ما أهمية المسجد الحرام

أهمية المسجد الحرام

تتوق نفوس الملايين من المسلمين في كل عام للتوجه إلى بلاد الحجاز وتحديداً إلى مكة المكرمة، ملبين بالعمرة أو الحج، فهذه البقعة المباركة وهذا المسجد الحرام ليس كغيره من البقاع والمساجد لأسباب كثيرة وفضائل عديدة؛ وسنذكر أهمية المسجد الحرام بما يأتي:

قبلة المسلمين

بعد أن فرض الله -تعالى- على المسلمين الصلاة في ليلة الإسراء توجه المسلمون في صلاتهم إلى بيت المقدس نحو سبعة عشر شهراً، وقد كان المسجد الأقصى قبلة اليهود.^[١]

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُحب أن يوجهه الله نحو الكعبة، فكان يُقلّب وجهه في السماء، وعندما يصلي يجعل الكعبة بين يديه؛ حتى أنزل الله -تعالى- آياته بجعل قبلة المسلمين هي المسجد الحرام، ففرح النبي الكريم بذلك وقرّت عينه، فالمسجد الحرام هو قبلة المسلمين التي يتوجه إليها الملايين على امتداد المعمورة في صلواتهم الخمس.^[٢]

قال -تعالى-: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ).^[٣]

أول بيت وضع للناس

تنبع أهمية المسجد الحرام كذلك في كونه أول مسجد مبارك وضع للناس في الأرض للعبادة، فقد ورد في الأثر أن الملائكة امتثلت لأمر ربها -عز وجل- في بناء أول مسجد لله في مكة المكرمة وهو المسجد الحرام، وبعد أربعين سنة بني المسجد الأقصى.^[٤]

تشد إليه الرحال

من أهمية المسجد الحرام كذلك أنه تُشد الرحال إليه، ففي الحديث الشريف عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنّه لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد في الأرض، وعلى رأس هذه المساجد المسجد الحرام.^[٥]

يضاعف فيه أجر الصلاة

الله -سبحانه وتعالى- كرّم المسجد الحرام بمضاعفة أجر الصلاة فيه، فالصلاة فيه كما ثبت في الحديث الشريف تعدل مئة ألف صلاة عما سواه من المساجد، ولا يُضاعف الأجر فيه إلا لأهميته وقدسيته.^[٦]

توحيد المسلمين

في موسم الحج والعمرة ترى الملايين من المسلمين يأتون من أصقاع الأرض كافة؛ يبتغون فضل الله -تعالى- ورضوانه والأجر والثواب، وفي هذه البقاع المباركة تتوحد القلوب، وتجتمع الأجساد من غير تمييز بين أسود وأبيض، أو غني وفقير؛ لهدف واحد وغاية عظيمة هي ابتغاء رضا الله -تعالى- ورحمته.

ويوجد مزايا أخرى للمسجد الحرام؛ سنبينها فيما يأتي:

• تؤدى فيه مناسك الحج والعمرة

المسلم حينما ينوي التوجه إلى بلاد الحجاز لأداء مناسك الحج أو العمرة، فإنّ أوّل ما يبتدئ به الطواف حول الكعبة، ثم يؤدي بقية المناسك.

• نقطة الانطلاق في رحلة الإسراء

النبي -عليه الصلاة والسلام- في رحلة الإسراء والمعراج انطلق من المسجد الحرام متوجهاً إلى المسجد الأقصى حيث عرج إلى السماء، وفي هذه الرحلة إشارة لطيفة في بيان الروابط بين المسجدين.^[٧]

المراجع

1. ↑ راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 4، جزء 18.
2. ↑ "تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 12/9/2022. بتصرّف.
3. ↑ سورة البقرة، آية:144
4. ↑ "تفسير: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 12/9/2022. بتصرّف.
5. ↑ ابن باز، فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 491، جزء 14. بتصرّف.
6. ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1005، جزء 19.
7. ↑ جامعة المدينة، الدفاع عن السنة، صفحة 339. بتصرّف.