ما أسباب التحسس من التخدير؟

كتابة:
ما أسباب التحسس من التخدير؟

التحسس من التخدير: ما هو؟

تختلف ردود الفعل التحسُّسية عند الأفراد باختلاف طبيعة تفاعل أجسامهم مع المواد، فالبعض يُبدي تحسُّسًا من بعض أنواع الأطعمة، بينما تظهر الحساسيَّة عند آخرين بسبب لسعات الحشرات، أو استخدام أنواع مُعيَّنة من الأدوية، وغيرها.

ثمَّة طيف واسع من تفاعلات الحساسيَّة التي تتراوح في شِدَّتها بين الخفيفة التي قد تظهر على صورة طفح جلدي فقط، والشديدة التي قد يصاحبها ضيق في التنفس، وتجدر الإشارة إلى احتمال إصابة الأفراد بالحساسيَّة من التخدير.

يُمكن تعريف حساسية التخدير بأنَّها استجابة الجهاز المناعي التحسسية في الجسم عند التعرُّض للمواد المستخدمة في  التخدير، ولحسن الحظ تعدّ هذه المُشكلة نادرة الحدوث، إذْ توجد حالة واحدة تقريبًا، تُعاني من التحسس لمواد التخدير من بين 5-25 ألف حالة.

على الرغم من نُدرة حدوثه، يُعدّ التحسُّس من التخدير واحدًا من المشكلات الخطِرة، خاصةً في حالة صعوبة تمييز الأعراض التحذيريَّة للتفاعلات التحسسيَّة، ونتيجة لأخذ الشخص مجموعة واسعة من الأدوية خلال العملية الجراحية.[١]


ما أسباب التحسس من التخدير؟

يتعرَّض الشخص خلال التخدير للعديد من المواد، كالمعقِّمات، وأنواع مُعيَّنة من الأدوية، وغيرها، وقد يُبدي تحسُّسًا تجاه أنواع منها، وفي الآتي بعض أهم الأمثلة على المواد التي تسبب التحسس خلال التخدير:[٢][٣]

  • العامل المُحصِر للوصل العضلي العصبي (Neuromuscular blocking agents) أو اختصارًا (NMBAs)، وهي الأدوية التي تمنع حركة العضلات، وغالبًا ما يحدث التحسُّس من التخدير بسبب هذه المواد.
  • كلورهيكسيدين (Chlorhexidine) المستخدم للتعقيم.
  • المضادات الحيوية، مثل تيكوبلانين (Teicoplanin)، وأموكسيسيلين/حمض كلافولانيك (Amoxicillin/clavulanic acid).
  • مواد تسبب االحساسية من التخدير أقل شيوعًا، منها سكسينيلاتيد جيلاتين (Succinylated Gelatin)، ومنتجات الدم، وأوندانسيترون (Ondansetron)، وبروبوفول (Propofol)، وأبروتينين (Aprotinin)، والبروتامين (Protamine)، وإيبوبروفين (Ibuprofen).
  • صبغة أزرق باتنت (Patent Blue dye) التي تُعطَى أثناء الجراحة بهدف تسهيل رؤية الغدد الليمفاوية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ مُعظم تفاعلات الحساسيَّة من التخدير، تحدث خلال التخدير العام (General anesthesia)؛ وهي الحالة التي يُعطَى فيها المريض أدوية تسبِّب فقدانه الوعي مؤقتًا لإجراء الجراحة، بينما تكون تفاعلات الحساسية من التخدير أقل شيوعًا عند استخدام أنواع أخرى من التخدير، مثل:[٢]

  • التخدير حول الجافية (Epidural anesthesia): الذي ينطوي على إعطاء حقنة مخدرة في الحيز حول الحبل الشوكي.
  • التخدير الموضعي (Local anesthesia): وهي الحالة التي تُعطى فيها حقنة المخدِّر موضعيًّا في الجلد.
  • التهدئة الواعية: (conscious sedation) هي في حال إعطاء الأدوية التي تؤدي إلى الشعور بالنعاس والنسيان أثناء الجراحة دون فقدان الوعي. 


