محتويات
التبول بكثرة
يُعدّ التبوّل من الطرق التي يستخدمها الجسم بهدف التخلّص من الفضلات والماء الزّائد، وعادةً البول الذي ينتجه الجسم يُخزَّن في المثانة ويبقى فيها حتّى يشعر الشخص بأنّه يريد التبوّل، وعمومًا يتبول الشخص بصورة طبيعيّة لعدد مرّات يتراوح بين 4-8 مرّات يوميًّا.[١][٢]
يختلف عدد مرّات التبوّل الطّبيعي بين الأشخاص بناءً على الاختلاف في كفاءة عمل الكلى في الجسم، وكميّات الماء التي يشربها الشخص يوميًّا، لكن في بعض الأحيان ولأسباب متعدّدة يمكن أن يزيد عدد مرّات التبوّل أكثر من 8 مرّات يوميًّا، وحينها يمكن القول إنّ الشخص يعاني من كثرة التبوّل، ممّا قد يُؤثّر سلبًا على الحياة.[١][٢]
سبب التبول الكثير عند النساء
يوجد الكثير من الأسباب التي قد تؤدّي إلى كثرة التبوّل عند النساء؛ فقد يرتبط ذلك بالإصابة بمشكلة صحيّة أحيانًا، وفي ما يأتي توضيح لأبرز هذه الأسباب:[٣]
- عدوى الجهاز البولي: التي تعدّ أحد أكثر الأسباب الشّائعة المُسبّبة لكثرة التبوّل؛ إذ يمكن أنّ تُصاب النساء بعدوى الجهاز البولي نتيجةً لوصول البكتيريا المُسبّبة لها إليه نتيجة سوء الاهتمام بالنّظافة الشخصيّة عند الدّخول إلى الحمام، أو بسبب الاتصال الجنسي، وتجدُر الإشارة إلى أنّ هذه العدوى قد تُصيب العديد من أجزاء الجهاز البولي، كالكلى أو المثانة، وتُعدّ النّساء أكثر عرضةً للإصابة بعدوى المثانة مقارنةً مع الرّجال؛ لأنّ الإحليل أو كما يُعرف بمجرى البول يكون أقصر لدى النّساء، ممّا يُسهّل وصول البكتيريا إلى المثانة.
- شرب الكثير من السّوائل: إذ يؤدّي شرب كميّات كبيرة من السّوائل إلى زيادة عدد مرّات التبوّل يوميًّا، وسيزيد هذا الأمر في حال كان الشخص يشرب الكثير من الكحول، أو السّوائل التي تحتوي على المُحليّات الصناعيّة أو على الكافيين، لذلك يجب على الشخص أن يضبط كميّات السّوائل التي يشربها يوميًّا، فعادةً ما يحتاج إلى 8 أكواب من السّوائل يوميًّا، وقد تزيد أو تقلّ الكميّة بناءً على عوامل مُتعدّدة خاصّة بالشخص نفسه.
- استخدام بعض أنواع الأدوية: يمكن أن تُسبّب أدوية مدرّات البول المُستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم زيادة عدد مرّات التبوّل عند النساء؛ لأنّها أدوية تُساهم في التخلّص من احتباس الماء في الجسم بطرحه في البول، وتجدُر الإشارة إلى أنّ المُهدّئات ومُرخيّات العضلات يمكن أن تُسبّب كثرة التبوّل أيضًا كأحد أعراضها الجانبيّة.
- انخفاض مستويات الإستروجين: عندما تصل المرأة إلى سنّ اليأس وتتوقّف الدّورة الشهريّة يتوقّف جسمها عن إنتاج هرمون الإستروجين، حينها يزيد عدد مرّات التبوّل، بالإضافة إلى أنّ المرأة تُصبح أكثر عرضةً للإصابة بعدوى المسالك البوليّة.
