محتويات
أسباب الفوبيا
الفوبيا أو الرّهاب (بالإنجليزية: Phobia) هو شعور داخلي بالخوف الشديد وغير المنطقي، ويتمثل بعدة سلوكيات غير عقلانية وغير مبررة، حيث يشعر المصاب بهذه الحالة بالخوف الشديد من وقوع أذى له، بالإضافة لشعوره بالخطر، والرغبة بالهرب من المواجهة، وتكون الفوبيا مترافقة مع عدة أعراض، ولها أسباب كثيرة،[١] وفيما يأتي أبرز تلك الأسباب:
العوامل الوراثية
يمكن أن تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في الإصابة بالفوبيا، إذ أظهرت الأبحاث أن بعض أنواع الرهاب يمكن أن تكون متوارثة في بعض العائلات، فعلى سبيل المثال؛ يمكن للتوائم الإصابة بالنوع نفسه من الرهاب الذي ينتقل إليهم من أحد الوالدين أو الأقارب، وبالرغم من ذلك، فإن العديد من الأشخاص الذين يعانون من الرهاب ليس لديهم أقارب يعانون من الحالة ذاتها.[٢]
العوامل الثقافية
يمكن لبعض أنواع الرهاب أن تنتشر بين ثقافات معينة، فعلى سبيل المثال؛ الرهاب الاجتماعي الياباني (تايجين كيوفوشو) يظهر حصريًا في اليابان، ويعني الخوف من تعريض الآخرين للإساءة أو الإيذاء في المواقف الاجتماعية المختلفة، وهو يختلف عن الرهاب الاجتماعي الشائع الذي يخاف فيه الشخص من التعرض للإحراج في المواقف الاجتماعية، وبالتالي فإن الثقافة تلعب دورًا في ظهور وتطور أنواع معينة من الرهاب.[٢]
العوامل السلوكية والبيئية
قد يصاب بعض الأشخاص بالرهاب نتيجة مواقف كانوا قد تعرضوا لها في طفولتهم المبكرة أو المتأخرة، فعلى سبيل المثال؛ يمكن أن يظهر رهاب الكلاب لدى بعض الأشخاص نتيجة تعرضهم لهجوم من الكلاب في سن صغيرة، كما من الممكن أن يصاب الأشخاص باضطراب القلق الاجتماعي نتيجة تعرضهم لمواقف محرجة أو للتنمر في مرحلة الطفولة أو المراهقة.[٢]
كما قد يلعب الخوف المفرط للآباء على أبنائهم دورًا في تطور بعض أنواع الرهاب لديهم، بالإضافة إلى أن بعض الأشخاص يمكنهم الإصابة بالرهاب لمجرد سماعهم عن تجارب ومخاوف الآخرين من أمر معين.[٣]
أعراض الفوبيا
يمكن أن يسبب الرهاب لمن يعانون منه أعراضًا عقلية وجسدية وسلوكية عند تعرضهم للمواقف التي يخشون حدوثها، أو عند التفكير فيها فقط،[٣] وفيما يأتي أبرز أعراض الفوبيا:
الأعراض العقلية
وهي الأعراض التي تؤثر في طريقة التفكير والشعور، ومنها:[٣]
- الخوف الشديد جدًا.
- الشعور بالرغبة أو الحاجة إلى الهروب.
- الشعور بالخطر.
- الشعور بالانفصال عن العالم.
الأعراض الجسدية
وهي الأعراض التي تؤثر مباشرة في الجسم، ومنها:[٣]
- تغيرات في معدل ضربات القلب.
- الرجفة والقشعريرة.
- التعرق وارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الغثيان.
- آلام واضطرابات في المعدة.
- ضيق وألم في الصدر.
- صعوبة في التنفس والشعور بالاختناق.
- الشعور بالدوار.
- الإغماء.
- شحوب الوجه.
- ضعف في الرؤية.
الأعراض السلوكية
وهي الأعراض التي تؤثر في سلوك الفرد ونمط حياته أو روتينه أو عاداته، ومنها:[٣]
- تجنب التعرض للمواقف التي تثير الخوف لديه؛ كتجنب الذهاب للمستشفى أو طبيب الأسنان للخوف من الإبر.
- تجنب الذهاب لبعض المناطق خوفًا من الظواهر الطبيعية التي قد تحدث فيها؛ كتجنب الاقتراب من المناطق الساحلية خوفًا من حدوث الأعاصير.
- تجنب التغيرات في نمط الحياة أو مكان المعيشة؛ كعدم شراء منزل أو قبول وظيفة في مكان مطل على نهر أو بحيرة أو محيط نتيجة الخوف من السباحة أو الغرق.
