أقسام الطهارة
تنقسم الطهارة إلى نوعين، طهارة حسيّة، وطهارة معنوية، ويقصد بالطهارة المعنوية؛ هي الطهارة الباطنة من كل ما علق في نفس الإنسان من شركٍ وكفرٍ ومعاصٍ، ولا تزال إلا بالتوحيد لله رب العالمين عن كل شريك، وتنزيهه عن كل النقص، وتعد الطهارة المعنوية الباطنة أهم وأعظم حاجة من الطهارة الحسيّة.
حيث أن طهارة النفس والروح وسلامتها من كل شر وعيب تكون الأساس في بذل الجهد والسعي نحو طهارة الأبدان والحواس، فلولا طهارة النفس لما كانت طهارة الحس والجسد.[١]
أما الطهارة الحسيّة فتتعلق بالأبدان والثياب والأماكن، وتعد الشطر الثاني من الإيمان مصداقًا لقول النبي الكريم: (الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ).[٢] وتنقسم إلى طهارة حدث أو خبث؛ فطهارة الحدث تتعلق بالأبدان؛ ويقصد بها تنظيف الجسم ورفع كل أسباب النجاسة والأحداث، أما الطهارة للخبث فتكون للأبدان وللأماكن والثياب، وتكون عن طريق الغسل والمسح والنضح.[٣]
وتتحقق الطهارة الحسيّة للأبدان بالوضوء للحدث الأصغر؛ كالريح، والغائط، والوذي والمذي، وبالغسل للحدث الأكبر؛ كالجنابة والنفاس والحيض، وبالتيمم لكلا الحدثين في حال تعذر وجود الماء؛[١] قال تعالى: (وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا).[٤]
تعريف الطهارة
الطهارة كلمة مأخوذة من المصدر طَهُر، ويراد بها،النظافة والخلو من الأنجاس، أو النزاهة عن الأقذار ورفع كل ما يتسبب بمنع الصلاة من وقوع حدث أو نجاسات، ويراد بها أيضًا تنقية وتصفية السريرة والقلب من الشوائب والأدران.[٥]
وعرّف أحد العلماء أن الطهارة تعني؛ نظافة المحل عن النجاسة الفعلية أو الحكمية، سواء كان لذلك المحل علاقة بالصلاة كالأبدان والمكان والثياب، أو لم يكن كذلك كالأواني والأطعمة وغيرها.[٦]
أهمية الطهارة في الإسلام
هناك أهمية كبيرة للطهارة في الإسلام، سواء أكانت حقيقية تتعلق بالثياب والأبدان وأماكن الصلاة، أم طهارة حكمية وهي طهارة أجزاء المتعلقة بالوضوء من الحدث، وطهارة جميع الأعضاء الظاهرة من الجنابة؛ حيث أن الطهارة شرط دائم لا تصح الصلاة إلا به ويلزم المسلم به خمسًا باليوم.
وبما أن الصلاة هي وقوف بين يدي الله تعالى، فالتزام الطهارة فيها تعظيم لرب العالمين وإجلال له، وعدم الطهارة ووجود الحدث أو الجنابة يخل بالتعظيم، ويتعارض مع مبدأ النظافة والتطهر بالغسل أو الوضوء، فالطهارة تطهير لكل من الروح والجسد.
واهتمام الإسلام بجعل المسلم على طهارة دائمة من الداخل والخارج دليل على حرصه الشديد على النقاء والصفاء، فالإسلام يعد مثلًا أعلى في الدعوة إلى النظافة والحفاظ على الصحة الخاصة والعامة، وبناء البنية الجسدية الصحية الجميلة والجسد القوي.
وللنظافة والتطهر دور في المحافظة على سلامة البيئة ونقائها من الأمراض والضعف؛ فغسل الأعضاء الظاهرة المتعرضة للأوساخ والأدران بشكل يومي وغسل الجسم في أحيان متكررة عقب كل جنابة، كفيل بحماية الإنسان من أي تلوث أو مرض.[٧]
المراجع
- ^ أ ب سعيد القحطاني، طهور المسلم في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 8-9. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم:223.
- ↑ جامعة المدينة العالمية، التفسير الموضوعي جامعة المدينة، صفحة 206. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:43
- ↑ "تعريف ومعنى طهارة"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 25/5/2022. بتصرّف.
- ↑ دبيان الدبيان، كتاب موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 40. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 239. بتصرّف.