ما العلاقة بين التوتر وارتفاع الضغط؟

كتابة:
ما العلاقة بين التوتر وارتفاع الضغط؟

ارتفاع ضغط الدم

يُعرَف ضغط الدم بأنّه مقياس قوة دفع الدم على جدران الأوعية الدموية، إذ يضخ القلب الدم في الأوعية الدموية التي تحمل الدم إلى كلّ أنحاء الجسم، وارتفاع ضغط الدم أمر خطير؛ لأنّه يزيد من صعوبة عمل القلب، والتي تتضمن ضخ الدم إلى الجسم، مما يسهم في تصلب الشرايين والإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض الكلى وفشل القلب، ويُستدَلّ على قراءة الضغط من خلال قياسه، إذ يظهر فحص ضغط الدم في شكل قراءة مكوّنة من رقمين، والقراءة الطبيعية له 120/80، وتُقرأ وفق أنّها 120 على 80؛ إذ يُسمّى الرقم العلوي الضغط الانقباضي والرقم السفلي الضغط الانبساطي، وإذا ارتفع ضغط الدم على المعدل الطبيعي يُشخّص الإنسان مصابًا بارتفاع ضغط الدم، ويجب التحدث إلى الطبيب في العلاج وكيفية خفض ضغط الدم إلى الحد الطبيعي.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الأسباب الدقيقة للإصابة بهذا المرض غير معروفة، لكن قد تلعب العديد من الأمور دورًا في ارتفاعه؛ مثل: التدخين، السمنة، وتقدم العمر، والتوتر، وغيرها. [١]


هل يزيد التوتر من ضغط الدم؟

يرتبط التوتر والقلق بضغط الدم بأكثر من طريقة؛ إذ يسبب القلق زيادة ضغط الدم، فعند الشعور بالقلق يرتفع معدل ضربات القلب وفي الوقت نفسه ينقبض البطينان في القلب بقوة أكبر، مما يؤدي إلى زيادة الضغط، ومن ناحية أخرى يسبب القلق والتوتر انخفاضًا في ضغط الدم في بعض الأحيان، فعندما يشعر الشخص بالتوتر تقل معدلات التنفس لديه؛ نظرًا لأنّه لا يتنفس بشكل صحيح، مما قد يتسبب في اتساع الأوعية الدموية وانخفاض ضغط الدم.

وعلى العكس من ذلك تؤدي التغييرات في ضغط الدم إلى الإصابة بالتوتر من خلال ظهور أعراض ضغطَي الدم المرتفع والمنخفض؛ مثل: التغيرات في معدل ضربات القلب والدوار والدوخة، والتي تسبب القلق والتوتر، وتؤدي إلى نوبات ذعر لدى بعض الأشخاص. [٢]

لا يوجد دليل على أنّ التوتر بحد ذاته يسبب ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل، حيث الجسم ينتج المزيد من الهرمونات عندما يتعرض للتوتر والإرهاق، وتزيد هذه الهرمونات مؤقتًا من ضغط الدم عن طريق التسبب في زيادة ضربات القلب وتضيّق الأوعية الدموية؛ فالاستجابة للتوتر بطرق غير صحيحة وغير صحية تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية والسكتات الدماغية. [٣]


كيف يؤثر التوتر في الجهاز العصبي للجسم؟

يتكوّن الجهاز العصبي من عدة أنظمة؛ ومنها النظام العصبي اللاإرادي، وهو جزء من النظام العصبي المركزي المسؤول عن تنظيم كلّ الوظائف الجسدية اللاواعية؛ بما في ذلك معدل ضربات القلب، والهضم، ومعدل التنفس، والتبول، وكثيرًا ما يتعرض الأشخاص للتوتر والإجهاد بسبب ضغوطات العمل والمسؤوليات الأسرية، ويلعب النظام العصبي دورًا مباشرًا في الاستجابة الجسدية للتوتر، ويولد ما يُعرف باسم استجابة الكر أو الفر، فهي استجابة طبيعية للجسم للحماية من الخطر. [٤]

فعند التعرض لخطر ما يُحفّز الجهاز العصبي المركزي الغدة الكظرية لإفراز هرمونات التوتر؛ مثل: الأدرينالين والكورتيزول، التي تزيد معدل نبضات القلب والتنفس وتدفق الدم في شكل استجابة للحالات الطارئة وحماية الجسم؛ ذلك من خلال تمكينه من التعامل مع المواقف الخطيرة، وعند انتهاء الخطر و زواله تعود الأنظمة كلها إلى وضعها الطبيعي. وإذا لم تتوقف الاستجابة للتوتر واستمر الجسم بإفراز الهرمونات واستمرت مستويات التوتر مرتفعة لوقت أطول بكثير مما هو ضروري، فتُسمى هذه الحالة بالتوتر المزمن، والذي قد يؤثر في صحة الجسم، ويسبب ظهور مجموعة متنوعة من الأعراض تشمل ما يأتي: [٥]

  • التهيج.
  • القلق المستمر.
  • كآبة.
  • الصداع.
  • الأرق.


نصائح للتخفيف من التوتر وضغط الدم

هناك نصائح مختلفة تُتبَع للتخفيف من التوتر وتحسين صحة الجسم، وبما في ذلك التقليل من ارتفاع ضغط الدم، وتشمل هذه النصائح الآتي[٦]:

  • الحصول على قسط كافٍ من النوم، إذ تؤثر قلة النوم سلبًا في الحالة المزاجية واليقظة العقلية ومستوى الطاقة والصحة الجسدية.
  • تعلم تقنيات الاسترخاء، يُعدّ التأمل واسترخاء العضلات التدريجي وتمارين التنفس العميق واليوغا تقنيات استرخاء قوية ومثيرة للتوتر.
  • تعزيز العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين، ذلك من خلال حضور دورة دراسية أو الانضمام إلى منظمة أو المشاركة في مجموعة للتطوع.
  • صقل مهارة إدارة الوقت، فكلّما كان بإمكان الشخص التوفيق بين متطلبات العمل والأسرة بكفاءة أكثر انخفض مستوى التوتر لديه.
  • حلّ المواقف المثيرة للعصيبة والتعامل مع المشكلات ومنعها من التفاقم قدر الإمكان، وعقد جلسات لحل المشكلات العائلية واستخدام مهارات التفاوض في المنزل والعمل.
  • طلب المساعدة سواء من الزوج أو الأصدقاء أو الجيران، وفي حال استمر التوتر والقلق فيتحدث المريض إلى طبيبه.
  • ممارسة أسلوب حياة صحي، والحفاظ على وزن صحي، واتباع نظام غذائي يتضمن الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتين الخالي من الدهون والدهون الصحية.
  • عدم التدخين، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.


المراجع

  1. "Causes of High Blood Pressure", webmd, Retrieved 10-5-2020. Edited.
  2. John P. Cunha, DO, FACOEP (1-10-2019), "Can Anxiety Make Your Blood Pressure Go up?"، emedicinehealth, Retrieved 7-5-2020. Edited.
  3. "Stress and high blood pressure: What's the connection?", mayoclinic, Retrieved 7-5-2020. Edited.
  4. "Understanding the stress response", healt.harvard, Retrieved 12-5-2020. Edited.
  5. "The Effects of Stress on Your Body", healthline, Retrieved 19-5-2020. Edited.
  6. "7 ways to reduce stress and keep blood pressure down", harvard health publishing, Retrieved 10-5-2020. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×