أعراض الفوبيا عند الأطفال
تظهر على الأطفال المصابين بنوع معين من الفوبيا أعراض مختلفة، فيما يأتي أبرزها:[٣]
- البكاء المستمر.
- نوبات الغضب.
- التشبث الدائم بالوالدين والخوف من الانفصال عنهما؛ لأنهما مصدر الأمان بالنسبة له.
تشخيص الفوبيا
يمكن الاستعانة بالطبيب النفسي لتشخيص الفوبيا لدى الأشخاص، والذي يعتمد في تشخيصه على الأعراض التي يعاني منها المصاب، بالإضافة إلى الفحص السريري، والمعايير التشخيصية المشتركة بين أنواع الفوبيا جميعها، وفيما يأتي أبرز تلك المعايير:[٤]
- التأثير على حياة المصاب
يتم تشخيص الرهاب الذي له تأثير كبير في حياة المصاب بطريقة أسرع.
- تجنب المواقف المخيفة
بعض الأشخاص الذين يعانون من الرهاب، والذين يمكن تشخيصهم سريرًا قادرين على تحمل المواقف التي يخافون منها، إلا أنهم يحاولون دائمًا تجنب التعرض لتلك المواقف.
- القلق السابق لأوانه
يميل المصابون بأنواع معينة من الفوبيا إلى التركيز على الأحداث المستقبلية التي قد تتضمن المواقف التي تخيفهم.
علاج الفوبيا
يمكن استخدام مجموعة من الطرق لعلاج الفوبيا، وفيما يأتي أبرزها:
العلاج السلوكي
يوجد عدد من الخيارات للعلاج السلوكي للرهاب، وفيما يأتي أبرزها:[٥]
- العلاج بالتعرض
وذلك بتعريض الأشخاص المصابين بنوع معين من الرهاب للأسباب المؤدية إليه عبر خطوات تدريجية، مما يساعدهم على تغيير استجابتهم لمصدر الخوف، فعلى سبيل المثال؛ يمكن اتخاذ عدة خطوات لعلاج من يعانون من فوبيا السفر بالطائرة؛ كالتفكير أولًا في الطيران، ومن ثم رؤية صور للطائرات وأشخاص يذهبون للمطار، وبعد ذلك الجلوس في طائرة وتجربة الطيران بالمحاكاة، انتهاء بركوبهم الطائرة الحقيقية.
- العلاج السلوكي المعرفي
يمكن للطبيب أو المعالج النفسي عبر العلاج السلوكي المعرفي مساعدة الشخص على تعلم طرق مختلفة لفهم مصدر الفوبيا لديه والتفاعل معه، كما يعلمه كيفية التحكم في مشاعره وأفكاره؛ مما يجعل تكيفه مع الرهاب أسهل.
العلاج بالأدوية
يمكن للطبيب وصف بعض الأدوية للمصاب بالرهاب لمساعدته على علاج الأعراض المصاحبة له، ومنها:[٦]
- مضادات الاكتئاب.
- المهدئات.
- حاصرات مستقبلات بيتا.
أنواع الفوبيا
يوجد أنواع عدة من الفوبيا، يمكن تقسيمها ضمن عدة أصناف رئيسية كما يلي:[٢]
- فوبيا الحيوانات
مثل؛ الخوف من الحشرات، أو الزواحف، أو الحيوانات المفترسة، أو الخوف من الحيوانات الأليفة.
- فوبيا الطبيعة
مثل؛ الخوف من البحار، والرياح، والأشجار، والخوف من عتمة الليل، والخوف من المرتفعات الجبلية، ومن الأماكن المفتوحة والمساحات الواسعة، أو الأماكن المغلقة وغيرها.
- الخوف من مواقف معينة
مثل الخوف من الحديث أمام الناس، والخوف من الامتحان، والخوف من الاستحمام، والخوف من الضوضاء.
- الخوف من الأمور الطبية
مثل؛ الخوف من الطبيب، والخوف من الحقن، والخوف من الألم، والخوف من رؤية الدم.
المراجع
- ↑ "Phobias", healthline, Retrieved 27/8/2023. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Understanding Phobias and Their Possible Causes", verywellmind, Retrieved 27/8/2023. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Phobias", clevelandclinic, Retrieved 27/8/2023. Edited.
- ↑ "Diagnostic Criteria for Phobias", verywellmind, Retrieved 27/8/2023. Edited.
- ↑ "Everything you need to know about phobias", medicalnewstoday, Retrieved 27/8/2023. Edited.
- ↑ "Overview - Phobias", nhs.uk, Retrieved 27/8/2023. Edited.