ما اسباب كثرة التثاؤب

كتابة:
ما اسباب كثرة التثاؤب

التثاؤب

يُعرف التثاؤب بأنَّه الفعل اللَّاإرادي الذي يُرافقه فتح الفم وأخذ نفس عميق وملء الرئتين بالهواء، ويعدّ استجابةً طبيعيَّةً لحالات التعب، فعادةً ما يحفِّزه الإعياء والنعاس، وقد يحدث أيضًا أثناء الحديث عن التثاؤب، أو في حال سماع شخص يتثاءب أو رؤيته، وفي الحقيقة تكون مدَّة التثاؤب أحيانًا قصيرةً وغير مُتكرِّرة، وفي أحيان أخرى يتكرَّر حدوثه أكثر من المتوقَّع، وهو ما يُطلق عليه التثاؤب المُفرط أو التثاؤب بكثرة، حتى وإنْ كان مصحوبًا بالنعاس أو التعب.[١]


وقد يبدأ التثاؤب ويستمر عِدَّة ثوانٍ قبل فتح الفم لأخذ الهواء للداخل في عمليَّة الشهيق، وقد يُرافقه في هذه الحالة تدميع العينين، أو إصدار صوت تنهدات، أو التمدُّد، وربما كان لحدوث التثاؤب فوائد فعليَّة للجسم، ففي دراسة نُشِرت عام 2013 في المجلة الدوليَّة للبحوث الطبيَّة التطبيقية والأساسية أشارت إلى أنَّه قد يساعد على تبريد الدماغ.[٢]


هل تعد كثرة التثاؤب حالة مرضية؟

تعبِّر كثرة التثاؤب أو التثاؤب المفرط عن الحالة التي يتكرَّر فيها أكثر من مرة خلال الدقيقة الواحدة، وعادةً ما يُعزى سبب حدوثه إلى الشعور بالنعاس أو الملل، إلَّا أنَّه قد يحدث أيضًا كأحد أعراض الإصابة بمشكلة صحيَّة معيَّنة، فبعض الأمراض تسبِّب أحيانًا حدوث استجابة وعائية مبهميَّة (vasovagal reaction) تُعبِّر عن زيادة نشاط العصب المبهم، وهو العصب المُمتد من الدماغ إلى الحلق ومنه إلى داخل البطن، وينجم عن الاستجابة الوعائيَّة المبهميَّة كثرة التثاؤب، ويرافقها انخفاض مستويات ضغط الدم وسرعة نبض القلب، وبناءً على ما سبق يجب الإشارة إلى أنَّ كثرة التثاؤب ليست حالةً مرضيَّةً، فقد تكون أحيانًا عرَضًا لوجود مُشكلة صحيَّة أخرى، وفي هذا المقال ذكر لبعض أهم أسباب حدوثها.[٢]


ما هي أسباب كثرة التثاؤب؟

تحدث كثرة التثاؤب لأسباب عِدَّة، من أبرزها ما يأتي:[٣]

