًا للإنسان، وقال أيضًا: اتفقوا على أن الوزغ من الحشرات المؤذية، وأمر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقتله، وحث عليه لكونه من المؤذيات وسبب تكثيره الثواب في قتله بأول ضربة، ثم ما يليها، فالمقصود به الحث على المبالغة بقتله، والاعتناء به، وتحريض قاتله على أن يقتله بأول ضربة، فإنه إذا أراد أن يضربه ضربات، ربما انفلت وفات قتله". [١٢]


وأما سبب تسميته بالفويسق هو وباقي الحيوانات الخمس التي وردت في الحديث الشريف فأصلها من الفِسق أي خروج هذه الحيوانات عن المألوف، فهذه الحيوانات تختلف عن باقي نظائرها من الحيوانات والحشرات بأنّها أشدُّ ضّررًا منها، ولذلك فقد أمر رسول الله قتل هذه الفواسق سواءً كان الإنسان محرمًا أو محلًا.[١٢]


حكم قتل الحشرات المؤذية بالنار

هل يجوز قتل الحشرات المؤذية في النار؟

أباحت الشريعة الإسلامية قتل الحشرات التي تسبب الأذى للإنسان، لكن الشريعة بشكل عام أمرت بالإحسان في القتل وحرّمت القتل بالنار، فقد جاء في السنة النبوية ما ينهى عن ذلك حيث روى حمزة بن عمرو الأسلمي:نَّ رسولَ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- أمَّرَهُ علَى سَريَّةٍ قالَ: فخرجتُ فيها ، وقالَ : إن وجدتُمْ فُلانًا فأحرِقوهُ بالنَّارِ. فولَّيتُ فَناداني فرجعتُ إليهِ فقالَ : إن وجدتُمْ فُلانًا فاقتُلوهُ ولا تُحَرِّقوهُ ، فإنَّهُ لا يُعَذِّبُ بالنَّارِ إلَّا ربُّ النَّارِ"،[١٣] ومع أن الإسلام أباح قتل الحشرات المؤذية إلا أن قتلها بالنار يتنافى مع ما فرضه الإسلام وهو الإحسان بالقتل ويجوز قتلها بطريقةٍ غير ذلك.[١٤]

المراجع

  1. "تعريف و معنى وزغة في معجم المعاني الجامع"، almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
  2. ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 30. بتصرّف.
  3. رواه ابن حبان ، في صحيح ابن حبان، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:5635، حديث صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم شريك، الصفحة أو الرقم:3359، حديث صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2240، حديث صحيح.
  6. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أم المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم:5631، حديث صحيح.
  7. ^ أ ب محمد عزة دروزة، التفسير الحديث، صفحة 277. بتصرّف.
  8. سورة الأنبياء، آية:69
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1198، حديث صحيح.
  10. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:390، حديث حسن صحيح.
  11. محمد صالح المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 7178.
  12. ^ أ ب النووي، شرح النووي على مسلم، صفحة 237.
  13. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن حمزة بن عمرو الأسلمي، الصفحة أو الرقم:2673، حديث صحيح .
  14. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 777. بتصرّف.
5856 مشاهدة
للأعلى للسفل
×