محتويات
تسمير البشرة
يتكوّن جلد الإنسان من ثلاث طبقات رئيسة: الأدمة، والنسيج تحت الجلد، والطبقة الخارجية المعروفة باسم البشرة، والتي تحتوي على ما يُعرف باسم الخلايا الميلانينية (Melanocyte)[١]، وتُنتج هذه الخلايا مادة الميلانين التي بدورها تتحكم بدرجة لون البشرة، فتزداد البشرة اسمرارًا عند زيادة إفراز الخلايا الميلانينية لهذه المادة، وهذا بالتحديد ما يحصل أثناء تسمير البشرة سواء عن طريق التعرض المباشر لأشعة الشمس أو للأشعة فوق البنفسجية المستخدمة في أَسِرَّة التسمير، فعند التعرّض لهذه الأشعة تزيد الخلايا الميلانينة في صورة رد فعل دفاعي إفراز الميلانين؛ مما يجعل الجلد يبدو أكثر اسمرارًا عن طبيعته.[٢]
ما أضرار تسمير البشرة؟
على الرغم من تصنيف البشرة ذات اللون البرونزي الناجمة من التسمير من الأمور الجذابة والمرغوبة مجتمعيًّا، لكنّ حالها كحال معظم الموضات الخاصة بالجَمال، فقد تحمل العديد من المخاطر أو الأضرار المرضيّة التي قد تنجم من التعرّض المتكرر أو المستمر للأشعة فوق البنفسجية، وفي ما يأتي تُوضّح هذه الأضرار.[٢][٣]
الشيخوخة المبكرة
ما تزال الأسباب الرئيسة وراء الشيخوخة البكرة للجلد غير واضحة تمامًا، لكنّ التعرّض المفرط لأشعة الشمس أو التسمير باستخدام الأسرّة الاصطناعية دون استخدام وسائل الحماية قد يتسبب في حدوث الضرر في ألياف الكولاجين والإيلاستين التي تجعل البشرة تبدو أصغر عمرًا، وبالتالي فإنّ تعرّضها للتلف يؤدي إلى تجعّد الجلد وترهّله، وقد تدلّ الأعراض الآتية على إصابة الجلد بالشيخوخة المبكرة:[٤]
- التقران السفعي؛ الذي غالبًا ما يظهر على منطقة الوجه أو الأذن أو ظهر اليدين أو الرقبة أو فروة الرأس، ويتمثّل في ظهور رقع خشنة حمراء اللون وقشرية على الجلد.
- الأوردة العنكبوتية على مناطق الجلد الأنف والرقبة والخدود.
- التجاعيد العميقة حول منطقة الفم، والعينين، والجبين.
- الترهّل العام في الجلد في المناطق المتعرّضة للأشعة.
- التصبغات الجلدية والنمش.
العمى الثلجي
قد توصف هذه الحالة بحروق العين، إذ تتأثر فيها الطبقة السطحية الرفيعة الخارجية من القرنية، وأنسجة الملتحمة، والأنسجة الداخلية لجفن العين بالأشعة فوق البنفسجية القادمة مباشرة من الشمس أو المصادر الأخرى أو المنعكسة عن الأسطح؛ مثل: الثلج وغيره، وتتمثل أعراض الإصابة في هذه الحالة بما يأتي:[٥]
- الشعور بالألم في العينين واحمرارهما، وزيادة إفراز الدموع، وازدواجية الرؤية.
- تورّم العينين والشعور بوجود جسم غريب في العين.
- الحساسية تجاه الضوء وظهور الهالات في محيط الرؤية.
- الصدّاع.
- ارتعاش الجفنين، وتقلّص حجم بؤبؤ العين.
- فقد الرؤية المؤقت في بعض الحالات النادرة.
