لماذا سمّي يوم التروية بهذا الاسم؟

كتابة:
لماذا سمّي يوم التروية بهذا الاسم؟

سبب تسمية يوم التروية بهذا الاسم

يوم التروية هو اليوم الثَّامن من ذي الحجَّة، فهو اليوم السَّابق ليوم عرفة،[١] وكلمة التَّروية مصدر للفعل روى، تقول العرب: "روى يروي تروية"، ورويت الأمر أي: فكرت فيه ونظرت، ومن ذلك يوم التروية.[٢]

ويسمَّى يوم التَّروية بيوم النَّقلة؛ لأنّ النَّاس كانوا ينتقلون فيه من مكَّة إلى منى، وفي سبب تسميته بيوم التَّروية ثلاثة أقوال، وهي كما يأتي:[١]

  • السَّبب الأوَّل: لأنَّ عرفة لم يكن بها ماءٌ فكان الحجَّاج يتروون ويتزوَّدون بالماء من مكَّة إلى عرفة فيسقون ويستقون.[١]
  • السَّبب الثاني: لأنَّ النَّبيَّ إبراهيم -عليه السَّلام- رأى في هذا اليوم رؤية ذبح ابنه إسماعيل -عليه السَّلام-.[٣]
  • السَّبب الثالث: لأنَّ النَّبيَّ إبراهيم -عليه السَّلام- رأى في هذا اليوم رؤية ذبح ابنه، فصار يتروَّى هل هذه رؤية من الله -تعالى- أم أنَّها حلمٌ من الشَّيطان، فتكرَّرت الرؤية فعلم أنَّها رؤيةٌ من الله -تعالى-.[٤]

أعمال الحاج في يوم التروية

ينطلق الحجَّاج إلى منى في يوم التَّروية،[٥] ويُحرِم الحاجُّ المتمتِّع من مكانه ويفعل عند إحرامه هذا ما فعله عند إحرامه من الميقات من الاغتسال، والتطيب، والحلق أو التَّقصير، ثمَّ ينوي الحجَّ ويبدأ بالتَّلبية،[٦] أمّا الحاجُّ القارن والمفرد فيبقيان على إحرامهما، ومن السُّنَّة أن يبيت الحجَّاج في منى تلك الليلة، كما يُستحب أن يصلُّوا فيها الصَّلوات الخمس،[٥] ويقصِّروا الصَّلوات الرُّباعيَّة من غير جمع.[٦]

أخطاء يقع فيها الحُجّاج يوم التروية

قد يقع الحجاج في بعض الأخطاء في يوم التروية، ومنها ما يأتي:[٧]

  • اعتقاد البعض أن الإحرام يجب أن يكون من المسجد الحرام؛ ولكن يمكن للحاج أن يحرم من موضعه في منى.
  • الاعتقاد أن ثياب الحج يجب أن تختلف عن ثياب العمرة؛ ولكن يمكن للحاج أن يحرم بنفس ثياب العمرة.
  • اضطباع الحاجّ من يوم التروية وحتى نهاية الحجّ، وهذا أمرٌ خاطئ؛ فالمشروع في الاضطباع أن يكون فقط عند أداء طواف القدوم، أو طواف العمرة.
  • الجمع بين الصلوات في منى أمر خاطئ، إذ إنه يجب القصر فقط.

فضل صيام يوم التروية

اتَّفق الفقهاء على استحباب صيام العشر الأوائل من ذي الحجَّة لغير الحاج، وأفضل هذه الأيَّام يوم عرفة ثمَّ يوم التَّروية،[٤] وقد ورد في فضل صيام العشر ذي الحجَّة قول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (ما مِنْ أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ مِنْ هذهِ الأيامِ العشرِ فقالوا يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلمْ يرجعْ مِنْ ذلكَ بشيءٍ).[٨][٩]

وقال الحنابلة إنَّ صيام يوم التَّروية هو آكد صيامٍ، وقال المالكيَّة إنَّ صيام يوم التَّروية يُكفِّر ذنوب سنةٍ ماضيةٍ، وصرَّح المالكيَّة والشَّافعيَّة بأنَّه من السُّنَّة صيام العشر للحاجِّ أيضًا، واستثنى المالكيَّة من ذلك صيام يوم التَّروية للحاجِّ، وقالوا بكراهة الصَّوم للحاجِّ في منى وعرفة؛ لأنَّ ذلك يُتعبه.[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب ت موسوعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية، صفحة 216. بتصرّف.
  2. الأحمد نكري، كتاب دستور العلماء، صفحة 197. بتصرّف.
  3. الأنصاري، زكريا، كتاب منحة الباري بشرح صحيح البخاري، صفحة 450. بتصرّف.
  4. ^ أ ب المرداوي، كتاب الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف، صفحة 526. بتصرّف.
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 46. بتصرّف.
  6. ^ أ ب عبد الله الطيار، كتاب الفقه الميسر، صفحة 112. بتصرّف.
  7. "أخطاء في يوم التروية"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/6/2022. بتصرّف.
  8. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم: 757 ، حسن صحيح.
  9. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 91. بتصرّف.
5087 مشاهدة
للأعلى للسفل
×