ماذا تعرف عن حمى الأرانب؟

كتابة:
ماذا تعرف عن حمى الأرانب؟

ما هي حمى الأرانب؟ ولماذا تسمى بذلك؟

تُعرف حُمّى الأرانب باسم حمى ذباب الغزال أو الداء التُّوليري (Tularemia) أيضًا، وهي من الأمراض المُعدية والنادرة، وتنجم عن الإصابة ببكتيريا فرنسيسيليّة التولاريّة (Francisella tularensis)، والتي تستهدف كل من الأعضاء الآتية:[١]

  • العينان.
  • الجلد.
  • العُقد الليمفاويّة.
  • الرئتان.

ويرجع سبب تسمية حُمّى الأرانب بهذا الاسم إلى أنّها عادةً ما تُصيب البشر عند تعاملهم مع الحيوانات المُصابة، خاصةً الأرانب.[١]

ما مدى انتشار مرض حمى الأرانب؟

تستهدف حُمّى الأرانب الأفراد كافة من مُختلف الأعمار،[٢] ولا توجد نسب إصابات مُحدّدة لها على مستوى العالم في بيانات مُنظمة الصحّة العالميّة، ولكنها تُعد قليلة الانتشار، كما أنّ الحالات المُسجّلة في مُعظم الدول في تراجع منذ بداية القرن العشرين، وفقًا لما ذكرته مراجعة نُشرت في مجلة (Clinical Microbiology Reviews) عام 2020م.[٣]

ولكن يُرجّح أنّ الأرقام الحقيقيّة لعدد الإصابات أعلى من الأرقام المُسجّلة؛ نظرًا لتشابه أعراض المرض مع أمراض أُخرى، ولاحتماليّة عدم تشخيص جميع الحالات الموجودة فعليًّا.[٢]

هل يوجد أعراض مميزة لحمى الأرانب؟

نعم، لحمى الأرانب أعراض مميزة تختلف طبيعتها؛ تبعًا لكيفيّة حدوث العدوى ومكان الإصابة في الجسم، لذا قُسّم المرض لعِدّة أنواع، وعمومًا فإنّ ظهور الأعراض عادةً يبدأ بعد مرور 3- 5 أيام من التعرّض للبكتيريا، ولكن قد تظهر في بعض الحالات بعد مضيّ فترة أطول تصل إلى 21 يومًا تقريبًا،[٤] وفيما يأتي بيانٌ لذلك:

أعراض حمى الأرانب الغدية التقرحية

حمى الأرانب الغدية التقرحية (Ulceroglandular tularaemia)، هو نوع حمى الأرانب الأكثر شيوعًا؛ إذ يُشكّل ما يُقارب 80% من الإصابات،[٥] وتشمل أعراضه الآتي:

  • التقرح الجلدي، والذي يظهر بدايةً في مكان الإصابة بالخدش أو الجرح الذي سبّب نقل البكتيريا،[٥] وذلك في الحالات الآتية:
    • عند التعامل مع أحد الحيوانات المُصابة؛ من أرانب، أو قوارض، أو خراف أو طيور.[٦]
    • التعرّض للسعة حشرة القراد أو ذبابة الغزال.[٦]
  • الحُمّى والقشعريرة.[١]
  • تورّم العُقد الليمفاويّة والشعور بالألم فيها.[١]
  • الشعور بالتعب والإعياء.[١]
  • الصداع.[١]

أعراض حمى الأرانب الغدية

تُشبه أعراض الإصابة بحُمّى الأرانب الغُدّية التقرّحية، ولكن حُمّى الأرانب الغُدّية (Glandular tularemia) لا تسبّب تكوّن تقرّح جلديّ عند الإصابة بها، رغم أنّها تحدث لنفس الأسباب.[٦]

أعراض حمى الأرانب العينية

أو ما يُعرَف أيضًا بحُمّى الأرانب العينيّة الغُدّية (Oculoglandular tularaemia)، وهي مسؤولة عن ما يقارب 1- 2% من مُجمل الإصابات بحمى الأرانب، وتبدأ أعراضه بالظهور بعد دخول البكتيريا عبر مُلتحمة العين، مما يسبّب التهاب المُلتحمة البكتيري في إحدى العينين،[٥] وظهور أعراض مختلفة على المصاب، منها:[١]

أعراض حمى الأرانب الفموي البلعومي

يُعد من الأنواع النادرة، وينجم تناول لحوم الحيوانات المُصابة بالعدوى وغير المطهوّة جيّدًا، مما يسبّب ظهور الأعراض الآتية:[٥]

  • الشعور بالغثيان أو التقيّؤ.
  • ألم البطن الذي يُرافقه تضخّم العُقد الليمفاويّة الموجودة في غشاء المساريق؛ أي الغشاء الذي يربط الأمعاء بجدار البطن.
  • التهاب الحلق، بالتزامن مع تورّم العُقد الليمفاويّة القريبة منه.
  • الإسهال.
  • تقرّح الأمعاء، الذي يحدث في حالات قليلة مُسبِّبًا نزيف الجهاز الهضميّ.