ما العوامل المساعدة لحدوث التحسس من التخدير؟

تزداد فرصة حدوث التحسس من التخدير، لوجود عوامل معينة، منها ما يأتي:[٤]

  • الحساسية من التخدير في وقتٍ سابق: إنَّ التعرُّض لتفاعل تحسُّسي يهدِّد الحياة خلال تخدير سابق، قد يزيد من خطر حدوث تفاعلات الحساسية خلال التخدير لاحقًا، وهو عامل خطورة رئيسي في حالة استخدام الدواء المسبِّب للحساسيَّة مرة أخرى.
  • العوامل البيئية: التعرُّض مُسبَقًا لمواد كيميائية أخرى، سواء مستحضرات تجميليَّة، أو أطعمة، أو منتجات صناعية، تُؤدي إلى تكوين الأجسام المضادة (IgE)، قد يكون سببًا في حدوث تفاعل تحسسي عند استخدام أدوية التخدير.
  • التأتب (Atopy): تعدّ من عوامل الخطورة التي تسبِّب التحسس من المُرخيات العضلية والاتكس.
  • الحساسية من الأطعمة: عندما يُبدي الشخص تحسُّسًا من بعض أنواع الفاكهة؛ كالموز، والكيوي والأفوكادو، ربما يؤدي ذلك إلى ارتفاع خطورة حدوث الحساسية من التخدير بسبب مادة اللاتكس الموجودة في المطاط المُستخدَم في الجراحة.
  • الجنس: فعدد النساء اللواتي يُعانين من حالة التحسُّس من التخدير أكبر من الرجال، خاصةً بعد البلوغ، ربما يعود ذلك إلى دور الهرمونات الجنسية الأنثوية في زيادة تفاعلات الحساسية عند النساء تجاه المركبات ذات الوزن الجزيئي المنخفض بعد سن البلوغ.


كيف يمكن تشخيص التحسس من التخدير؟

تقوم استراتيجيَّة التشخيص على معرفة التاريخ الصحي للمريض، وخضوعه للتخدير مسبقًا، وظهور أيَّة أعراض للحساسية خلاله، تليها خطوة إجراء مجموعة الفحوصات الفورية والفحوصات التي تُجرى بعد 4-6 أسابيع من حدوث التحسُّس في بعض الحالات التي يُتوقَع خلالها وجود تحسُّس ما.

أيّ تفاعل تحسسي متوقَّع حدوثه خلال التخدير يجب فحصه باختبارات قبل وبعد الجراحة، وفي الآتي ذكر لمجموعة من هذه الاختبارات:[٤]

  • الفحوصات الفورية: قد يُجري الطبيب عددًا من التحاليل، مثل؛ تحديد مستوى تريبتاز (Tryptase) والهستامين في الدم، بالإضافة إلى تحديد مستوى الغلوبيولين المناعي هـ (IgE)؛ فارتفاع مستويات التريبتاز والهستامين يدل على ارتفاع احتمالية ظهور الأعراض المرتبطة بتفاعلات التحسُّس الفورية.
  • الفحوصات الثانوية: التي تتضمن إجراء اختبار الجلد؛ الذي يُجرى عادةً بعد 4-6 أسابيع من حدوث الحساسية من التخدير، ويُستَخدم فيه جميع المواد التي استُخدِمت خلال التخدير، ويجدر الذكر، أنَّه من المُمكن إجراء اختبارات الجلد في وقت مبكر إذا لزم الأمر، غير أنَّ النتائج سلبية تستدعي تأكيدًا في وقت لاحق، ومن الفحوصات الثانوية الأخرى؛ قياس التدفق الخلوي (Flow cytometry)، واختبارات التحدي (Challenge tests) وهو الاختبار الذي يُستخدَم للكشف عن الحساسيَّة تجاه التخدير الموضعي وبعض المضادات الحيوية واللاتكس، ويُجريه الطبيب في حال الحصول على نتيجة سلبية لاختبارات الجلد.


