تحكّم الجسم بدرجة حرارته
إن الحفاظ على درجة حرارة الجسم المناسبة أمر بالغ الأهمية بالنسبة للبشر، ومن المقدر أن يحرق الجسم 40% من السعرات الحرارية التي يستهلكها الإنسان يوميًّا كوقود لإبقاء الجسم دافئ، إذ إن الجسم يعتمد بشكل كبير على التفاعلات الكيميائية المختلفة التي تحدث داخل الجسم وتعمل هذه التفاعلات عند الحفاظ على الجسم دافئ.
تحدث مجموعة من العمليات داخل الجسم للحفاظ على درجة حرارة الجسم ضمن الحدود الطبيعية، وهذا ما يسميه العلماء باسم التنظيم الحراري، ويرتكز التنظيم الحراري في أبسط صوره في الجسم على أمرين وهما، مقدار الحرارة التي ينتجها الجسم، ثانيًا مدى سرعة فقدان الحرارة من الجسم.
إن درجة الحرارة في مختلف أعضاء الجسم غير موحدة، إذ إن هناك أعضاء تكون أكثر دفئًا من غيرها، مثل القلب الذي تزيد درجة حرارته 3 درجات مئوية عن درجة حرارة الجسم، ويمكن أن تكون هناك أعضاء أكثر برودة من باقي أعضاء الجسم، مثل أصابع اليدين والقدمين التي قد تصل فيها درجة الحرارة إلى 30 درجة مئوية.
تُنظم درجة حرارة الجسم عن طريق منطقة من الدماغ تسمى الوطاء أو المهاد، إذ يعدّ الوطاء منظم حرارة الجسم، وعندما ترتفع درجة حرارة الجسم يزيد الوطاء من توسع الأوعية الدموية بالقرب من سطح الجلد لإطلاق الحرارة الزائدة، مما يجعل البشرة تبدو منتفخة ومتعرقة، وعند انخفاض درجة حرارة الجسم، فإن الوطاء يضيّق الأوعية الدموية للحفاظ على الحرارة، مما يؤدي إلى الشعور بالبرد في القدمين.[١]
أسباب برودة الجسم
إن برودة الجسم الدائمة والشعور بالبرد يمكن أن يعزى إلى الكثير من المسببات، أو العوامل الشائعة التي تؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الجسم، ومن هذه الأسباب ما يأتي:[٢]
- نقص فيتامين B12: يفترض الكثير من الناس أنهم يعانون من انخفاض في مستوى الحديد في الجسم، ولكنهم في الواقع يعانون من نقص فيتامين B12، إذ يؤدي انخفاض مستوى فيتامين B12 في الدم إلى الشعور بالخدر والبرودة وانخفاض طاقة الجسم.
- مشاكل الغدة الدرقية: إن عدم إنتاج الجسم لكمية كافية من هرمون الغدة الدرقية الضروري لتنظيم التمثيل الغذائي، يؤدي إلى الشعور بالبرد الدائم وبرودة الجسم.
- انخفاض الوزن: إن انخفاض الوزن يؤدي إلى برودة الجسم إلى سببين، هما، أولًا: يعد الدهن في الجسم هو العازل الحراري، لذلك فإن وجود كميات قليلة من الدهن يعني أن الجسم لا يحتفظ بالحرارة جيدًا، وثانيًا خفض السعرات الحرارية يؤدي إلى إبطاء عمليات الأيض، وذلك يعني انخفاض في قيمة الطاقة المعطاة للجسم لتدفئة نفسه.
- قلة النوم: إن عدم الحصول على كمية كافية من النوم يؤدي إلى برودة الجسم، كما أن التعب المزمن يؤدي إلى إبطاء عمليات الأيض في الجسم، مما يؤدي إلى الشعور بالبرودة في اليوم التالي.
- الجفاف: إن عدم احتواء الجسم على كميات كافية من الماء يؤثر مباشرةً على فعالية توزيع الدم على أعضاء الجسم ويقلل منها، كما أن الماء يحتفظ أيضًا بالحرارة، مما يعني أن الجفاف يترك الجسم دون الحرارة المحفوظة في الماء.
