لماذا تاتي الدورة الشهرية مرتين في الشهر

الدورة الشهرية الطبيعيّة

تُحسَب مدة الدورة الشهرية من أول يوم لنزول الطمث إلى اليوم الأول من نزول الطمث التالي، وقد تتراوح مدتها بين 21 و35 يومًا، ويستمر الطمث من يومين وحتى سبعة أيام، وتختلف طبيعة الطمث من فتاة لأخرى فتبدو خفيفة أو شديدة، كما تحدث الدورة الشهرية منتظمة لدى الفتاة أو لا تبدو كذلك، ويُمكن القول إنّ ما اعتادت عليه المرأة بصفته نمطًا لدورتها الشّهرية هو الطّبيعي، فبطبيعة الحال يوجد العديد من الأمور التي من شأنها إحداث خلل في انتظام الدورة الشهريّة، ومنها ما يبدو طبيعيًا ويزول وحده، ومنها ما يحتاج إلى علاج. ^[١]

هل تأتي الدورة الشهرية مرتين؟

نعم، إذ يتأخر موعد نزول الطمث عن موعده المتوقع، كما يتقدم أو حتى ينزل الطمث مرتين في الشهر، ففي حال كانت الفتاة من ذوات الدورة الشهرية القصيرة البالغة 24 يومًا فقط فسينزل الطمث في بداية هذه المرحلة ونهايتها، ويبدو بذلك قد حدث مرتين في الشهر ذاته، أمّا في حال لم تكن الدورة الشهرية المعتادة قصيرة وكان هذا الأمر خارجًا عن المألوف فينبغي البحث عن السبب الذي يقف وراء ذلك.^[٢]

لماذا تأتي الدورة الشهرية مرتين في الشهر؟

لا يُعدّ التغيّر في نمط الدورة الشهرية المألوف لمرّة كل مدة طويلة من الزمن أمرًا غير طبيعي، بينما إذا كانت الدورة الشهرية تأتي مرتين في الشهر بشكل متكرر؛ فهذا قد يشير إلى وجود مرض، وتُوضّح في ما يأتي بعض الأمراض والأمور التي ينجم منها حدوث الدورة الشهريّة لمرتين في الشهر:^[٣]

• تليّف الرحم: تتمثّل هذه المشكلة الصحيّة في ظهور نموّات غير سرطانيّة في الرحم تسبب النزيف إلى جانب مجموعة من العوارض تتمثل في الألم خلال الجماع، والألم أسفل الظهر، والتبوّل المتكرر، والشعور بوجود ضغط وامتلاء في منطقة الحوض، وتصاحب تليّف الرحم غزارة الدورة الشّهرية عند حدوثها، وقد لا يبدو السّبب الفعلي لظهور تليفات الرّحم مُحددًا، لكنّه شائع في عائلات معيّنة كما يؤثر التغيّر في مستوى الهرمونات عليها.
• اضطرابات الغدّة الدرقيّة: تعمل الغدّة الدرقيّة صغيرة الحجم الواقعة أمام الحلق مُنظّمًا لعمل الهرمونات في الجسم، ويساعد في التحكم ببعض الوظائف؛ مثل: عمليّات الأيض في الجسم ودرجة حرارته، وعدم انتظام الدورة الشهرية من المشكلات الشائعة المرافقة لمشكلات الغدّة الدرقيّة سواء قصورها أو فرط نشاطها، وتتضمن العوارض الأخرى المرافقة لقصور الغدّة الدرقيّة غزارة الدورة الشهرية والشعور الدائم بالتعب والإمساك والشعور الدائم بالبرد، وزيادة الوزن غير مبررة السبب وبطء ضربات القلب وانتفاخ الوجه وشحوب الجلد، بينما تتضمن العوارض التي ترافق فرط نشاط الغدّة الدرقيّة فقد الوزن غير المبرر، وتسارع نبضات القلب، وصعوبة النوم، والإسهال، والشعور الدائم بالحرّ، وجحوظ العينين، ويتطلب الشعور بأيٍّ من هذه العوارض إلى جانب عدم انتظام الدورة الشهرية مراجعة الطبيب لتلقّي العلاج المناسب.
• الوصول إلى سن ما قبل انقطاع الطمث: تعاني أغلب السيدات خلال السنوات العشرة التي تسبق انقطاع الطمث من عدم انتظام في الدورة الشهريّة؛ فقد تبدو دورتها الشهريّة أخفّ أو أشدّ، وربما تقصر المدة أو تطول بين الحيض والآخر، ويأتي الحيض مرة واحدة كل عدة أشهر، وتصل المرأة إلى مرحلة انقطاع الطمث التام في حال انقطع الحيض لديها لمدة اثني عشرَ شهرًا متتاليًا.
• بطانة الرحم المهاجرة: تتمثل هذه المشكلة في نموّ أنسجة مشابهة لأنسجة الرحم في مناطق أخرى من الجسم غير الرحم، ممّا يسبب عدم انتظام في الدورة الشهرية تصاحبه مجموعة من العوارض تتمثل في ألم البطن وتقلصات البطن المزمنة والمؤلمة.
• صغر السن: تُعدّ الدورة الشهرية غير المنتظمة أمرًا شائعًا في بدايات بلوغ الفتاة، مما يجعل الفتاة خلال بداية البلوغ تعاني من تكرار الدورة الشهريّة مرتين في الشهر ذاته؛ بسبب التقلبات الهرمونية الحاصلة خلال تلك المدة، ويعتقد الباحثون أنّ بداية ظهور الدورة لا تكون منتظمة، وتستغرق حوالي 6 سنين إلى أنّ تصبح منتظمة تمامًا.

