أصل كلمة دينار
إنّ أصلّ كلمة ( دينار ) تعود لأصول يونانيّة، وهي مشتقّة من كلمة ( دينوريوس ) والّتي تعني في اللغة العربيّة ( وحدة ذهبيّة )، ومعروفٌ أنّ هذه الوحدة الذهبيّة كانت تستعمل من قبل الإغريق قديماً في بلادهم. وقد تحوّل لاحقاً اسم دينوريوس إلى ( داينار ) وذلك كان عند الإمبراطوريّة الرّومانيّة، وأتى بعد ذلك العرب، وبدورهم قد استعملوا هذا الدينار ولكن قد تمّ حذف الألف الأولى من التسمية لتصبح بعد ذلك تلفظ بـ ( دينار ) .
ويُذكر الدينار البيزنطي ودوره الهام والبارز؛ حيث كان له في شبه الجزيرة العربيّة الدور الاقتصادي الهام منذ قبل الإسلام، وحتّى بعد اعتناق شبه الجزيرة العربيّة للدين الإسلامي كان يُستعمل هذا الدينار البيزنطي فيها، وقد كان عليه صورة الإمبراطور البيزنطي هرقل، ويظهر معه ولديه وقد أحاطا به وهما يحملان صليبين .
ظهور الدينار العربي
إنّ الدينار العربيّ لم يظهر إلاّ في عام 74 للهجرة، وقد قام الخليفة عبد الملك بن مروان الأموي بالأمر لسكّه في مدينة حمص، وهو يحمل صورته، وهو يعدّ من أوّل الدنانير الّتي عرفت في الإسلام، وتوالت من بعدها عمليّة ضرب الدنانير العربيّة في مختلف البلاد العربية، فظهر الدينار الشامي، والدينار الأندلسي، والعراقي، والدينار الذي استعمل في منطقة شمال أفريقيا، وأيضاً لا يغيب عنّا الدينار الّذي فرضته الأسرة الفاطمية في مصر .
وقد كان يعرف أيضاً بأنّ العملة التي تحمل اسم دينار هي حتماً تكون وحدة ذهبيّة، إلاّ أنّ كلمة درهم كانت تدلّ على وحدة فضيّة .
إنّ الدينار يستعمل في كثير من البلاد حتى يومنا هذا، مثل ( البحرين، والكويت، والأردن، والجزائر، والعراق، وليبيا، وتونس، والسودان، وصربيا، ومقدونيا، وهنالك أيضاً الدينار الإسلامي الذهبي، وفي إيران هنالك الدينار ولكنّه يشكّل جزءاً واحداً من مئة ريال، ويوغسلافيا أيضاً كانت تستعمل الدينار قديماً).
وهنالك عشبة قد أطلق عليها قديماً اسم ( نبتة الدينار )؛ ويعود السبب في تسميتها بذلك إلى أنّها تشبه في استدارتها شكل الدينار، ولها لوناً مائلاً للذهبيّ، ولها فائدة قيّمة جداً تقدّر بقيمة دينارٍ ذهبيّ.