ما العبر المستفادة من قصة أصحاب الكهف في سورة الكهف؟

كتابة:
ما العبر المستفادة من قصة أصحاب الكهف في سورة الكهف؟

نبذة عن أصحاب الكهف

أصحاب الكهف هم فتية شباب، اختاروا توحيد الله وعبادته وحده؛ فاعتزلوا ملّة قومهم الذين كانوا على الشرك، ولجأوا إلى كهفٍ؛ خشية معرفة قومهم بإيمانهم وحتى يعتزلوا ما يعبدون من دون الله، فلمّا دخلوا الكهف -وكان كهفًا واسعًا بابه إلى الشّمال لا تدخله الشمس لا في شروقها ولا في غروبها-، ألقى الله عليهم النوم فترةً طويلةً قُدّرت بثلاثمئة سنةٍ وازدادوا تسعًا، وقد تولّى الله حفظهم ورعايتهم أثناء نومهم؛ لئلا تبلى أجسادهم، قال تعالى: (وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ)،[١] ثم إنّهم لمّا استيقظوا وجدوا أنّ القوم الذين ضايقوهم قد ماتوا جميعًا، وأصبح مكانهم قومٌ آخرون، وكان ذلك آيةً عظيمةً من آيات الله تعالى.[٢][٣]

ما العبر المستفادة من قصة أصحاب الكهف في سورة الكهف؟

في قصة أصحاب الكهف جملةٌ من العبر والعظات، نذكر منها ما يلي:[٤][٣]

  • إن من يأوي إلى الله تعالى فإنّه يأويه ويلطف به، فالله تعالى قد لطف بهؤلاء الفتية فجعلهم ينامون هذه النّومة الطويلة؛ فحفظ عليهم إيمانهم وأبدانهم من فتنة قومهم وقتلهم، وجعل استيقاظهم من هذه النّومة آيةً من آياته الدالة على كمال قدرته، وليعلم العباد أنّ وعد الله حقٌّ.
  • صحة الشركة في البيع والشّراء، وصحة الوكالة فيهما؛ بدليل قول الله تعالى: (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ).[٥]
  • إباحة التخيّر في الأطعمة، وأكل الطيبات فيما يلائم الذوق ويوافقه؛ لقول الله تعالى: (فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ).[٥]
  • الحثّ على تجنّب مواضع الفتن، وجواز الكتمان الذي قد يدرأ عن الإنسان الشّر.
  • شدّة تمسّك هؤلاء الفتية بدينهم بعدما تركوا ديارهم وأموالهم واعتزلوا بأنفسهم؛ خشية الفتنة.
  • في قول الله تعالى: (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا)؛[٦] دليلٌ على أنّ هؤلاء الفتية كانوا أهل تديِّنٍ حينما بعثوا في زمانهم؛ ذلك أنّ قومهم عظموهم حتى عزموا على اتخاذ مسجد على كهفهم، والمقصود أنّ الله تعالى قد أبدل خوفهم حينما دخلوا الغار محافظين على دينهم وإيمانهم، أمنًا وتعظيمًا من الخلق، وهذا من نعم الله تعالى فيمن تحمّل المشاقّ من أجله.
  • الإرشاد إلى عدم الانهماك والبحث في المسائل التي لا أهمِّيَّة أو فائدة من معرفتها؛ لقول الله تعالى: (فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا).[٧]
  • النّهي عن سؤال من لا علم له أو من لا يوثق به في الأمر أو القضية المسؤول عنها؛ لقول الله تعالى: (وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا).[٧]
  • النّهي عن اتخاذ المساجد على القبور، وأنّ هذا كان من عمل أهل الكتاب قبل هذه الأمة، وقد حرّم النّبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك؛ لما قد يؤدّي ذلك إلى الإشراك بالله تعالى وعبادة غيره؛ فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: "أنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، ذَكَرَتْ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَنِيسَةً رَأَتْهَا بأَرْضِ الحَبَشَةِ يُقَالُ لَهَا مَارِيَةُ، فَذَكَرَتْ له ما رَأَتْ فِيهَا مِنَ الصُّوَرِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أُولَئِكَ قَوْمٌ إذَا مَاتَ فِيهِمُ العَبْدُ الصَّالِحُ، أوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا علَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وصَوَّرُوا فيه تِلكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ".[٨]

التعريف بسورة الكهف

سورة الكهف سورةٌ مكيَّةٌ إلّا آيةٌ واحدةٌ؛ هي الثامنة والثلاثون فإنّها مدنيَّةٌ، وهي السورة الثامنة عشر في ترتيب المصحف، نزلت بعد سورة الغاشية، وسورة الكهف من السّور التي بدأت بأسلوب الثناء على الله، وعدد آياتها مائة وعشر آيات، شملت السورة عددًا من القصص، وأمّا سبب تسميتها بهذا الاسم؛ فلذكر قصة أصحاب الكهف فيها.[٩]

المراجع

  1. سورة الكهف، آية:18
  2. "نبذة عن أصحاب الكهف"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 25/12/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "مختصر قصة أهل الكهف"، اسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.
  4. "فوائد من قصة أصحاب الكهف (2)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25/12/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب سورة الكهف، آية:19
  6. سورة الكهف، آية:21
  7. ^ أ ب سورة الكهف، آية:22
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:434، صحيح.
  9. "سورة الْكَهْف 18/114"، المصحف الإلكتروني، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.
10068 مشاهدة
للأعلى للسفل
×