وفي الحقيقة، تختلف علامات حدوث تفاعلات الصدمة التحسسية بين الأفراد، ولكنْ يبدأ التشخيص عند ملاحظة بعض الأعراض؛ كانخفاض ضغط الدم، والشرى، والصفير أثناء التنفس، والطفح الجلدي، بالإضافة لاحتباس السوائل حول الفم والعينين والفم، والحلق، وصعوبة التنفس، ويكون أخصائي التخدير مدربًا للسيطرة على الأعراض وملاحظتها في غرفة العمليات.[٥]


هل من الضروري عمل اختبار للتحسس من التخدير قبل العملية؟

في الوقت الحاضر، لا يوجد بيانات متوفرة تؤكد أهميَّة إجراء اختبارات الجلد في تأكيد حدوث تفاعلات صدمة الحساسية خلال التخدير، لذا لا يوصى بإجراء الفحوصات التشخيصيَّة لعامة الأفراد، ويُستَثنى من ذلك الأشخاص الذين ترتفع لديهم خطورة حدوث التحسس من التخدير، وهؤلاء المرضى هم:[٤]

  • المرضى الذين تعرّضوا مسبقًا لرد فعل تحسُّسي في تخدير سابق، لإحدى العوامل لكنْ لم يُحدَّد نوعه.
  • الأفراد الذين يُظهرون حساسية تجاه الأدوية التي تُستخدَم خلال التخدير.
  • المرضى الذين يعانون من حساسية اللاتكس_هي المادة الموجودة في المطاط_.


ما هي طرق تقليل مخاطر التخدير؟

في الحقيقة، يعدّ مجال التخدير في وقتنا الحاضر آمنًا وقليل المخاطر، ومع ذلك يوجد عدد من الطرق التي يمكن اتباعها لتقليل مخاطر التعرض للتخدير المحتملة، ومن هذه الطرق ما يأتي:[٦]

  • مقابلة فريق التخدير؛ تعدّ طريقة جيدة لمساعدة المريض على فهم مخاطر التخدير، ومعرفة الخيارات المتاحة، وفي هذه الحالة، يجب التعرف على العوامل التي قد تؤثر على مخاطر التخدير؛ كالمشكلات الصحيَّة والعمر.
  • التأكد من معرفة ما إن كان أحد أفراد العائلة قد عانى من رد فعل تحسُّسي سيئ للتخدير.
  • إخبار الطبيب ما إن كان أحد أفراد العائلة قد عانى من حساسية للتخدير مسبقًا.
  • سؤال الطبيب حول بدائل التخدير العام، فأحيانًا تتوفر خيارات أخرى مطروحة بديلة ومناسبة، ولكنْ يكون التخدير العام ضروريًّا في بعض الحالات.
  • اتباع تعليمات الطبيب حول تناول الطعام قبل العمليَّة؛ إذْ يُطلب من المريض غالبًا عدم تناول الطعام في الليلة التي تسبق الجراحة، لتجنب التقيؤ وانتقال بعض الطعام إلى الرئتين خلال العملية.


المراجع

  1. "ALLERGIC REACTIONS DURING SURGERY", www.cas.ca, Retrieved 2020-08-14. Edited.
  2. ^ أ ب Nancy Moyer (2019-03-20), "Can I Be Allergic to Anesthesia?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
  3. "Anaesthesia, surgery, and life-threatening allergic reactions: epidemiology and clinical features of perioperative anaphylaxis in the 6th National Audit Project (NAP6)", bjanaesthesia.org, 2018-07-01, Retrieved 2020-08-14. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Perioperative Allergic Reactions", www.worldallergy.org, Retrieved 2020-08-14. Edited.
  5. "POSSIBLE COMPLICATIONS", asa.org.au, Retrieved 2020-08-14. Edited.
  6. "The Risks of Anesthesia and How to Prevent Them", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
2032 مشاهدة
للأعلى للسفل
×