محتويات
الجزائر
تقع الجزائر في منطقة السهل الساحلي الخصب شمال أفريقيا، ويُذكر بأنها كانت بمثابة منطقة عبور للأشخاص للذين هاجروا إلى أوروبا والشرق الأوسط، ولذلك تأثر سكان هذه المنطقة إلى حد كبير على مر القرون بهؤلاء المهاجرين، وأما عن مساحة الجزائر فإنها تبلغ 2,381,741 كيلو متر مربع[١]، ولذلك تعد الجزائر أكبر دولة في العالم العربي وعاشر أكبر دولة في العالم من حيث مساحتها، وترتبط الجزائر بحدودها البريّة مع تونس من الشمال الشرقي ومع ليبيا من الشرق ومن الغرب مع المغرب، ومع موريتانيا من الجنوب الغربي ومع البحر الأبيض المتوسط من الشمال، ومن ناحية أخرى سيجيب هذا المقال عن سؤال: "لماذا سميت الجزائر بلد المليون شهيد؟"[٢]
ديموغرافيا الجزائر
يمكن قبل البدء بالإجابة عن سؤال: "لماذا سميت الجزائر بلد المليون شهيد؟"، التحدث عن ديمغرافية الجزائر حيث إن عدد سكانها يصل إلى ما يزيد عن 42 مليون نسمة، ونسبةً لذلك فإن الجزائر تعد من أكثر الدول اكتظاظًا بالسكان، ولذلك فإنها تحتل المرتبة العاشرة من حيث عدد السكان في أفريقيا[٢]، وتضم الجزائر مجموعات عرقية متنوعة فأكثر من ثلاثة أرباع السكان هم من العرب، كما أن معظم سكانها من الجزائريين والذين يعود نسلهم إلى الجماعات الأمازيغية القديمة والتي تمثل خُمس عدد سكان الجزائر، حيث إن هذه الجماعات اختلطت مع مختلف الشعوب من الشرق الأوسط العربي وجنوب أوروبا وأفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، وخلال الفترة الزمنية ما بين الثامن والحادي عشر جلبت الغزوات قبائل عربية إلى البلاد ونتج عن ذلك تعريب وإسلام الأمازيغ الأصليين، والأمازيغ المنطقة الجبلية الواقعة شرق الجزائر منهم جماعة الشاوية الأمازيغية التي تعيش في جبال أوريس والمنزبيون، والمستوطنين الأوروبيين الذين عاشوا في الجزائر في الفترة الاستعمارية ومن ثم غادروا البلاد.[٣]
ضمن الإجابة عن سؤال: "لماذا سميت الجزائر بلد المليون شهيد؟"، يمكن القول بأن اللغة الرسمية في الجزائر هي اللغة العربية وذلك عام 1990م، حيث إن معظم الجزائريين يتحدثون باللغة العربية العامية وبعدة لهجات، وأما عن الأمازيغ فهم يتحدثون بالغة الأمازيغية على الرغم من أن معظمهم يتقنون اللغة العربية أيضًا، وعملت الجزائر بعد الاستقلال بشكل رسمي على استبدال اللغة الفرنسية لسكانها باللغة العربية وتدريسها بالمدارس في كل مراحل التعليم المختلفة، ونسبةً لذلك قاومت بعض الجماعات الأمازيغية هذه السياسة بشدة؛ خشية هيمنة اللغة العربية، ولذلك تم اعتبار اللغة الأمازيغية لغة وطنية في عام 2002م، ومن ثم تمت ترقيتها إلى لغة رسمية في البلاد عام 2016م.[٣]
لماذا سميت الجزائر بلد المليون شهيد
إجابةً على سؤال: "لماذا سميت الجزائر بلد المليون شهيد؟"، فجاءت هذه التسمية نسبةً لعدد الشهداء الجزائريين الذي بلغ عددهم مليون ونصف شهيد من ببين ثلاثة ملايين جزائري، وحدث ذلك بعد تعرض الجزائر للغزو الفرنسي العنيف عام 1830م حيث تعرضت الجزائر من قبل الغزو إلى شتى أنواع الظلم والعذاب، وخضعت حينها لحكم مارشال بوجيو الذي كان أول حاكم عام للجزائر، ونتج عن هذا الغزو بالفترة الواقعة ما بين 1830-1851م أيضًا خسائر فرنسية، حيث قُتل 3336 فرنسيًا و92329 جريحًا، وفي عام 1834م أصبحت الجزائر مستعمرة فرنسية عسكرية وتم اعتبارها جزءً لا يتجزأ من فرنسا وذلك بموجب القانون الدستوري لعام 1848م، وبعد ذلك قُسمت الجزائر إلى ثلاثة أجزاء هم: الجزائر والقسنطينة والوهران، مما أدى لاستقرار العديد من الفرنسيين والإيطاليين والمالطيين في البلاد.[٤]