- الحمل والولادة: يُعدّ التبول الكثير خلال الحمل أمرًا لا يستدعي القلق؛ إذ يحدث طبيعيًّا نتيجة الضغط على المثانة بسبب تمدّد الرّحم خلال الحمل، الذي يمكن أن يستمرّ لما بعد الولادة، خاصّةً في حالة الولادة المهبليّة.
- التهاب المهبل: الذي يُصيب عادةً الإناث بين سنّ 15-44 عامًا نتيجة عدة أسباب، منها الالتهاب النّاتج عن العدوى البكتيريّة، أو العدوى الفطريّة، أو عدوى داء المشعرات، وتجدُر الإشارة إلى أنّ التهاب المهبل يترافق مع ظهور أعراض أخرى، منها: الإفرازات، والحكّة المهبليّة، وانبعاث رائحة غريبة من المهبل، وعادةً ما تُعالج الحالة باستعمال المُضادّات الحيويّة.
- مرض السكري: يُعدّ التبوّل الكثير أحد أعراض الإصابة بمرض السكري، سواء من النّوع الثاني أم الأوّل، وتجدُر الإشارة إلى أنّ التحكّم بمستوى سكّر الدم يُساهم في توقّف ذلك.
- الأمراض المنقولة جنسيًّا: يمكن أن تُسبّب العديد من أنواع الأمراض المنقولة جنسيًّا كداء السيلان والكلاميديا وداء المشعرات كثرة التبوّل عند النساء التي تظهر كأحد الأعراض الأوليّة المُنذرة بالإصابة بهذه الأمراض، خاصّةً أنّ العديد من الأمراض المنقولة جنسيًّا يمكن أن تظهر دون مرافقتها لظهور أيّ أعراض في أوّل فترة من الإصابة، ويجب التّنبيه إلى أهميّة علاج هذه الأمراض؛ لأنّ عدم علاجها يُمكن أن يُؤدّي إلى العديد من المضاعفات على المدى الطّويل.
- سرطان المثانة: إنّ وجود سرطان في المثانة يشغل حيّزًا بدلًا من البول، بالتّالي تقلّ كميّات البول التي يُمكن للمثانة أن تحتفظ بها، فالمثانة هي العضو المسؤول عن تخزين البول في الجسم، ممّا سيُؤدّي إلى كثرة التبوّل، وتجدُر الإشارة إلى أنّ سرطان المثانة يؤدّي عادةً إلى ظهور دم في البول.
- أسباب أخرى: منها ما يأتي:
- إصابات وأمراض الحبل الشّوكي.
- حصوات المثانة.
- العلاج الإشعاعي للسرطان.
الأعراض التبول الكثير عند النساء
يمكن أن يُسهّل التعرّف على الأعراض الأخرى المصاحبة لكثرة التبوّل عند النساء اكتشاف الطبيب للسبب المؤدّي إلى كثرة التبوّل في الأساس، ممّا يُساهم في تقديم العلاج المناسب أيضًا، وفي ما يأتي توضيح لهذه الأعراض المختلفة:[٢]
- فقدان السّيطرة على المثانة، ممّا قد يُؤدّي إلى تسرّب البول أحيانًا.
- الشّعور المفاجئ بضرورة الذّهاب إلى الحمام فورًا.
- الشّعور بحرقة أو ألم أثناء التبوّل.
- مشكلات في القدرة على إفراغ المثانة تمامًا.
- التغيّر في لون البول الطبيعي؛ فقد يصبح لونه ورديًّا، أو أحمر، أو مُشابهًا للون المياه الغازيّة.
