ما أسباب الاعتلال العصبي المحيطي؟

كتابة:
ما أسباب الاعتلال العصبي المحيطي؟

الاعتلال العصبي المحيطي

يُقسّم الجهاز العصبي في جسم الإنسان نوعين رئيسَيْن: الأول يُعرف بالجهاز العصبي المركزي؛ والذي يتكوَّن من الدماغ والحبل الشوكي، والثاني الجهاز العصبي المُحيطي؛ والذي يضمّ كلّ الأعصاب المُتفرِّعة عن الدماغ والحبل الشوكي والممتدة للأجزاء الأخرى في الجسم؛ كالعضلات والأعضاء، ومهمَّته الأساسيَّة ربط الجهاز العصبي المركزي بالجلد والأعضاء والأطراف، والذي يسمح بالتفاعل مع المحفِّز البيئي.[١]

وهنا تجب الإشارة إلى أنَّ الاعتلال العصبي المحيطي (Peripheral neuropathy) يُعبِّر عن الاضطراب الذي يحدث عند تعرُّض الأعصاب المكوِّنة للجهاز العصبي المحيطي للتدمير أو التلف؛ ممَّا يؤدي إلى ظهور عُطل في أدائها لوظائفها، واضطراب التوصيل العصبي الطبيعي، ويُعدّ الاعتلال العصبي الطرفي من الاضطرابات المُزعجة، والتي يجرى علاج المصاب بها بكفاءة بعد الوقوف على أسباب حدوثها، ومعرفة ما إذا كان ناجمًا من مشكلة مرضيَّة خطيرة.[٢]


أنواع الاعتلال العصبي المحيطي

يُصنَّف الاعتلال العصبي المحيطي اعتمادًا على سبب المشكلة أو الأعصاب المتضرِّرة إلى عِدَّة أنواع مختلفة، وفي الآتي توضيح لمجموعة من أبرزها:[٣]

  • اعتلال الاعصاب المتعدِّدة أو اعتلال الأعصاب المتناظر (Polyneuropathy)‏: فالعديد من حالات الاعتلال العصبي المحيطي تُصنّف تحت هذا النوع، ومن اسمه فهو يعبِّر عن وجود خلل في عدد من الأعصاب الطرفيَّة في الوقت ذاته.
  • اعتلال العصب الأحادي (Mononeuropathy): هو المرض الناتج من تعرُّض واحد من الأعصاب الطرفيَّة للتلف.


أسباب الإصابة بالاعتلال العصبي المحيطي

العديد من الأمراض الكامنة قد تبدو سببًا لحدوث الإصابة بهذا المرض، وفي الآتي ذكر عددٍ منها:[٢]