أعراض حمى الأرانب الرئوية

يُعدّ هذا النوع الأكثر خطورة من بين الأنواع الأُخرى؛ إذ يحدث كإحدى المُضاعفات للأنواع السابقة في حال عدم علاجها، مما يسبّب انتشار البكتيريا عبر الدم إلى الرئتين، أو يحدث بسبب استنشاق الغبار أو قطرات الماء المحملة بالبكتيريا في الهواء، فتظهر الأعراض الآتية:[٦]

  • الحُمّى
  • صعوبة التنفس.
  • السعال.
  • ألم في الصدر.

أعراض حمى الأرانب التيفية

تُشكّل حُمّى الأرانب التيفيّة حوالي 10- 15% من الإصابات،[٥] وقد يُصاحبها الأعراض الآتية:[١]

  • الحُمّى.
  • الشعور بالتعب والإعياء الشديد.
  • الإسهال.
  • التقيّؤ.
  • تضخّم الكبد أو الطّحال.

متى ترى طبيبك بشأن أعراض حمى الأرانب؟

يُوصى بمُراجعة الطبيب فورًا عند التعرّض لعضّة أو خدش من حيوانٍ بري في مناطق تنتشر فيها حُمّى الأرانب، خاصّة إن تزامن ذلك مع ظهور أعراض المرض الآتية:[٤]

  • الحُمّى.
  • تورّم العُقد الليمفاويّة.
  • ظهور التقرّح الجلديّ.

من المعرضين أكثر للإصابة بحمى الأرانب؟

ترتفع احتماليّة الإصابة بحُمّى الأرانب لدى بعض الأفراد أكثر من غيرهم، وهذا يشمل الآتي:[٤]

  • الذين يتعاملون مع الحيوانات باستمرار

كالعمل في مجال الطب البيطريّ، أو ضمن المحميّات أو المناطق البريّة مع الحيوانات.

  • الصيادون

إذ يكون الصيّادون أكثر عُرضة للحوم ودماء الحيوانات البريّة مقارنةً بغيرهم.

  • العاملون في الزراعة ورعاية النباتات

كالعمل في تنسيق الحدائق؛ فمن المحتمل أن تنتقل البكتيريا عند استنشاقها من التراب أو الأعشاب وقت قصّها أو تشذيبها.

  • المتواجدون في إحدى مناطق انتشار المرض

إذ سُجّلت بعض الحالات في اليابان، وبعض دول أوروبا، والمكسيك، وكندا وبعض الولايات المتحدة.

هل تسبب حمى الأرانب أي مضاعفات خطيرة؟

نعم، قد تتسبّب حُمّى الأرانب في الإصابة بمُضاعفات خطيرة تُهدّد حياة المُصابين في حال عدم علاجها،[٤] ومن هذه المضاعفات:

كيف أعرف إذا كان أرنبي مصابًا بحمى الأرانب؟

قد يصعب تحديد إصابته بحُمّى الأرانب؛ فمُعظم ما تمّ تسجيله من إصابات كان لحالات توفيت بسبب العدوى، إذ عادةً يموت الأرنب بعد 8- 14 يومًا من إصابته، ولكنْ، تُشير بعض الأدلة إلى ظهور الأعراض الآتية على بعض الأرانب:[٨]

  • ظهور تقرّحات على الجسم.
  • انتفاخ العقد الليمفاويّة في مناطق الجسم المُصابة.
  • الحُمّى.
  • التّعب.
  • ظهور الخراجات في أجسامها.

هل من الصعب تشخيص حمى الأرانب؟

نعم، فأعراض حُمّى الأرانب تُشبه أعراض أمراض أُخرى، كما لا يوجد فحص مُخصّص ومُحدّد للكشف عن حُمّى الأرانب، ولكن في حال تعامل المصاب مع أحد الحيوانات المصابة أو تعرض للسعة حشرات ناقلة للمرض قد يلجأ الطبيب لإجراء الفحوصات الآتية:[٢]

  • الفحص الجسديّ، ومعرفة التاريخ المرضيّ للفرد.
  • إجراء بعض فحوصات الدم.
  • زراعة البكتيريا لتحديد نوعها، وذلك بأخذ مسحة أو عيّنة من التقرّح الجلديّ، أو الحلق أو البلغم.

