مؤلف كتاب تاريخ الخلفاء

كتابة:
مؤلف كتاب تاريخ الخلفاء

المؤرخون العرب الأوائل

بعدَ أن انتشرت الفتوحات الإسلامية، ووصل المسلمون إلى بلاد الشام وفارس ومصر، وجابوا أصقاع الأرض فاتحين، بدأت رواية التاريخ تأخذ شكلًا جديدًا، أطلقوا عليها اسم الأخبار، وأطلقوا على من يروونها اسم الإخباريين، وظهرت مؤلفات كثيرة في ذلك الوقت لعدد من المؤرخين، ومنهم عوانة بن الحكم، وابن هشام، وأبو مخنف، واستمر التطور الثقافي والحضاري، واستمر المؤرخون في جمع أخبار الخلفاء إلى عصرنا الحالي، ولعل مؤلف كتاب تاريخ الخلفاء، الحافظ جلال الدين السيوطي، هو المؤرخ الأكثر تفصيلًا وشمولًا مقارنة بمن سبقه من المؤرخين، فقد جمع كتابه تاريخ الخلفاء أخبار الدولة الإسلامية وولاتها، منذ العهد الأول للخلفاء الراشدين، إلى نهاية الدولة العباسية.[١]

مؤلف كتاب تاريخ الخلفاء

هو عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد سابق الدين الخضيريّ الأسيوطيّ، وقد اشتُهر بلقب جلال الدين السيوطي، ولد في القاهرة عام 1445م، لأسرة اشتهرت بعلمها وتديُّنها، توفي والد السيوطي وهو في السادسة من عمره فعاش يتيمًا، أتم حفظ القرآن قبل أن يكمل عامه الثامن، ثم بدأ بحفظ الكتب، فحفظ ألفية ابن مالك ومنهاج الفقه، فازداد علمًا وإدراكًا ومعرفة، كان السيوطي محط رعاية العلماء من أصدقاء والده، وكان من أبرزهم الكمال بن الهمام الحنفي، كان الكمال عالمًا وفقيهًا، فتأثر به السيوطي تأثرًا كبيرًا، قصد السيوطي عدة بلدان طالبًا للعلم، وتنقل بين الشام والحجاز واليمن والمغرب والهند، وبعد أن بلغ الأربعين من العمر تفرغ للكتابة والتأليف، فأصبح عالمًا بارزًا في جمع وتلخيص الكتب القديمة، وإعطائها طابعًا جديدًا من الدقة والإتقان.[٢]

تتلمذ الأسيوطي على يد الإمام الحافظ عدد من العلماء، وكان من أبرزهم المؤرخ ابن إياس، وشمس الدين بن طولون، وشمس الدين الحاوي، ولعل أهم ما قيل في مؤلف كتاب تاريخ الخلفاء "الإمام السيوطي":[٣]

  • قول تلميذه عبد القادر بن محمد: الأستاذ الجليل الكبير، الذي لا تكاد الأعصار تسمع له بنظير، شيخ الإسلام، وارث علوم الأنبياء عليهم السلام، فريد دهره، ووحيد عصره، مميت البدعة، ومحيي السنة، العلاَّمة البحر الفهامة، مفتي الأنام، وحسنة الليالي والأيام، جامع أشتات الفضائل والفنون، وأوحد علماء الدين، إمام المرشدين، وقامع المبتدعة والملحدين، سلطان العلماء ولسان المتكلمين، إمام المحدِّثين في وقته وزمانه.
  • قول تلميذه الداودي: وكان أعلم أهل زمانه بعلم الحديث وفنونه رجالاً وغريبًا، ومتنًا وسندًا، واستنباطًا للأحكام منه، وأخبر عن نفسه أنه يحفظ مائتي ألف حديث، قال: ولو وجدت أكثر لحفظته. قال: ولعله لا يوجد على وجه الأرض الآن أكثر من ذلك.
  • قول ابن العماد الحنبلي: المُسْنِد المحقِّق المدقِّق، صاحب المؤلفات الفائقة النافعة.
  • قال السيوطي عن نفسه: قد رُزقتُ ولله الحمد التبحر في سبعة علوم، التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع، إضافةً إلى أصول الفقه والجدل والتصريف، والإِنشاء والترسُّل والفرائض والقراءات والطب، غير أنه لم يقترب من علمي الحساب والمنطق.

مؤلفات السيوطي

توفّي الإمام السيوطي في عام 1505م، وتركَ خلفه إرثًا علميًا وأدبيًا وتاريخيًا كبيرًا جدًا، وقد ذكر تلميذه المؤرخ الكبير ابن إياس في "تاريخ مصر"، أن للسيوطي ست مائة مصنف من المصنفات التي شملت علوم النحو والبلاغة والحديث والفقه والتفسير، فهو مؤلف كتاب تاريخ الخلفاء، وكتاب أسرار ترتيب القرآن، وكتاب أسباب ورود الحديث، والكثير الكثير من الكتب التي تعتبر مرجعًا أساسيًا لكل عالم وباحث، ويُذكر منها:[٢]

  • الإتقان في علوم القرآن.
  • كوكب الروضة.
  • الدر المنثور في التفسير بالمأثور.
  • الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة.
  • العرف الوردي في أخبار المهدي.
  • الغرر في فضائل عمر.

المراجع

  1. "تاريخ الخلفاء (كتاب)"، www.wikiwand، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "جلال الدين السيوطي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
  3. "جلال الدين السيوطي .. المحدث الموسوعي"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
4585 مشاهدة
للأعلى للسفل
×