لماذا لم يسلم أبو لهب؟

كتابة:
لماذا لم يسلم أبو لهب؟

لماذا لم يسلم أبو لهب؟

هناك أسباب لعدم إسلام أبي لهب، نذكر منها ما يأتي:

  • الغرور والكبر والسخرية من الله ورسله: لما سخر أبو لهب من الله ورسوله أمام الملأ قائلًا للنبي صلى الله عليه وسلم: تبًا لك، قال الله عز وجل: تبت يدا أبي لهب وتب: أي خسر وهلك؛ فلم تنفعه قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن الله علم أن قلبه الذي يملؤه الغرور والتكبر قد غلفه الكفر فلن يؤمن بالله أبدًا وسيموت على الكفر؛ وعلى هذا ينبغي أن يتعلم البشر جميعًا أن الله جل وعلا عزيز فلا ينبغي لأحد أن يقع في قلبه السخرية من آيات الله أو رسله.[١]
  • الطمع والجشع: كان أبو لهب تاجراً كبيراً من تجار قريش في مكة وكان له رزق ومال وفير، وخشي أن يتساوى هو وغيره من العبيد فأراد مفاضلةً عن غيره، فقد قال أبو لهب للنبي صلّى الله عليه وسلّم: "ماذا أُعطى يا محمد إن آمنت بك؟ قال: كما يعطى المسلمون. فقال: ما لي عليهم فضل؟، قال: وأيّ فضل تبتغي؟ قال: تبا لهذا من دين أن أكون أنا وهؤلاء سواء"،[٢] فلما لم ير لنفسه في هذا الدين من فضلٍ على الناس في تجارة أو مال فضل الدنيا على ما عند الله؛ يقول تعالى: (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ)[٣]
  • أطغاه ماله وولده: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرِبَاءَهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أَبُو لَهَبٍ: إِنْ كَانَ مَا يَقُولُ ابْنُ أَخِي حَقًا فَإِنِّي أَفْتَدِي نَفْسِي وَمَالِي وَوَلَدِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ)، أَيْ مَا يُغْنِي، وَقِيلَ: أَيُّ شَيْءٍ يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ، أَيْ: مَا يَدْفَعُ عَنْهُ عَذَابَ اللَّهِ مَا جَمَعَ مِنَ الْمَالِ وَكَانَ صَاحِبُ مَوَاشٍ (وَمَا كَسَبَ) قِيلَ: يَعْنِي وَلَدَهُ، لِأَنَّ وَلَدَ الْإِنْسَانِ مِنْ كَسْبِهُ.[٤]
  • أبو لهب كان سادنًا للعزى: لم يسلم انتصارًا لدين آبائه وحمايةً للأصنام التي كان يعبدها ويخدمها وينتفع منها، "روى أن أفلح بن النصر السلمي كان سادن العزى، فدخل عليه أبو لهب يعوده وقد احتضر. فقال له: يا أبا عتبة، أظن العزى ستضيع بعدي. فقال أبو لهب: كلا، أنا أقوم عليها، فإن يظهر محمد ولن يظهر، فهو ابن أخي، وإن تظهر العزّى، فهي الظاهرة، ليت قد اتخذت عندها يدا"[٥]

من هو أبو لهب؟

أبو لهب هو أحد أعمام النبي صلى الله عليه وسلم واسمه: عبد العزى بن عبد المطلب، وإنّما لقب بـأبي لهب؛ لأنّه كان جميلاً جداً، وكانت وجنتاه تشرقان كاللهب، وقد نزلت سورة كاملة فيه وبزوجه، وذلك أنه لما وقف صلى الله عليه وسلم على الصفا فنادى في قريش منذرًا لهم، قال له أبو لهب: تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا، وانصرف، فتفرق الناس مع أبي لهب، فأنزل الله تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ)، وتبت بمعنى: خابت، وخسرت، وهلكت.[١]

لماذا كناه الله في القرآن؟

يقول البعض: لمَ كناه الله تعالى، والتكنية فيها تشريف وتكرمة؟

ذلك قد يكون لأسباب منها أنه كان مشتهرًا بالكنية دون الاسم، ولو ذكره باسمه لم يعرف، أو لأنّ اسمه عبد العزى، ولا عباد سوى لله تعالى، أو لأنّ كنيته وافقت حاله، بأنه سيصلى نارًا ذات لهب، فوافقت حاله والله تعالى أعلم.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب أبو هاشم صالح المغامسي، أعلام القرآن، صفحة 11. بتصرّف.
  2. أبو حفص سراج الدين الحنبلي الدمشقي النعماني، اللباب في علوم الكتاب، صفحة 551. بتصرّف.
  3. سورة المسد، آية:2
  4. ^ أ ب أبو محمد الحسين البغوي، معالم التنزيل في تفسير القرآن ، تفسير البغوي، صفحة 582. بتصرّف.
  5. أحمد البَلَاذُري، جمل من أنساب الأشراف، صفحة 121. بتصرّف.
4716 مشاهدة
للأعلى للسفل
×