لماذا يوضع القطن للميت

كتابة:
لماذا يوضع القطن للميت

لماذا يوضع القطن للميت

دفن الموتى فرض كفاية على المجتمع المسلم، وهذا يعني أنَّ المجتمع المسلم يأثم إن لم يدفن موتاه، وغسل الميت إنَّما شُرع لإزالة نجاسة ثبتت بالموت؛ لأن الدم السائل احتبس في الجسم وتوقف عن المشي في العروق بسبب الوفاة، ووضعت الشريعة الإسلامية أحكاماً تفصيلية بشأن التعامل مع موتى المسلمين، ومنها وضع القطن للميت بعد الغسل.

ويوضع القطن للميت في أماكن محدّدة، كالأذنين والأنف والقُبل والدُّبر، والحكمة من وضع القطن للميت في هذه الأماكن ما يأتي:[١]

  • عند تحريك الميت يمنع ما يخرج منه.
  • تخفى الروائح التي تخرج من الميت.
  • ويشدّ تكفين الميت باللفائف في الكفن، ويوضع على مثانته ومخارج الجسد؛ ليردّ ما يخرج منه.

لذا يوضع القطن لسدِّ المنافذ؛ لأنّه يمكِّن عدم خروج شيء من القذر والنجاسة؛ فيبقيه في داخل الجسد ولا يخرج منه، فيكون أنفع لدفع النتن الذي يخرج إذا حُمِل أو في أثناء وضعه في القبر.

لماذا يوضع الطيب في كفن الميت

الحنوط هو: مجموعة أنواع من الطيب تخلط مع بعضها ويُصنع للموتى، ولا يسمّى حنوط إلّا إذا صُنع للموتى خصيصاً، والحكمة من وضع الطيب في الكفن للأسباب الآتية:[٢]

  • لتقوية البدن وشدِّه.
  • يوضع الطيب؛ لأن ذلك يكون أطيب للميت، ونشراً للرائحة الطيبة.
  • يوضع الحنوط؛ لأنه يبعد الهوام لفترة أطول من الاقتراب إلى الجسد، ويبقيه مُدَّة أطول؛ فهي لا تحتمل رائحة الطيب، وهذا من باب الإحسان للميت، وتكريماً له.

والمواضع التي يوضع بها الطيب، هي مواضع السجود؛ أي منافذ الوجه، فهذه المواضع شُرِّفت بالسجود، فوجب وضع الطيب فيها، ويوضع أيضاً في منافذ البدن، فيُغمس القطن بالطيب؛ أي يوضع في الحنوط، ويمكن تطييب كافة البدن فلا حرج من ذلك، يوضع الحنوط أيضاً في مواضع النتن من الإنسان كلإبطين، وأسفل باطن الركبتين؛ لأنَّ الفساد في هذه المناطق ينتشر بها أسرع من الأماكن الأخرى.

طريقة تكفين الميت

(إنَّ أبا بَكرٍ قال لها: يا بُنيَّةُ، أيُّ يومٍ تُوفِّيَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-؟ قُلْتُ: يومَ الاثنَيْنِ، قال: في كم كفَّنْتم رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-؟ قُلْتُ: يا أبَتِ، كفَّنَّاه في ثلاثةِ أثوابٍ بيضٍ سَحوليَّةٍ جُدُدٍ يَمانيَّةٍ، ليس فيها قميصٌ، ولا عِمامةٌ، أُدرِجَ فيها إدراجًا).[٣]

ويكفَّن الميت في خِرق تُغطي جميع بدنه، وتكون خطوات تكفين الميت كالآتي:[٤]

  • يكون التكفين في ثلاث خرق بيض، توضع فوق بعضها بعض، ويوضع الميت عليها ثم يردُّ طرف العليا من جانب الميت الأيمن على صدره، ثم طرفها من جانبه الأيسر، ثم يفعل باللفافة الثانية، والثالثة كذلك، ثم يَردُّ طرف اللفائف من عند رأسه ورجليه ويعقدها، وتبخَّر الأكفان بالحنوط ويوضع بينها شيء منه.
  • يكون الفرق بين غسل وتكفين المرأة والرجل، قال بعض الفقهاء، أنَّ المرأة تكفَّن في خمسة أثواب، إزار وقميص وخمار ولفافتين، وقال بعضهم أنَّ المرأة تكفَّن بما يكفَّن به الرجل، يعني في ثلاثة أثواب يلفُّ بعضها فوق بعض، وهذا القول المعمول به؛ فالأصل هو تساوي الرجال والنساء في الأحكام الشرعية، إلّا ما ورد به دليل خاصُّ يميز به تكفين المرأة عن الرجل.[٥]

المراجع

  1. محمد المختار الشنقيطي، شرح زاد المستنقع للشنقيطي، صفحة 6. بتصرّف.
  2. احمد الخليل، شرح زاد المستنقع للخليل، صفحة 308-309. بتصرّف.
  3. رواه شعيب الارناؤوط ، في تخريج المسند، عن عائشه أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:24869، صحيح.
  4. ابن عثيمين، الاحكام الفقهية في الطهارة والصلاة والجنائز، صفحة 63. بتصرّف.
  5. محمد نصر الدين محمد عويضه، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والاداب، صفحة 193. بتصرّف.
4336 مشاهدة
للأعلى للسفل
×