سرطان الجلد
ترتبط الجينات الوراثية بالإصابة بسرطان الجلد بنوعيه الأساسيين: سرطان الخلايا غير الصبغية، وسرطان الخلايا الصبغية، وهو النوع الأقل شيوعًا، وعلى الرغم من أنّ الجينات تُصنّف عاملًا أساسيًا في الإصابة، لكنّ معظم حالات سرطان الجلد التي يصل عددها إلى مليون حالة سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية فقط يُشخّصها الأطباء بأنّها ناجمة من التعرّض غير المحمي لأشعة الشمس، إذ تتسبب الأشعة البنفسجية المنبعثة من الشمس في الإصابة بسرطان الجلد عن طريق إضعاف جهاز المناعة للجسم؛ وبالتالي تجريده من وسائل الدفاع الطبيعية ضد الخلايا السرطانية، ومن خلال التسبب في الضرر المباشر في المادة الوراثية لخلايا الجلد مسببًة نموّها غير الطبيعي لتكوّن كتلًا غير خبيثة أو أورامًا خبيثة، والكشف المستمر عن تطوّر سرطان الجلد من خلال فحص سطحه والبحث عن أي تغييرات في لون علامات الولادة أو حجمها، أو حب الخال، أو تقشّر بقعة معينة، أو ظهور التصبغات، أو الشعور بالألم أو الحكة في منطقة معينة بشكل مفاجئ.[٣]
حروق الجلد
تُحدَّد كمية الميلانين التي يفرزها الجسم عند التعرض لأشعة الشمس تبعًا للجينات الوراثية؛ لهذا فإنّ الأشخاص الذين لا يفرزون كمية ميلانين كبيرة عند تعرّضهم لأشعة الشمس دون وسائل الحماية المناسبة قد يتعرّضون للحروق الجلدية التي تنجم من ردة الفعل الالتهابي لخلايا الجلد الخارجية؛ إذ تصبح هذه الخلايا حمراء اللون ومتورمة مسببة الشعور بالألم للشخص المصاب، وقد تتراوح شدة الحروق ما بين الطفيفة أو التي تصاحبها تقرّحات.[٦]
هل توجد فوائد لتسمير البشرة؟
قد يحمل التعرّض لأشعة الشمس أثناء تسمير البشرة بعض الفوائد الصحية عند تنفيذه بالطريقة الصحيحة والمعتدلة التي تتضمن وسائل الحماية اللازمة، ويذكر المقال بعض هذه الفوائد في ما يأتي:[٧]
- الحصول على فيتامين د: يُصنّف هذا الفيتامين من العناصر بالغة الأهمية في الحفاظ على كثافة العظام؛ إذ يؤدي دورًا أساسيًا في زيادة امتصاص الكالسيوم في الجسم؛ وبالتالي تجنّب الإصابة بهشاشة العظام، بالإضافة إلى قدرته على تقوية العضلات وتحسين الاتزان عند كبار السن، وعلى الرغم من إمكانية الحصول على فيتامين د من المصادر الغذائية، لكنّ المصدر الأساسي يبقى من التعرّض للأشعة البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس.
- التقليل من الالتهاب وضغط الدم: إذ لاحظ العلماء زيادة في ضغط الدم عند الأشخاص الذين لا يتعرّضون كفاية للأشعة فوق البنفسجية، وانخفاضه عند الفئة المقابلة، كما أنّ للأشعة فوق البنفسجية القدرة على إضعاف رد الفعل الدفاعي لجهاز المناعة؛ مما يعني أنّها قد تساعد في تقليل أعراض حالات الالتهاب الجلد؛ مثل: الصدفية والأكزيما، والوقاية من أمراض المناعة الذاتية؛ مثل: التصلّب اللويحي.
- التقليل من احتمال الإصابة ببعض أنواع السرطان: ومنها سرطان الرئة، وسرطان الثدي.
نصائح لحماية الجلد من الحروق أثناء التسمير
هناك بعض الأمور البسيطة التي تُنفّذ عند التسمير، والتي قد يبدو لها أثر كبير في الوقاية من بعض المخاطر المصاحبة له، ومن ضمنها حروق الجلد والجفاف وغيرهما، والتي تُذكَر في ما يأتي:[٨]
- الإكثار من شرب السوائل أو الماء.
- وضع واقي الشمس المناسب للبشرة، وإعادة تطبيقه على الجلد كل ساعتين وكذلك بعد السباحة.
- تغيير وضعية الجسم بشكل متكرر للحصول على اللون المرغوب دون تعريض المنطقة المتعرضة لأشعة الشمس للحروق.
- الانتباه للمناطق التي قد يغيب التركيز عنها أثناء وضع واقٍ من أشعة الشمس؛ مثل: الأذن، وفروة الرأس إن كانت ظاهرة، والسطح العلوي للقدمين.
- ارتداء النظارات الشمسية والقبعة لحماية العينين والرأس.
المراجع
- ↑ "Layers of the Skin", training.seer.cancer.gov, Retrieved 6/7/2020. Edited.
- ^ أ ب The Healthline Editorial Team (28/12/2017), "Tanning Beds and Skin Cancer Risks"، www.healthline.com, Retrieved 1/7/2020. Edited.
- ^ أ ب "The Risks of Tanning", www.fda.gov,26/4/2019، Retrieved 6/7/2020. Edited.
- ↑ "Photoaging", dermatology.ca, Retrieved 6/7/2020. Edited.
- ↑ Daniel Porter (13/1/2020), "What is Photokeratitis — Including Snow Blindness?"، www.aao.org, Retrieved 6/7/2020. Edited.
- ↑ "Sunburn & Your Skin", www.skincancer.org, Retrieved 6/7/2020. Edited.
- ↑ Emanual Maverakis,Andrea Sukhov (1/11/2016), "The risks and benefits of tanning"، medicalxpress.com, Retrieved 6/7/2020. Edited.
- ↑ Grace Gallagher (2/1/2020), "How to Safely Get a Tan in the Sun Faster"، www.healthline.com, Retrieved 6/7/2020. Edited.