لماذا يحرم لبس الذهب للرجال

كتابة:
لماذا يحرم لبس الذهب للرجال

الحكمة من تحريم لبس الذهب للرجال

إن تحريم الذهب على الرجال قد ورد صريحًا في السنة النبوية، فكما روي عن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: (إنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخَذ حريرًا فجعَله في يَمينِه، وأخَذ ذَهَبًا فجعَله في شِمالِه، ثُم قال: إنَّ هذيْنِ حَرامٌ على ذُكورِ أُمَّتي)،[١] والعلة من ذلك هي لعدم الإسراف والخيلاء، ولأنه رخص للنساء لحاجتهن للتزين لأزواجهن.[٢]

بالإضافة إلى ذلك عدم تشبه الرجال بالنساء، لأن في تحلي الرجل بالذهب ما يجعله مشابهًا للنساء في اتخاذ الذهب زينةً لهن؛ استنادًا لما ورد من عن عبدالله بن عباس قال: (لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ)،[٣]كما على كل مسلم الانقياد لأحكام الشرع سواء علم العلة من ذلك أم لم يعلمها،[٤] وعلى الرجل الابتعاد عن كل أمر يجعله ولو مجرد قربٍ من التشبه بالنساء. 

المستثنى من تحريم لبس الذهب للرجال

ذكر العلماء المسلمون بعض الحالات التي تستثنى من تحريم الذهب على الرجال مستدلين بذلك على القواعد الفقهية وأصولها، كما سيتم ذكر هذه الحالات على النحو الآتي:

اتخاذ الأنف من الذهب

أجمع الفقهاء على أن من فقد أنفه لسبب ما، فإنه يجوز له أن يتخذ أنفًا من ذهب، ودليل ذلك أنه عندما قطع أنف عجرفة بن أسعد يومَ الكلابِ اتَّخذ أنفًا من ورِقٍ، فأنتن عليه، فأمره النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، (فاتَّخذ أنفًا من ذهبٍ)،[٥] وهنا دليلًا على أن الشريعة الإسلامية جاءت بالتسير استنادًا للقاعدة الفقهية الضرورات تبيح المحظورات.[٦]

اتخاذ السن من الذهب

يجوز للمسلم اتخاذ السن من الذهب، استنادًا لأمره -صلى الله عليه وسلم- لعجرفة بن أسعد عندما قطع أنفه، وقد ذكر الترمذي: روي عن غير واحد من أهل العلم أنهم شدوا أسنانهم بالذهب،[٧] إلا أنه اشترك جمهور العلماء على عدم جواز شراء الذهب لتزيين الأسنان به للرجال دون الحاجة لذلك.[٨]

اتخاذ اليد أو الإصبع من الذهب

ذهب الجمهور إلى جواز اتخاذ الإنسان الذهب بدلًا عن عضو من أعضاء الجسد شريطة أن تقتضي الحاجة لذلك؛ وبناءً عليه فمن فقد أنملة في أصبع من أصابع يده أو أكثر، فإن له تعويضها بالذهب قياسًا على قاموا بذكره في حكم اتخاذ الأنف من الذهب.[٦]

اتخاذ الرجل للذهب في آلة الحرب

يجوز للذكر من الذهب قبيعة السيف، أي: رأس مقبض السيف، وقد روي أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- (اتخذ ذهبًا على مقبض السيف)، لأن في اتخاذ جزء من آلات الحرب إغاظة للكفار؛ لكن يجب على المسلم الاقتصار في اتخاذ آلات الحرب من الذهب على ما جاب به الصحابة -رضوان الله عليهم- من الشيء اليسير كالمسمار ونحوه من الأجزاء الصغيرة.[٩]

المراجع

  1. رواه الألباني ، في صحيح النسائي، عن علي بن أبي طالب ، الصفحة أو الرقم: 5159، صحيح.
  2. مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاةى الشبكة الإسلامية، صفحة 132، جزء 20. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5885 ، صحيح.
  4. ناصر الدين الألباني (2015)، جامع تراث العلامة الألباني في الفقه (الطبعة 1)، صنعاء:مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة، صفحة 696، جزء 17. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عرفجة بن أسعد، الصفحة أو الرقم:4232 ، حسن.
  6. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 2)، الكويت:دارالسلاسل، صفحة 283، جزء 21. بتصرّف.
  7. سيد سابق (1977)، فقه السنة، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 491، جزء 3.
  8. مجموعة من المؤلفين، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، جدة: منظمة المؤتمر الاسلامي، صفحة 146، جزء 9. بتصرّف.
  9. ابن عثيميين، الشرح الممتع على زاد المستقنع (الطبعة 1)، صفحة 116، جزء 6.
4843 مشاهدة
للأعلى للسفل
×