ما أسباب وضعية الجنين المقعدي؟

كتابة:
ما أسباب وضعية الجنين المقعدي؟

وضعية الجنين المقعدي

رحم المرأة المكان الذي يعيش فيه الجنين لمدة 9 أشهر في أغلب الحالات، لكن هل تخيلنا الوضعية التي يبدو فيها الجنين في داخله؟ وهل تتغيّر هذه الوضعية بناءً على حجم الرحم وعمر الجنين؟

في الحقيقة يتحرّك الجنين داخل رحم المرأة طوال مرحلة الحمل؛ لذلك يتّخذ العديد من الوضعيات، وكلّما كان عمر الجنين أصغر تحرّك بسهولة أكبر في الرحم، وشعرت بحركته الأم، ومع تقدُّم عمر الحمل تنخفض هذه الحركة لصغر حجم الرحم مقارنة بحجمه، وحينها يحاول توجيه رأسه للأسفل استعدادًا للولادة،[١] ويحدث ذلك في الأسابيع الآخيرة السابقة للولادة، لكن في حال فشل الجنين في اتخاذ هذه الوضعية؛ أي أصبحت مؤخرته هي المتوجهة إلى عنق الرحم بدلًا من رأسه، فحينها يُطلَق على هذه الوضعية اسم وضعية الجنين المقعدي (Breech births)، وتُعدّ هذه الحالة شائعة تحدث في طفل من أصل 25 طفلًا مكتمل النمو في الرحم، ويستطيع الطبيب اكتشاف هذه الحالة عند إجرائه الفحص الدوري قبل أسابيع من الولادة؛ إذ يضع يديه على الجزء السفلي من بطن الحامل لتحديد موقع رأس الجنين وظهره ومؤخرته، وقد يُثبِت الطبيب اعتقاده من خلال إجراء فحص الموجات فوق الصوتية، لكن هل توجد مخاطر ترتبط بهذه الوضعية؟ وهل تستطيع المرأة الولادة بصورة طبيعية؟ أم يستدعي الأمر اللجوء إلى الولادة القيصرية؟ في هذا المقال إجابات عن هذه الأسئلة.[٢]


أسباب وضعية الجنين المقعدي

على الرغم من غياب قدرة الأطباء على تحديد السبب الحقيقي وراء اتخاذ الجنين لوضعية المقعدي، لكن توجد بعض الأسباب التي يُعتَقَد أنّ لها ترابطًا بهذه الوضعية، وتُوضّح في ما يأتي:[٣]

  • موقع المشيمة: فإذا كان موقع المشيمة في الجزء العلوي من بطانة الرحم فوق رأس الطفل أو في الأسفل -أي إنّها تغلق عنق الرحم-، فقد لا يستطيع الطفل الالتفاف لاتخاذ الوضعية المثلى للولادة -رأس الطفل لأسفل-.
  • حجم السائل الأمينوسي: أو السائل الذي يحيط بالجنين، سواء أكان الحجم قليلًا؛ أي يفقد الطفل القدرة على التحرك بسهولة في رحم المرأة، أو كان الحجم كبيرًا؛ مما يتسبب في تقلب الجنين بين وضعية الرأس لأسفل وبين الوضعية المقعدية.
  • اضطرابات الرحم وتشوّهاته: يبدو شكل الرحم في هيئة إجاصة مقلوبة مجوّفة، لكن قد لا يتحقّق هذا الشكل عند بعض النساء، والذي يُعدّ مثاليًا لتطوّر الجنين، إذ يحدث هذا الخلل أثناء الولادة، وقد يتطوّر بعد الولادة نتيجة إصابة المرأة بندوب في الأنسجة بسبب خضوعها للولادة القيصرية أو عمليات جراحة من نوع آخر، أو الإصابة بالأورام الليفية التي تُعدّ حميدة تنمو في الرحم، إضافة إلى إصابة الرحم بعدوى شديدة، وكلّ هذه الحالات قد تسبب تغيير شكل الرحم؛ مما يمنع الجنين من اتخاذ الوضعية الرأسية للولادة.
  • الحمل المتعدد: أي حمل المرأة بـتوائم، إذ لا يستطيع أحد التوائم أن يتّخذ الوضعية الرأسية نتيجة صغر المساحة التي يلتفّ فيها.
  • اضطرابات لدى الجنين: في بعض الحالات النادرة قد تسبب إصابة الجنين اضطرابات في الجهاز العضلي أو الجهاز العصبي المركزي في اتخاذ الطفل للوضعية المقعدية، إضافةً إلى أنّ قصر الحبل السري قد يمنع الطفل من الالتفاف للوضعية الرأسية.