علاج الحالات التي قد تسبب تكرار الدورة

يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء نزف الدم المتكرّر، لكن في حال كانت الدورات الشهرية قصيرة في طبيعة الحال أو كان الحيض جديدًا على الفتاة فلا تحتاج إلى علاج، أمّا إذا بدا السبب قصور الغدّة الدرقية فيصف الطبيب علاجًا هرمونيًا بديلًا من النقص الحاصل في هرمونات الغدّة الدّرقية يؤخذ عن طريق الفم، أمّا في حال الإصابة بفرط نشاط الغدّة الدرقية فتوجد عدّة علاجات لهذه المشكلة يختار الطبيب الأنسب منها، وفي حال الاقتراب من سن اليأس يصف الطبيب علاج مبديل من هرمون الإستروجين لتنظيم الدورة الشهريّة لحين انقطاعها تمامًا مع الوصول إلى سن اليأس، أمّا إذا كان السبب وجود ألياف في الرحم فتوجد عدّة علاجات مقترحة؛ ومنها استخدام اللولب الرحمي، أو إزالة الرحم بعمليّة جراحة، أو إزالة الزوائد الليفيّة من الرحم دون جراحة أو بجراحة، أو تغيير مسار الشريان الرحمي لإيقاف إمداد الدم للرحم، وبالتالي ضمور النموات الليفيّة.^[٢]

الحفاظ على دورة شهرية طبيعية

تستطيع المرأة تجربة النصائح المنزليّة الآتية التي تساعد في التّخفيف من تأثير بعض العوامل في الدّورة الشّهرية:^[٤]

• ممارسة تمارين اليوغا لعدّة مرات في الأسبوع.
• الحفاظ على وزن صحّي.
• ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام لأكثر من مرة في الأسبوع.
• تنكيه الأطعمة بالزنجبيل؛ إذ يساعد في تقليل نزف الدم خلال الطمث.
• تناول مشروب القرفة، واستخدامها في تنكيه الأطعمة -خاصةً إّا كان سبب اضطراب الدّورة الشّهرية تكيُّس المبايض-.
• تناول مكملات فيتامين د وفيتامينات ب والكالسيوم.
• تناول 80 غرامًا من الأناناس يوميًّا تبعًا لادعاءات؛ فقد ساعد إنزيم البروميلين (Bromelain) الموجود فيه في تحسين نسيج بطانة الرحم وتنظيم الدورة الشهريّة، لكن لا توجد دراسات تؤكّد ذلك.

المراجع

1. ↑ "Menstrual cycle: What's normal, what's not", mayoclinic, Retrieved 15-7-2020. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "What Causes Two Periods in One Month?", healthline, Retrieved 13-7-2020. Edited.
3. ↑ "Why do I have two periods in a month?", medicalnewstoday, Retrieved 15-7-2020. Edited.
4. ↑ "8 Science-Backed Home Remedies for Irregular Periods", healthline, Retrieved 15-7-2020. Edited.