هل يمكن أن يصاب شخص ما بحمى الأرانب من شخص آخر؟

لا؛ إذ يُرجح أنّ البكتيريا المسؤولة عن حُمّى الأرانب لا تنتقل من شخص لآخر، لذا لا حاجة لعزل الأفراد المُصابين عن الآخرين خوفًا من انتشار المرض.[٩]

ماذا يجب أن يفعل الشخص إذا اشتبه بتعرضه لحمى الأرانب؟

في حال شكّ أحدهم بإصابته بحُمّى الأرانب، أو تعامل مع الحيوانات أو تواجد في أماكن انتشار المرض، فعليه اتّباع الخطوات الآتية:[١٠]

  • مُراجعة الطبيب على الفور، وإبلاغه في حال وجود حمل أو ضعف في المناعة.
  • استعمال المُضاد الحيويّ الذي يصِفه الطبيب، ويُشار إلى ضرورة تناول الجُرعة التي يحدّدها بالكامل حتّى إن تحسّن، وغالبًا ما يوصَى بأخذ نوع من المضادات الحيوية لمدة 10- 14 يومًا أو أكثر.
  • إعلام المراكز الصحيّة والمُؤسسّات المعنيّة في حالة التأكّد من الإصابة؛ وذلك للتحقيق في مكان وجود العدوى، واتّخاذ إجراءات المُكافحة اللازمة لمنع انتشار المرض قدر الإمكان.

هل يمكنك وقاية نفسك من الإصابة بحمى الأرانب؟

نعم، نوعًا ما، إذ توجد بعض الإجراءات التي تُقلّل من احتماليّة الإصابة بحُمّى الأرانب، وهي تشمل الآتي:[٢]

  • تجنّب الإصابة بلسعات الحشرات بارتداء الملابس المُغطّية لكامل الجسم.
  • استخدام مُنتجات طرد الحشرات التي تحتوي على مادة الديت (DEET)، أو البيكاريدين أو مادّة (IR3535).
  • تحرّي وجود أيّ حيوانات بريّة ميّتة بين الأعشاب قبل جزّها أو العمل بقربها.
  • ضرورة طهي اللحوم جيّدًا في حال كان مصدرها حيوانات بريّة.
  • تجنّب شُرب المياه من أيّ مصادر قد تكون ملوَّثة.
  • ضرورة ارتداء القفازات عند التعامل مع الحيوانات الميّتة، خاصّةً الأرانب أو القوارض.

ويُشار إلى أنّ البكتيريا المسؤولة عن حُمّى الأرانب يُمكنها البقاء فترة طويلة على قيد الحياة في الأوساط المائيّة المُختلفة، ما يجعل الحذر منها ضروريًّا عند السباحة أو التواجد بالقرب من البُحيرات والبرك أيضًا، وفقًا لما أشارت إليه مُراجعة بحثيّة منشورة في مجلّة (Emerging Microbes & Infections) عام 2019م.[١١]

هل يوجد لقاح متاح لمرض حمى الأرانب؟

كلا، حتّى الآن لا يوجد لُقاح مُحدّد وموافق عليه للحدّ من الإصابة بمرض حُمّى الأرانب.[٥]

ملخص المقال

تُصنّف حُمّى الأرانب ضمن الأمراض المُعدية النادرة، التي يجدر علاجها سريعًا لتفادي مُضاعفاتها، وهي ناجمة عن بكتيريا تُصيب الأرانب وبعض أنواع الحيوانات الأُخرى، وتنتقل إلى الأفراد عادةً عند التعامل مع الحيوانات المُصابة أو التعرّض للسعات الحشرات الناقلة للمرض، كما تختلف الأعراض الظاهرة على المُصابين تبعًا لمكان الإصابة في الجسم، ومن الضروريّ مُراجعة الطبيب عند الشكّ بالتقاط العدوى.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "What Is Tularemia?", webmd, 16/5/2020, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Tularemia", clevelandclinic, 5/6/2018, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  3. Jill Ellis, Petra C. F. Oyston, Michael Green and others. (18/12/2020), "Tularemia", asm, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Tularemia", mayoclinic, 6/11/2020, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش Dr Roger Henderson (19/10/2016), "Tularaemia", patient, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Signs & Symptoms", cdc, 13/12/2018, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Tularemia", healthline, Retrieved 17/12/2021. Edited.
  8. "Tularemia facts", avma, 27/6/2003, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  9. "Frequently Asked Questions (FAQ) About Tularemia", cdc, 4/4/2018, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  10. " Tularemia", nj, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  11. Aurelie Hennebique, Sandrine Boisset, and Max Maurin. (9/7/2019), "Tularemia as a waterborne disease: a review", ncbi, Retrieved 15/12/2021. Edited.
4826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×