إضافة إلى ما ذُكِرَ من أسباب سابقة فقد تتوفر بعض العوامل التي ترفع من احتمال اتخاذ الجنين للوضعية المقعدية، لكنّ وجود أحد هذه العوامل لا يجزم 100% في حدوث هذه الوضعية، فقد تحدث في غياب هذه العوامل، وفي ما يأتي بيان لبعضها:[٣]

  • اتخاذ جنين في حملٍ سابق للوضعية المقعدية: ففي حال تجربة المرأة الحامل لهذه الوضعية في السابق قد تزيد فرصة تعرّضها لها في الأحمال القادمة، وهذا بسبب احتمال وجود الأسباب ذاتها لدى المرأة في الحمل الجديد كما حدث في السابق.
  • التدخين: تُظهِر نتائج بعض الدراسات أنّ التدخين قد يزيد من احتمال اتّخاذ الجنين للوضعية المقعدية.
  • ولادة أحد الوالدين بوضعية الجنين المقعدي: إذ ترتفع نسبة اتخاذ الجنين لوضعية المقعدي في حال اتّخاذ أحد والديه هذه الوضعية أثناء الولادة، لكن ما تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لإثبات صحة هذا الترابط.
  • الولادة المبكرة: كلّما ولد الجنين مبكرًا ازدادت فرصة ولادته بوضعية الجنين المقعدي، فحوالي 25% من الأطفال يتّخذون وضعية المقعدي في الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل، وتنخفض النسبة إلى حوالي 10% عند بلوغه الأسبوع الرابع والثلاثين من الحمل.


أنواع وضعية الجنين المقعدي

توجد ثلاثة أنواع مختلفة لوضعية الجنين المقعدي، ويُذكَر منها الآتي:[٤]

  • مَجيء مَقعَدِي مفرد (Frank breech): هذه الوضعية الأكثر شيوعًا بين الوضعيات الثلاثة، إذ تتمثل في توجّه مؤخرة الجنين باتجاه الأسفل خلال الولادة، مع استقامة ساقيه للأعلى أمامه، وحينها تصبح القدمان على مقربة من رأسه.
  • مجيء مقعدي مكتمل (Complete breech): تختلف هذه الوضعية عن السابقة في أنّ المؤخرة متجهة نحو قناة الولادة، مع ثني الركبتين باتجاه صدر الجنين، وتصبح القدمان بذلك على مقربة من مؤخرة الجنين وليس رأسه.
  • مَجيء مقعدي قدميّ (Footling breech): يبدو رأس الجنين لأعلى بينما تصبح إحدى قدميه أو كلتاهما متجهة نحو قناة الرحم؛ أي إنّ قدمي الطفل هما اللتان تظهران في بداية الولادة.[٣]


هل يمكن تعديل وضعية الجنين المقعدي؟

يوصي الأطباء بزيارة الحامل للعيادة باستمرار؛ إذ يسهل على الطبيب اكتشاف أي خلل قد تتعرض المرأة له دون علمها به، إذ قد يسطيع اكتشاف وضعية الجنين المقعدي؛ مما يساعده في عكس هذه الوضعية عند اقتراب موعد الولادة ببعض الطرق، والتي تُذكَر في ما يأتي:

تعديل وضع الجنين من مقعدي إلى رأسي

تعديل وضع الجنين من مقعدي إلى رأسي (External cephalic version) طريقة يتبعها الطبيب لتغيير وضعية الجنين المقعدي، وتتمثل في استلقاء المرأة الحامل على ظهرها، ثم يضع الطبيب يديه على بطن المرأة لتحديد موقع رأس الجنين، وبعد تحديده يُحدِث ضغطًا بسيطًا لتوجيه رأس الجنين إلى أسفل باتجاه قناة الولادة؛ لذلك تُطبَّق في المستشفى عند بلوغ المرأة الأسبوع السابع والثلاثين تقريبًا؛ أي على مقربة من الولادة وانتهاء مرحلة الحمل، وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى استخدام الموجات فوق الصوتية لتطبيق هذه الطريقة بصورة أكثر آمانًا.[٥]

يتأكّد الطبيب من نبضات قلب الجنين قبل إجراء التعديل وخلاله، وقد يعطي الحامل دواءً وريديًا يساعدها في إرخاء عضلات الرحم؛ مما يوفر له القدرة على تحريك الجنين بسهولة أكبر، ويساعد في تخفيف الانزعاج الذي تشعر به الحامل خلال إجرائه، ويعيد الطبيب فحص نبضات قلب الجنين بعد الانتهاء للتأكد من صحته، وعند الانتهاء من هذا الإجراء تستطيع المرأة العودة للمنزل وتزداد لديها فرصة الولادة الطبيعية. وتجدر الإشارة إلى احتمال عودة الجنين لوضعية المقعدي بعد هذا التعديل، ويعتمد ذلك على عدة عوامل؛ مثل: مدة قرب موعد الولادة، أو كمية السائل الأمينوسي المحيطة به، أو موقع المشمية، أو عدد مرات الحمل السابقة؛ لذلك قد تُمنَع هذه الطريقة عند بعض النساء، وتتضمن الحالات الآتية:[٥]