تشخيص كثرة التبول عند النساء
يبدأ الطبيب عادةً بالسؤال عن أعراض كثرة التبول لدى المرأة لتحديد السبب الحقيقي الكامن وراء حدوثها، مثل: الألم والحرقة عند التبول، وانبعاث رائحة قوية من البول، ووجود دم في البول، وفقدان السيطرة على المثانة، وتتضمن الأسئلة الفترة التي أصيبت بها المرأة بالحالة، وعدد مرات التبول، والأعراض المصاحبة لها، وفي حال تعرُّضها لأي تبول لاإرادي ووقت حدوثه، يلي هذه الأسلئة إجراء فحص للبول للكشف عن أي عدوى أو دم، أو ظهور مركبات غير طبيعية كالبروتينات والسكر، كما قد يجري الطبيب فحصًا للحوض والبطن، ويقيّم حالة المهبل والحالبين.[٤]
قد يطلب الطبيب مجموعةً أخرى من الفحوصات، منها:[٤]
- فحص المثانة: يتضمن إجراء تصوير بالأشعة السينية للمثانة بعد التبول؛ إذ يساعد ذلك على تحديد كمية البول المتبقية في المثانة.
- فحص البول: يتضمن هذا الفحص عدة اختبارات لتقييم مدى كفاءة عمل الكلى.
- تنظير المثانة: يتضمن هذا الاختبار استخدام أداة مضيئة لإلقاء نظرة مفصلة للجزء الداخلي من المثانة، وأخذ عينة من الأنسجة الداخلية.
علاج كثرة التبول عند النساء
يمكن اتباع بعض الإجراءات لعلاج كثرة التبول لدى النساء، منها ما يأتي:[١]
- علاج مشكلة التبول المتكرر: يبدأ بعلاج المشكلة الرئيسة التي تسببه، فإذا كان مرض السكري هو السبب يجب البدء بالسيطرة على مستوى السكر في الدم.
- اتباع بعض السلوكيات لعلاج فرط نشاط المثانة: يتضمن ذلك الآتي:
- زيادة قدرة المثانة على التحمّل، وذلك من خلال زيادة الفواصل الزمنية بين استخدام الحمام خلال 12 أسبوعًا تقريبًا؛ فذلك سيزيد من قدرتها على الاحتفاظ بالبول لمدة أطول، بالتالي التبوّل بنسبة أقل.
- تعديل النظام الغذائي، إذ يجب الابتعاد عن تناول الأطعمة التي تسبب التهيج للمثانة، أو الأطعمة التي تعمل كمدر للبول، وتتضمن الكحول، والكافيين، والمشروبات الغازية، والأطعمة التي تدخل في صناعتها الطماطم، والشوكولاتة، ويجب الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالتوابل، كما أنه يجب تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف؛ وذلك لأن الإمساك قد يؤدي إلى تطور أعراض متلازمة النشاط المفرط للمثانة.
- شرب السوائل، إذ يجب شرب ما يكفي من السوائل لمنع الإمساك، إلا أنه يجب الحذر من شرب الكثير من السوائل قبل النوم؛ لأنه قد يؤدي إلى التبول الليلي.
- ممارسة تمارين كيجل؛ إذ إنها تمارين تقوّي العضلات حول المثانة، مما سيزيد من القدرة على التحكم بالمثانة، بالتالي التقليل من الشعور بالحاجة إلى التبول.
الوقاية من كثرة التبول عند النساء
من الخطوات التي قد تقلّل احتمالية الإصابة بكثرة التبول ما يأتي:[٤]
- محاولة التقليل من تناول الأطعمة والمشروبات التي تزيد من إنتاج البول، مثل:
- الكحول.
- القهوة والشاي.
- عصير الليمون.
- الأغذية التي تدخل الطماطم في صناعتها.
- المُحليات.
- تناول الكثير من الألياف؛ وذلك لأنها تحمي من التعرّض للإمساك، الذي قد يسبب التبول المتكرر بسبب الضغط على المثانة.
المراجع
- ^ أ ب ت Minesh Khatri (15-5-2019), "Frequent Urination: Causes and Treatments"، www.webmd.com, Retrieved 22-9-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Alana Biggers (14-3-2018), "What's to know about frequent urination in women?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-9-2019. Edited.
- ↑ Jeffrey M. Rothschild (21-2-2019), "Are You Urinating Too Often? 12 Causes of Frequent Urination in Women"، www.buoyhealth.com, Retrieved 22-9-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Frequent Urination in Women", www.healthline.com, Retrieved 25-11-2018. Edited.