- السكري: يؤدي مرض السكري إلى اعتلال الأعصاب، مما يؤدي إلى تلف في الأعصاب المسؤولة عن الإحساس، و من أعراض مرض السكري الشعور بالبرد الدائم أو الحرارة أو الألم دون سبب.
- عدم تناول كميات كافية من الدهون: تساعد الدهون الجسم على الشعور بالشبع والشعور بالدفء.
- مرض الرينود: يسبب مرض الرينود التشنج في شرايين اليدين والقدمين والوجه، مما يجعل الدورة الدموية في هذه المناطق أسوأ، مؤديًا إلى البرودة الدائمة في هذه الأعضاء.
- ضعف الدورة الدموية: من الممكن أن تكون دورة الشخص الدموية ضعيفة أساسًا بطبيعتها، مؤدية إلى برودة في الجسم دائمًا دون أن ترتبط هذه البرودة بأي مرض أو مسبب.
- قلة الكتلة العضلية: تنتج العضلات الحرارة، مما يساعد على إبقاء الجسم دافئ.
- اضطرابات ما تحت المهاد، هذه المنطقة من الدماغ تُنتج هرموناتٍ تتحكّم بدرجة حرارة الجسم، وأيّ خلل في هذا الإنتاج يؤثّر على حرارة الجسم.[٣]
الأنيميا
يحدث فقر الدم عند وجود نقص في خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، ومن أعراض فقر الدّم الشعور بالبرودة؛ بسبب نقص نسبيّ في الأكسجين، ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى ما يأتي:[٤]
- الشّعور بالبرودة في اليدين أو القدمين.
- الضّعف، أو التّعب.
- الدّوخة، أو الدوار.
- مشكلة في التنفّس.
- زيادة معدّل ضربات القلب.
- صداع الرّأس.
- جلد شاحب.
كما توجد عدّة أنواع من فقر الدّم، والأنواع التي قد تجعل الشخص يشعر بالبرد تشمل الآتي:
- فقر الدّم بسبب نقص الحديد: هو أكثر أنواع فقر الدّم شيوعًا، ويحدث عادةً بسبب فقدان الدّم، لكن قد ينتج أيضًا عن سوء امتصاص الحديد، أو عند الحوامل، أو المرأة الحائض، إذ إنهن معرّضات لخطر الإصابة بفقر الدّم الناجم عن نقص الحديد.
- فقر الدّم بسبب نقص الفيتامينات: فقر الدّم قد يحدث نتيجةً لنقص التغذية، ويمكن أن تؤدّي المستويات المنخفضة من فيتامين ب12 وحمض الفوليك إلى فقر الدّم، وعادةً ما يكون ذلك بسبب عدم كفاية المدخول الغذائي.
علاج برودة الجسم
إن برودة الجسم الدائمة قد تكون علامة على وجود حالة مرضية خطيرة، ويعتمد علاج برودة الجسم على السبب المؤدي إلى هذه البرودة، على سبيل المثال إذا كان سبب برودة الجسم اضطرابًا في الأوعية الدموية أو كان المريض مدخنًا، فإن الإقلاع عن التدخين قد يساعد على حل المشكلة، وإذا كان انخفاض نشاط الغدة الدرقية هو المسبب لبرودة الجسم، فقد يحتاج الشخص إلى دواء لتنشيط الغدة الدرقية، لذلك يجب استشارة الطبيب لمعرفة أسباب برودة الجسم وعلاجها.[٥]
المراجع
- ↑ Nicole (14-8-2018), "14 Reasons You Feel Cold All the Time"، simplysupplements.
- ↑ Marissa Laliberte, "12 Medical Reasons You’re Always Cold"، Readers Digest.
- ↑ "What Causes Cold Intolerance, and How Is It Treated?", healthline,2017-12-12، Retrieved 2019-7-28. Edited.
- ↑ Shannon Johnson, "5 causes of cold intolerance"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-7-30. Edited.
- ↑ "Why Am I Cold?", webmd, Retrieved 29-1-2018.