  • معاناة الحامل من نزيف مهبلي.
  • الحمل بتوائم، أو الحمل المتعدد.
  • تمزق جزئي للغشاء الأمينوسي.
  • عدم انتظام ضربات قلب الجنين.
  • انخفاض مستوى السائل المحيط بالجنين.
  • وجود المشيمة بالقرب أو إغلاقها فتحة الرحم.


طرق طبيعية لتعديل وضعية الجنين المقعدي

تبحث بعض الأمهات عن طرق طبيعية لتغيير وضعية الجنين المقعدي، إذ تتوفر بعض الطّرق التي تسهم في تعديل هذه الوضعية، لكن لا يوجد العديد من الدراسات التي تُبيّن فاعليتها بدقة؛ لذلك تجب استشارة الطبيب في المضي فيها، وتتضمن هذه الطّرق ما يأتي:[٥]

  • تمرين الميل الحوضي: يتمثل هذا التمرين في الاستلقاء على الأرض مع ثني الساقين وتثبيت القدمين على سطح الأرض، ثم رفع الحوض والوركين إلى أعلى بوضعية الجسر، والثبات في هذه الوضعية لحوالي 10-20 دقيقة، ويوصى بإجراء هذا التمرين ثلاث مرات في اليوم، وتزداد فاعليته عند مزامنته مع نشاط الجنين وحركته.
  • تغيير درجة الحرارة: إذ يستجيب الطفل لتغييرات درجة الحرارة المحيطة به، فعلى سبيل المثال، يوضع جسم بارد باتجاه رأس الجنين؛ أي أعلى بطن الحامل، ثم يوضع جسم دافئ على الجزء السفلي من بطنها.
  • تشغيل الموسيقا: وتوجيه السماعات باتجاه أسفل بطن المرأة لتحفيز الطفل على الاستجابة لها وتغيير وضعيّته.
  • العلاج بالإبر: يتمثل هذا العلاج الصيني في وخز الحامل بإبر رفيعة في مواقع محددة من جسمها؛ مما يعادل الطاقة لديها، ويساهم في إرخاء الرحم وتحفيز حركة الجنين داخل الرحم.
  • تغيير وضعية الجسم: تُتبَع بعض الحركات التي تتضمن استخدام الجاذبية الأرضية لتغيير وضعية الجنين، إذ تساهم في إرخاء عضلات الرحم والحوض والسماح للجنين بالالتفاف، وتتضمن هذه الوضعيات تمرين وضعية الطفل، الذي يتضمن وضع الركبتين والساقين ممتدّتين على الأرض ثم الانحناء للأمام ووضع الجبين على الأرض وفرد الذراعين إلى الأمام مع تثبيت اليدين على الأرض-[٦] لحوالي 10-15 دقيقة، أو وضع الساقين على الأرض مع ملامسة الركبتين واليدين للأرض وامتداد الذراعين، ثم إجراء تحريك بسيط للأمام وللخلف مع المحافظة على بقاء اليدين على الأرض.
  • المعالجة اليدوية: تتضمن هذه التقنية تحريك الحوض بطريقة تسمح بارتخاء عضلات الرحم، مما يحفز حركة الجنين في الرحم.[١]
  • الزيوت الأساسية: تدّعي بعض النساء أنّ وضعها لبعض الزيوت العطرية، كزيت النعناع، على البطن يساهم في تحفيز التفاف الجنين من تلقاء نفسه، لكن يوصى دائمًا باستشارة الطبيب قبل اللجوء إلى مثل هذه الطرق، فقد تبدو بعض الزيوت العطرية غير آمنة للحامل.[٧]


هل ولادة الجنين المقعدي طبيعية؟

إنّ عملية الولادة مُعقّدة بحدّ ذاتها، وعلى الرغم من تخطيط المرأة للولادة سواء القيصرية أو المهبلية، فقد تتغيّر الأمور طبقًا للحالة التي يواجهها كلٌّ من الجنين والأم، فعند ولادة الجنين المقعدي فإنّ الطبيب يلجأ إلى الولادة القيصرية المخطط لها سابقًا في أغلب حالات ولادة الجنين المقعدي؛ نظرًا لكونها الطريقة الأكثر أمانًا للجنين، خاصة إذا بقي الجنين بهذه الوضعية واقترب موعد الولادة المتوقع للحامل، لكن في بعض الحالات التي تتطوّر فيها هذه الوضعية بسرعة لدى الجنين فقد يلجأ الطبيب إلى تنفيذ الولادة المهبلية -الطبيعية- للمرأة؛ كونها الخيار الوحيد المتوفر في هذه الحالة، لكن ماذا لو كانت المرأة حاملًا بتوءَمَين؟ في هذه الحالة يلجأ الطبيب إلى الولادة الطبيعية، ويبدأ بتوليد الجنين الذي يتخذ الوضعية الرأسية، ثم يُولَِد الجنين الذي اتّخذ وضعية المقعدي.[٤]