  • القلق: هو من المحفِّزات الشائعة للتثاؤب، فالشخص الذي يُعاني من القلق الشديد قد يعاني أيضًا من كثرة التثاؤب مقارنةً بحالته الطبيعيَّة التي لا يشعر فيها بالقلق، إذْ ينعكس تأثيره على الجهاز التنفُّسي والقلب ومستويات الطاقة في الجسم، وكلّ ذلك قد يكون سببًا للشعور بالتوتر، وضيق التنفس، والتثاؤب، وفي الحالات التي يكون فيها التثاؤب مرتبطًا بالقلق غالبًا ما تزداد المُشكلة عند شعور الشخص بزيادته.
  • الاكتئاب: ربما ترتبط كثرة التثاؤب بالاكتئاب، وقد يُعزى ذلك إلى الأدوية المضادَّة للاكتئاب التي يتناولها المريض، أو الإعياء والتعب الذي يرافقه، لذا يُنصح مريض الاكتئاب بمراجعة الطبيب عند مُلاحظة كثرة التثاؤب؛ للوقوف على أسباب المُشكلة التي قد تستدعي أحيانًا تغيير الجرعات الدوائيَّة.
  • الأدوية: يعدّ النعاس والإعياء من الأعراض الجانبيَّة الشائعة للعديد من الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية والأدوية المُلزمة بوصفة طبيَّة، لذا من المُحتمل أنْ يرافق تناول أنواع معيَّنة منها كثرة التثاؤب، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
    • مضادات الهستامين.
    • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، وغيرها من مضادات الاكتئاب.
    • بعض أدوية تسكين الألم.
  • السّكتة الدماغيَّة: في بعض الحالات التي يتعرَّض فيها الشخص للإصابة بالسكتة الدماغيَّة قد يُعاني أيضًا من كثرة التثاؤب، وقد يحدث ذلك كون التثاؤب يساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم الأساسيَّة ويقلِّلها بعد التعرض للسكتة الدماغيَّة، وقد اقترحت بعض الدراسات أنَّ عمليَّة التثاؤب مُرتبطة بجذع الدماغ، فحدوثه بكثرة قد يكون قبل التعرض للسكتة الدماغية أو بعده.
  • مشكلات القلب: قد تُشير كثرة التثاؤب إلى وجود نزيف حول القلب أو حتى الإصابة بالنوبة القلبيَّة، فكما ذُكِر سابقًا قد تكون هذه الحالة مُرتبطةً بالعصب المبهم الذي يمتد من قاعدة الدماغ إلى القلب والمعدة، ومن الأعراض الأخرى التي قد ترافق أمراض القلب والتي تستدعي طلب الرعاية الطبية فورًا ما يأتي:
    • ضيق التنفس.
    • الغثيان.
    • ألم الصدر.
    • الشعور بالألم في الجزء العلوي من الجسم.
    • الدوار.
  • الصرع: في حال الإصابة بصرع الفص الصدغي (temporal lobe epilepsy) قد يعاني البعض من كثرة التثاؤب قبل بدء النوبة أو أثناء حدوثها أو بعد انتهائها، وربما تكون ناجمةً عن الإرهاق من نوبة الصرع.
  • فشل الكبد: من المُحتمل حدوث كثرة التثاؤب في المراحل الأخيرة من فشل الكبد، وربما يُعزى السّبب في ذلك إلى الشعور بالإعياء والتعب الذي يرافق فشل الكبد، ومن الأعراض الأخرى التي قد ترافقه ما يأتي:
    • الإسهال.
    • الغثيان.
    • فقدان الشهية.
    • تجمّع السوائل في اليدين، أو القدمين، أو في داخل البطن.
    • الارتباك.
    • الشعور بالنعاس طوال اليوم.
  • التصلب المتعدد: من المُمكن حدوث كثرة التثاؤب في هذه الحالة بسبب الإعياء والتعب المُرتبط بحدوث التصلب المتعدد، أو بسبب قيام الجسم بمُعالجة الخلل في تنظيم الحرارة في الجسم الناتج عنه، كما ترتبط بارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الذي يرتفع في حالات الإعياء والقلق.
  • ورم الدماغ: في حالات نادرة تحدث كثرة التثاؤب كأحد أعراض وجود ورم في الفص الصدغي أو في جذع الدماغ، وقد يرافق ورم الدماغ ظهور أعراض أخرى، مثل: فقدان الذاكرة، وتغيّرات الشخصيَّة، والصداع، والضعف أو الوخز في أحد جانبي الجسم، ومواجهة مشكلات في النظر.
  • قِلة النوم: فقد تكون كثرة التثاؤب مرتبطةً بقِلَّة النوم، أو وجود اضطرابات في النوم، أو تغيُّر العادات اليوميَّة، أو تغير ساعات العمل.[٤]
  • التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو-Hashimoto’s thyroiditis: هو من أمراض المناعة الذاتية التي يُرافقها انخفاض في مستوى هرمونات الدرقية،[٤] وقد يعاني المُصاب من الشعور بالإعياء، والاكتئاب، والألم في المفاصل والعضلات، وربما تكون هذه الأعراض سببًا لحدوث كثرة التثاؤب.[٥]


كيف تُعالَج كثرة التثاؤب

يعتمد علاج هذه الحالة على سبب حدوثها، وفي ما يأتي توضيح لذلك:[٢]

  • علاج التثاؤب الذي يرافق تناول أدوية معيَّنة: في الحالات التي تكون فيها كثرة التثاؤب ناجمةً عن تناول أنواع معيَّنة من الأدوية قد يوصي الطبيب بتقليل الجرعة الدوائيَّة، وهنا يجب التنبيه على ضرورة تجنُّب تغيير الدواء أو وقف تناوله أو تعديل جرعته دون استشارة الطبيب.
  • علاج التثاؤب المرتبط باضطرابات النوم: في الحالات التي تحدث فيها كثرة التثاؤب بسبب اضطراب النوم قد يوصي الطبيب بالأدوية التي تساعد على النوم، أو اتِّباع التقنيات التي تحسِّنه، كاستخدام أداة التنفس، واتباع جدول لتنظيم النوم، ومُمارسة التمارين الرياضية؛ فالرياضة تُسهم في تخفيف التوتر.
  • علاج التثاؤب الذي يحدث بسبب مشكلة صحيَّة: إذا كانت كثرة التثاؤب ناجمةً عن وجود مُشكلة صحية خطيرة كفشل الكبد أو الصرع يجب علاج هذه المُشكلة في أقرب وقت ممكن.


المراجع

  1. "Yawning - excessive", medlineplus, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Amber Erickson Gabbey, "What Causes Excessive Yawning and How to Treat It"، healthline, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  3. Beth Sissons, "What causes excessive yawning?"، medicalnewstoday, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Yawning Excessively", healthgrades, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  5. "Hashimoto's Thyroiditis", webmd, Retrieved 31-5-2020. Edited.
5334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×