  • التعرض لإصابة: هو من أبرز أسباب تعرُّض الأعصاب للتلف، ومن الإصابات التي قد تسبب اعتلال الأعصاب المحيطيَّة: السقوط، وحوادث المركبات، والكسور، وربما أيضًا قلة النشاط والبقاء في وضعية واحدة لمدة طويلة، ومن أشهر أنواع الاعتلال العصبي المحيطي الناتج من تعرض العصب للضرر، والنوع الذي يتعرَّض فيه العصب الذي يغذِّي رسغ اليد ويحفز الحركة والإحساس فيه للضغط، والذي يسبب ما يعرف بـمتلازمة النفق الرسغي (Carpal tunnel syndrome).
  • العدوى وأمراض المناعة الذاتية: وفي الآتي مجموعة منها:
    • جدري الماء، والهربس النطاقي (Shingles)، وفيروس إبشتاين-بار (Epstein–Barr virus).
    • أمراض المناعة الذاتية؛ مثل: مرض الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، فهذه الأمراض تؤثر في الأعصاب الطرفيَّة بطرق متعدِّدة.
    • الالتهاب المزمن، وتلف الأنسجة في كل أنحاء الجسم.
    • مرض لايم (Lyme disease).
    • الأشخاص الذين يعانون من عدوى فيروس عوز المناعة البشري أو مرض الإيدز.
  • التعرض للذيفان أو التوكسين (Toxins) أو تناول الكحوليات: تناول الكحوليات أو التعرض للمواد الكيميائية السامة؛ كالمبيدات الحشرية، والمذيبات، أو العناصر الثقيلة؛ كالرصاص والزئبق، قد يسبب تلف النسيج العصبي، والإصابة باعتلال الأعصاب المحيطية.
  • تناول بعض الأدوية: قد يحدث الاعتلال العصبي المحيطي نتيجة تناول أنواع معيَّنة من الأدوية، ومنها:
    • بعض أدوية ضغط الدم.
    • مضادات الاختلاج (Anticonvulsants) التي تُستخدَم لعلاج مرضى نوبات الصرع.
    • أدوية علاج مرضى السرطان.
    • الأدوية المضادة للعدوى البكتيريَّة.
  • الأمراض المعمَّمة: يُعدّ الاعتلال العصبي المحيطي المصاحب لـمرض السكري واحدًا من أبرز أشكال الاعتلال العصبي المحيطي، والذي يُسفر عنه فقد الإحساس في الأطراف، والشعور بالتنميل والألم، ومن الأمراض المزمنة الأخرى التي قد تسبب التلف العصبي ما يأتي:
    • الأمراض التي تسبب الالتهاب المزمن الذي قد ينتشر إلى الأعصاب، أو يؤدي إلى تلف النسيج الضام المحيط بالأعصاب.
    • قصور الغدة الدرقية؛ هي الحالة التي تحدث نتيجة عدم إنتاج الجسم ما يكفي من هرمونات الدرقيَّة، والذي بدوره يؤدي إلى احتباس السوائل، والضغط على النسيج العصبي المحيط.
    • نقص عدد من الفيتامينات في الجسم؛ مثل: فيتامين ب 12، وب6، وب1، وفيتامين E، وهي الفيتامينات الضرورية لصحة الأعصاب ووظائفها.
    • اضطرابات الكلى، التي يحدث فيها ارتفاع في كمية السموم المتراكمة في الجسم، والتي تتسبِّب في تلف النسيج العصبي.
  • الاعتلال العصبي الوراثي: الذي يحدث نتيجة الإصابة بإحدى الأمراض الوراثية التي تؤثر في الأعصاب الطرفيَّة، ومن هذه الأمراض مرض شاركو - ماري - توث (Charcot-Marie-Tooth disease) من النوع الأول.[٣]
  • الاعتلال العصبي المحيطي مجهول السبب: النوع الذي يحدث لأسباب غير معروفة، ويُصنَّف العديد من حالات الاعتلال العصبي المحيطي ضمن هذا النوع.[٣]


عوارض الاعتلال العصبي المحيطي

توجد في جسم الإنسان أنواع مختلفة من الأعصاب تُقسّم ثلاثة أنواع رئيسة؛ هي: الأعصاب الحسيَّة، والأعصاب الذاتية، والأعصاب الحركية؛ لذا تعتمد العوارض التي يعاني منها الفرد على نوع الأعصاب المتضرِّرة، وفي الآتي مجموعة منها:[٤]

  • الضعف العضلي.
  • الحساسيَّة الشديدة تجاه اللمس.
  • الشلل، في حالة تأثر الأعصاب الحركيَّة.
  • فقدان التناسق في الجسم، والسقوط.
  • الشعور بألم حادّ، أو واخز، أو خافق، أو حارق.
  • الشعور بألم أثناء ممارسة الأنشطة التي من المفترض ألّا تسبب الألم؛ كالألم الذي يظهر في القدمين عند وضع وزن الجسم عليهما، أو في حال الوجود تحت البطانية.
  • بدء الشعور التدريجي بـالتنميل، أو الوخز في القدمين أو اليدين، والذي قد ينتشر إلى الساقين والذراعين.
  • الشعور بوجود قفازات على اليد أو جوارب على القدمين بينما لا توجد فعلًا.
  • عوارض تلف الأعصاب الذاتية (Autonomic nerves)، ومنها:
    • اضطرابات في المثانة والأمعاء والهضم.
    • عدم تحمّل الحرارة.
    • تغييرات ضغط الدم، والذي يرافقه ظهور مجموعة من العوارض؛ كالدوخة، والدوار.
    • التعرق الزائد، أو توقف التعرق.