ما مضاعفات وضعية الجنين المقعدي؟

طالما أنّ موعد الولادة لم يقترب فلا تسبب وضعية الجنين المقعدي ظهور أيّ مضاعفات على المرأة أو الجنين، إذ في حال ولادة الجنين وهو في هذه الوضعية قد يزيد خطر بقائه في قناة الولادة وانقطاع الأكسجين الواصل إليه من الحبل السري؛[٧] أي إنّ رأس الجنين يبقى في الرحم بينما يخرج جسده أولًا، وحينها قد لا يستطيع جسد الطفل أنّ يزيد من توسّع عنق الرحم لإعطاء المجال لخروج الرأس؛ لذلك ينحشر رأس الجنين أو كتفاه بين عظمتَي الحوض للحامل، إضافة إلى ذلك قد يتدلّى الحبل السري للأسفل خارج المهبل قبل خروج جسد الطفل خلال الولادة الطبيعية، وحينها قد ينضغط الحبل السري؛ مما يتسبب في انقطاع الأكسجين كما ذُكِرَ سابقًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المضاعفات تحدث عند ولادة الجنين المقعدي ولادة طبيعية.[٨]

بينما الولادة القيصرية المخطط لها الحل الآمن، لكنّها ما تزال عملية جراحة أساسية لا تخلو من مضاعفات العمليات؛ مثل: العدوى، أو النزيف، أو إصابة الأعضاء الداخلية بضرر ما، والتخدير المستخدم خلالها قد يُحدِث إصابة بأمراض في بعض الأحيان، إضافةً إلى تأثير الولادة القيصرية في الأحمال القادمة، فهي قد تسبب ظهور مضاعفات في المشيمة أو تمزّق الرحم.[٨]


وضعيات الجنين المختلفة داخل الرحم

كما ذُكِرَ في السابق يُعدّ توجه رأس الطفل للأسفل المعروف بعرض الرأس (cephalic presentation) بوضعية الجنين الفضلى عند الولادة، ويتّخذها الجنين خلال الأسابيع 32-36 من الحمل، لكن كما ذُكِرَ في السابق، قد يتّخذ الجنين وضعية الجنين المقعدي لأسباب مختلفة، وهذه الوضعية ليست الوحيدة التي قد تريح الجنين، وإنّما توجد وضعيات أخرى ربما تزيد من مضاعفات الولادة، ويتّضح بعضها في الآتي:[١]

*وَضعية قذلِيّة خلفيَّة (Occiput or cephalic posterior position): هيئة تتمثل في مواجهة رأس الجنين لبطن المرأة؛ أي إنّ نظر الجنين يصبح للأعلى، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الوضعية قد تزيد شدة ألم الولادة بالإضافة إلى زيادة امتداد مرحلة الولادة.

  • وضعية عرض الكتف (Transverse lie): في هذه الوضعية يستلقي الجنين بعرض الرحم؛ مما يُظهِر الكتفين كما لو أنّهما ستدخلان الحوض أولًا؛ لذلك يلجأ الطبيب إلى الولادة القيصرية في مثل هذه الحالات.


مراجع

  1. ^ أ ب ت "Fetal Positions for Birth", my.clevelandclinic.org,3-4-2020، Retrieved 7-7-2020. Edited.
  2. "Breech Births", americanpregnancy.org, Retrieved 7-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Colleen de Bellefonds (20-9-2018), "Breech Birth: What It Means for You"، www.whattoexpect.com, Retrieved 7-7-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Breech Position and Breech Birth", myhealth.alberta.ca,29-5-2019، Retrieved 7-7-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Breech Babies: What Can I Do if My Baby is Breech?", familydoctor.org, Retrieved 8-7-2020. Edited.
  6. ann pizer (27-3-2020), "How to Do Child's Pose (Balasana) in Yoga"، www.verywellfit.com, Retrieved 8-7-2020. Edited.
  7. ^ أ ب Chaunie Brusie (2-11-2016), "What You Need to Know if Your Baby Is Breech"، www.healthline.com, Retrieved 8-7-2020. Edited.
  8. ^ أ ب "If Your Baby Is Breech", www.acog.org, Retrieved 8-7-2020. Edited.
3429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×