ويضاف ضمن الإجابة عن سؤال: "لماذا سميت الجزائر بهذا الاسم؟، بأن في ظل الاستعمار الفرنسي في الفترة الواقعة ما بين 1852-1871م، تم تنفيذ قانون السكان الأصليين من قبل الاستشاري الفرنسي عام 1865م، وكان موجب هذا القانون السماح للمسلمين بتقديم طلب الحصول على الجنسية الفرنسية الكاملة، واتبع هذا الإجراء عددًا قليلًا منهم، بسبب اشتمال القانون بتخلي الشخص عن حق الشريعة الإسلامية بالتحكم في مسائله الشخصية، وذلك الأمر يعد نوعًا من الردة.[٤]
الثورة التحريرية الجزائرية
ضمن الإجابة عن سؤال: "لماذا سميت الجزائر بلد المليون شهيد؟"، سيتم التحدث عن الثورة التحريرية الجزائرية أو الحرب الجزائرية أو المعروفة باسم حرب الاستقلال الجزائرية والتي اندلعت على الأراضي الجزائرية بين كل من فرنسا وجبهة التحرير الوطنية الجزائرية بالفترة الواقعة بين عامي من 1954 إلى 1962م، والتي كانت عبارة عن حرب مهمة تهدف؛ لإنهاء الاستعمار الفرنسي ضمن صراع معقد وعنيف، وكان النتيجة لهذا الصراع حدوث أزمات سياسية خطيرة في فرنسا أدى ذلك إلى سقوط الجمهورية الفرنسية الرابعة في الفترة الواقعة ما بين 1946-1958م، وبعد ذلك حلت محلها الجمهورية الفرنسية الخامسة ولكنها فشلت؛ لاستخدامها أساليب عنيفة لكسب الجزائريين مما أدى إلى تشويه المكانة الفرنسية في الدول المجاورة، وبعد سلسلة من المظاهرات في الجزائر والعديد من الدول المجاورة والمؤيدة لذلك اتخذت الأمم المتحدة قرارًا بحق الاستقلال للجزائر، وبعد الاستفتاء استقلت الجزائر عن الحكم الفرنسي.[٤]
استقلال الجزائر
ضمن الإجابة عن سؤال: "لماذا سميت الجزائر بلد المليون شهيد"، سيتم التحدث عن استقلال الجزائر، حيث قرر تشارلز ديغول؛ وهو أول رئيس للجمهورية الفرنسية الخامسة بفتح سلسلة من المفاوضات مع جبهة التحرير الوطني وانتهى ذلك الأمر على توقيع اتفاقية أفيان في آذاتر لعام 1962م، ومن ثم أجري استفتاء في 8 نيسان لعام 1962م، وكانت النتيجة النهائية لهذا الاستفتاء 91% من المؤيدين لهذه الاتفاقية، وفي واحد تموز من نفس العام تم إجراء استفتاء آخر في الجزائر، وكانت النتيجة 99.72% مؤيدين للاستقلال و0.28% فقط ضد الاستقلال.[٤]
وبعد ذلك تم إعلان استقلال الجزائر عام 1962م، وغادر البلاد 900000 من الأوروبين إلى فرنسا بعد بضعة أشهر؛ خوفُا من انتقام منظمة التحرير الدولية منهم، وأدى ذلك الانسحاب الفرنسي حدوث اضظرابات في فرنسا؛ لأن الحكومة الفرنسية لم تكن مستعدة للعدد الكببير من هؤلاء المهاجرين إليها، وفي نفس الوقت تعرضت الجزائر لأزمة دولية تشمل العديد من محاولات الاغتيال والانقلابات العسكرية من قبل منظمة القوات المسلحة عن طريق قيامها بالتفجيرات والقتل في البلاد؛ لوقف الاستقلال، والتي تعد منظمة سرية متكونة من أفراد عسكريين فرنسيين.[٤]