علاج مرضى الاعتلال العصبي المحيطي

يعتمد العلاج في حالة الإصابة بهذا المرض على الاضطراب أو السَّبب الكامن الذي أدّى إلى حدوثه، فعلى سبيل المثال، في الحالات التي يحدث فيها الاضطراب بسبب نقص الفيتامينات يساعد تعديل نقص الفيتامينات في العلاج، وقد تبدو السيطرة على مستويات السكر في الدم أمرًا ضروريًّا في حال كان مرض السكري السبب وراء الاعتلال العصبي المحيطي، وعمومًا، يوجد العديد من الطرق العلاجية التي تساهم في تخفيف الألم والعودة للأنشطة الاعتياديَّة، وفي الآتي مجموعة منها:[٢]

  • الأدوية التي تُصرف بوصفة من الطبيب: ومنها ما يأتي:
    • حقن الكورتيكوستيرويد (Corticosteroid injections).
    • مضادات الاكتئاب؛ مثل: الأَميتريبتيلين (Amitriptyline).
    • الأدوية المضادة للصرع؛ مثل: بريجابالين (Pregabalin)، وجابابنتين (Gabapentin).
    • مثبطات كوكس-2 (COX-2 inhibitors)‏.
    • الترامادول (Tramadol).
    • أدوية للاضطراب الجنسي؛ مثل: تادالافيل (Tadalafil)، وسيلدنافيل (Sildenafil).
  • مسكنات الألم التي تُصرَف دون وصفة: وتشتمل على الأسيتامينوفين (Acetaminophen)، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية؛ كالأسبرين والآيبوبروفين (Ibuprofen).
  • العلاج الطبي: الذي يلجأ إليه الطبيب للسيطرة على العوارض، وفي الآتي مجموعة من هذه الوسائل الطبية:
    • استخراج البلازما (Plasmapheresis): الطريقة التي تساعد في إزالة الأجسام المضادة التي قد تبدو سببًا في حدوث التهيج.
    • تلقي حقنة مخدرة مباشرة في العصب في حال انسداده.
    • تركيب الجبيرة أو القوالب المريحة، والتي قد تخفِّف من تأثير الاعتلال العصبي في الساق، أو القدم، أو اليدين، أو الذراعين عن طريق تزويد هذه الأجزاء بالدعم وتخفيف الألم.
    • التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد (Transcutaneous electrical nerve stimulation): يساعد هذا العلاج في تخفيف الألم، وفيه توضع أقطاب على الجلد مهمِّتها إرسال ومضات بسيطة من الكهرباء في الجلد بهدف منع انتقال إشارات الألم إلى الدماغ.


تشخيص الإصابة بالاعتلال العصبي المحيطي

لتشخيص الإصابة بهذ النوع من الاعتلال والكشف عن أسباب حدوثه توجد مجموعة من الخطوات التي قد يُجريها الطبيب، وفي الآتي ذكر بعض منها:[٥]

  • أخذ التاريخ الطبي الكامل للمريض، ومعرفة العوارض التي يعاني منها، ونمط حياته، والتاريخ العائلي للإصابة بـالأمراض العصبية.
  • إجراء الكشف العصبي لفحص قوة العضلات، والإحساس، ورد الفعل.
  • إجراء مجموعة من الاختبارات إنْ استدعى الأمر؛ كاختبارات التصوير، وفحوصات الدم، وخزعة من العصب، وخزعة من الجلد، واختبار الوظيفة العصبيَّة، وغيرها من الاختبارات.


المراجع

  1. Kendra Cherry , "How the Peripheral Nervous System Works"، verywellmind, Retrieved 28-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Elea Carey, "Peripheral Neuropathy"، healthline, Retrieved 28-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Understanding Peripheral Neuropathy -- the Basics", webmd, Retrieved 28-7-2020. Edited.
  4. "Peripheral neuropathy", mayoclinic, Retrieved 28-7-2020. Edited.
  5. "Peripheral neuropathy", mayoclinic, Retrieved 28-7-2020. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×